الإسلام الأمريكي وأدواته في المنطقة

لم يكن تفجير الضاحية الجنوبية بالأمس، إلا مجرد هروب للأمام للتغطية على ما يدور في المنطقة كاملة من هزائم للمحور الرجعي العربي ، بقيادة آل سعود، وفي نفس الوقت محاولة يائسة للفتنة والتفتيت للتحالف اللبناني الفلسطيني، ، الأمر الذي يجعل حق العودة في مهب الريح، . وإذا أردنا الدخول في بعض التفاصيل نورد التالي:

* ما يدور على الجبهة السورية من انتصارات متتالية وسريعة في كامل الجبهات، الشمال والوسط والجنوب والقلمون و”الحبل على الجرار”، ما يعني أن الجبهة الرئيسية المستهدفة تخرج من بين أيدي هؤلاء الحثالات والدول الرجعية المتصهينة التي تقف خلفهم بقيادة آل سعود، الأداة الأكثر طاعة للصهاينة والإمبريالية الأمريكية، لذلك نرى كل هذا الإستكلاب الأمريكي وقصفه المتتالي للبنى التحتية السورية وتدمير لمنشآت النفط السورية، الأمر الذي لم يفعله وهي تحت سيطرة داعش والنصرة وأخواتهما، ونفطها يُسرق ويهرب عبر تركيا ويُباع للكيان العبري. والأمر كذلك بالنسبة لقاعدة الإمبريالية المتقدمة في المنطقة. الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من هذه الحرب الكونية على سوريا، والمنطقة عموماً سواء في العراق أو اليمن او مصر والجزائر وليبيا، فدوره في العراق من خلال أعماله الإرهابية الممولة من آل سعود وتقتيله لعلماء العراق، وتهديمه لبنيتة الأساسية (الإنسان العراقي والجيش العراقي) لم  ننساها بعد. وكذلك الحال لحكومة “الإخوان المسلمين” (العثمانية الجديدة)، الذين يريدون قضم الأراضي السورية، والذين يشكلون الذراع المتقدمة لحلف الناتو بعد اسرائيل، وكلهم بقيادة الإمبريالية الأمريكية.

* كذلك الحال في العراق، حيث الحشد الشعبي والجيش العراقي يتقدم ، لكن تقدماً بطيئاً لأنه يصطدم بالعرقلة الأمريكية دائما وأبداً، حيث لم يكتفِ الأمريكي بعدم إعطاء الجيش العراقي الأسلحة التي دفع ثمنها مسبقا، بعد أن فتّت جيشه وأضعفه وجرده من سلاحه، وفرض على العراق دستور بليمر الطائفي، ويرفضون السماح بتغيير الدستور الى دستور حداثي بعيدا عن الطائفية، فإن طائراتهم  أيضاً تقوم بإلقاء الأسلحة لحثالات الأرض من الدواعش والنصرة وخلف خطوطهم، وتعرقل الحشد وتقدمه لتنقذ قادة داعش وتنقلهم الى أماكن أكثر أمنا (كما حصل في تكريت، ليكونوا احتياطاً لهم في مشروعهم التدميري للوطن العربي والذي لم ينهزم بعد)،  وتم بعث المئات منهم في طائرات تركية وقطرية الى الجنوب اليمني ، وكما تم في ما أسموه عملية تحرير الاسرى  الأكراد من سجن عراقي، وكذلك من خلال طائرات الشحن العملاقة التي نقلت السلاح لتلك الحثالات في “تلعفر” في الموصل، وما زالت تعرقل قوات الحشد الشعبي وتحاربه بكل قوة وتحرض عليه طائفياً ومذهبياً وإعلامياً من خلال إعلام آل سعود و الشيخة “موزة” في حارة قطر، التي موّل أولادها وأحفادها حثالات الأرض الدواعش ب 32 الف سيارة تيوتا رباعية الدفع في سوريا فقط ، عدا السلاح والأموال، وما زالت، هذا عدا ملوك الرمال في مملكة آل سعود، والتركي الذي فتح أبواب بلاده لعشرات الآلف من الإرهابيين بأموال سعودية قطرية، وبأوامر أمريكية اسرائيلية.

*كذلك الأمر في اليمن، حيث يتم دك مواقع آل سعود وتحالفهم وكل مرتزقتهم سواء في باب المندب أو تعز أو المدن اليمنية المحتلة من آل سعود، والذي يتوج كل يوم بإحراق عشرات الاليات والجنود، من جنود آل سعود ومرتزقتهم، والغريب الطريف في ذات الوقت فإن الأمريكي وأتباعه لا يريدون أن يروا تمدد داعش والقاعدة في حضرموت وعدن وبقية مدن الجنوب، فأولئك رغم كونهم قاعدة لكنهم ليسوا ارهابيين ولا يجب محاربتهم، لأنهم في المكان الصحيح!!! واليمن الذي يعوم على ما يقارب ال35% من النفط العالمي والمحروم من استثماره بسبب آل سعود وتأثيراتهم المتتالية على حكومات اليمن، حد التبعية المطلقة، كما الحال في المعادن المختلفة والكثير من المواد الخام مطلوب أن يبقى مطية لآل سعود وأسيادهم من الكيان العبري الذي يدك المدن اليمنية بطائراته مع الإمبريالية لأمريكية ، ليبقى اليمن فقيراً هزيلاً تابعاً لا يستطيع التحكم لا بخيراته ولا بموقعه الإستراتيجي.

* والأمر يتكررفي فلسطين، كون القضية الفلسطينية هي المستهدف الرئيس مما جرى ومن كل ما يجري، وكون الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من كل ما يجري.، لذلك فانطلاق الإنتفاضة الفلسطينية من جديد رغم كل محاولت إيقافها وقمعها وطمس فاشية المحتل في التعامل  معها، ورغم ضغوط الرجعيات العربية المتصهينة على قيادة السلطة، هذه القيادات التي تقود الجامعة العربية المخصية والتي ما قدمته على مدار عمر القضية الفلسطينية كلها في القرن الأخير لم يصل إلى عُشر ما قدمته للحثالات البشرية في سنة واحدة، الأمر الذي يتطلب حرف وابعاد التركيز العربي والدولي عنها مادام ليس مقدور ايقاف فعالياتها. لذلك كله يجب التفجير والقتل ما أمكن في محور المقاومة، المحور الذي يقف ببسالة ضد حثالات الأرض وأسيادهم الصهاينة والأمبريالليين وتوابعهما من رجعيات عربية متهالكة متصهينة، وليكن في المكان الذي لم يستطيعوا تدميره، لبنان، وتحديدا ضاحيته الجنوبية حيث حزب الله، قائد حركة التحرر الوطني العربية بامتياز، والترويج أن من قام بذلك هم فلسطينيون، ليشتبك المخيم مع المقاومة اللبنانية ويصبح حق العودة نفسه مهدداً وبأيدي الثوار أنفسهم من لبنانيين وفلسطينيين. وأمام تحقيق أهدافهم في تفتيت الأوطان كان لا بد من استخدام ذخيرتهم الرئيسية في ذلك ، وهم “الإخوان المسلمين” ومرجعيتهم الأساسية أردوغان وحزبه العثماني الجديد، فكانوا هم خميرة تدمير سوريا، وهم خميرة تدمير اليمن من خلال حزب الإصلاح، وكذلك في تونس ومحاولات الفتنة الداخلية من خلال سياسة الأغتيالات ضد اليسار التونسي والذي اتهم فيها حزب النهضة الإخواني، وكذلك الأمر في مصر ومحاولة تدمير الدولة هناك ،رغم موقفنا الواضح من نظام السيسي، لكن هذا لا يبرر تدمير الجيش وتقتيل الوطن، والأمر نفسه كان قد تم في الجزائر من خلال جماعة عباس مدني، وما أوصلوا إليها ليبيا باسم ديمقراطية الناتو التي لم يؤمنوا بها يوماً لكنهم يدمرون باسمها الأوطان، وكيف قسموا السودان باسم الدين الأمر الذي لم يقم به أي نظام ديكتاتوري بما في ذلك نظامي عبود ونميري. وهاهم باسم الدين أيضاً برسلون جنود السودان الفقراء ليَقتلوا ويُقتَلوا في اليمن تحت أوامر آل سعود الذي يعتبر نفسه قد استأجر بضعة عجول لا أكثر، في الوقت الذي ينهار فيه السودان كوطن ومواطن تحت ذات القيادة التي تتاجر بالوطن والمواطن وأوصلت السودان الى الحضيض على كافة المستويات. وفي فلسطين حيث تحاول بعض قياداتهم توقيع هدنة طويلة مع الكيان الصهيزني من خلف ظهر الشعب كما فعلت تماماً قيادات أوسلو، فداعش ليس هدفاً أمريكياً، والقاعدة كذلك، وإن كان يضرب هذا القائد الميداني أم ذاك بين وقت وآخر لذر الرماد في العيون، فالسيدة كلنتون تعلن مجاهرة في الكونغرس “أنهم كانوا مضطرين لدعم  القاعدة”، ويعلن توني بلير “أن بلاده وأمريكا خلف ظهور داعش” ويعلن أوباما بكل صفاقة “أن داعش خرجت عن السيطرة” الأمر الذي يدلل على طبيعة العلاقة التي تربطهما، رغم كل ما يحاولون ترويجه من أكاذيب حول محاربتهم للإرهاب…  وفي النهاية، فهذا جزء من ضريبة النضال والمقاومة، فعلى الشهداء الرحمة والشفاء للجرحى والصبر لأههاليهم ولكل جمهور المقاومة.

محمد النجار

رسلة مفتوحة لرئيس السلطة الفلسطينية

كثيراً ما تساءلت عن السر الكامن وراء هذا الخنوع القيادي الفلسطيني، أمام حثالات الأرض الصهاينة، الذين لا يفهمون سوى لغة القوة، حتى إذا ارتخت قدمك من فوق رقابهم يتمردون من جديد، كما يُلاحظ من التجارب المختلفة من عمر الثورة الفلسطينية المسلحة وتجارب المقاومة الوطنية اللبنانية المُتوجة بقيادة حزب الله.

أقول أنني أظل مشدوهاً وأكاد لا أصدق ما أسمع، خاصة من جانب رئيس السلطة ورئيس حركة فتح في الوقت نفسه، وحاشية “المطبلين والمزمرين” الملتفة حواليه، والتي لا عمل لها سوى ترديد النباح دون توقف أو إنقطاع، عن رفض العمل المسلح والإنتفاضي الشعبي وحتى الدفاع عن النفس ولو حتى بالحجارة، رغم شلاال الدم اليومي المتدفق، وهم في أغلبهم لا أحد يعرف من هم أو من أين أتوا ولا كيف وصلوا ليصبحوا في هذا المستوى القيادي وصناعة القرار!!!.

كما أنه من أبجديات العمل الثوري أن المُتعَب أو الذي تصدأ أفكاره أو قدرته على الفعل الثوري، يقف جانباً ويترك القوى الثورية والشابة لتكمل المشوار، لكن هؤلاء لا يريدون النضال ولا يريدون لأحد غيرهم أن يناضل، يعني ” لا برحمك ولا بترك رحمة الله تنزل عليك”، وهم حتى لا يقفوا صامتين بل يعرقلون العمل الوطني بكل ما أوتوا من قوة، والأكثر خطورة أنهم يقدمون المعلومات للعدو الصهيوني لإعتقال المناضلين أو تصفيتهم من قبل هذاالعدو، إذا لم يستطيعوا إعتقالهم هم أنفسهم، وإذا صحت المعلومات عن تسليمهم مناضلي عملية نابلس الأخيرة، فيمكن إدراك إلى أي مستوى من الإنحدار وصل الإنحطاط بهم، الأمر الذي يتطلب التعامل معهم كعملاء في أعلى مراحل العمالة والإنحطاط، وتقديمهم لمحاكم ثورية معنية بهذا الأمر. فخديعة أنهم ينفذون اتفاقات أمنية هي خديعة واهية، فلا شيء في الكون يسمح أو يقبل بأن يُقتل أبناء الشعب من أبناء جلدتهم أو أن يعتقلوا لمصلحة المحتل مهما كانت الأسباب والمبررات.

نعم إنني كثيراً ما تساءلت عما يدفع هؤلاء لمثل هذا الفعل المشين، رغم أن قسماً منهم كانوا ذات يوم مناضلين، ولم أجد إلاّ المصالح الذاتية، المعاش وفضلات الأموال المنهوبة من فم الشعب وقوته ودمائه، لكن هذا الأمر يدفع لتساؤل مشروع آخر: أيعقل أن تكون قيادة فلسطينية بهذا الرخص والبؤس والنتانة؟ أيعقل أن تكون بهذا الإنحطاط؟ بهذه السفالة؟ ويبدو أن الأجوبة بالإيجاب كما هو واضح.

وهنا علينا قول الأشياء بأسمائها، وأهمها أن الرئيس عباس عليه إيقاف هذا العبث بشكل فوري وقاطع إذا كان يتمايز عن هؤلاء المرتزقة، عليه اتخاذ الإجراءات لحل السلطة، وعليه الإلتزام بقرار المجلس المركزي ووقف التنسيق الأمني وليس مجرد التهديد بذلك، واعتبار من لا يلتزم بذلك خارج عن الصف الوطني، وعليه وقف الحديث بآرائه الخاصة، لأنه رئيس للسلطة ولحركة فتح، وإبقاء تلك الآراء لنفسه، أو أن يستقيل ومن ثم يقول ما يريد ولمن يريد، وخاصة بما يخص رأيه بحق العودة ورفضه الإنتفاضة والعمل المسلح ، وعلى رأسها مسألة “الصواريخ العبثية”، كما أسميتها ذات يوم وما زلت يا سيادة الرئيس، هذا إذا لم يرد الرئيس أن يتعلم على الأقل من تجارب شعبه و إذا لم يرد أن يتعلم من تجارب الشعوب أيضاً، فليس من صالحه أن نتساءل ماذا كان يمكن أن يحصل مع الشعب الفييتنامي لو كان لا قدر الله رئيسنا عباس بدلاً عن الرئيس هو شي منه، أو لو كان  مكان المناضل دانييل أورتيغا في نيكاراغوا، أو لو كان مكان فيدل كاسترو في كوبا أو ماو في الصين، أو لو كان مكان المناضل حسن نصر الله، فربما كنا نشهد الإستيطان قد وصل إلى وسط بيروت!!! وماذا لو كان ياسر عبد ربه مكان الجنرال جياب أو لو كان رؤساء الحكومة الفلسطينين أمثال الحمدالله أو الإقتصادي فياض بدل إقتصاديوا الإقتصاد الصيني مثلاً، ماذا كان يمكن أن يحصل مع تلك الشعوب؟ ولماذا تُستثنى فعاليات شعبنا وطاقاته ليظل على رأسه “المخصيون” وفي كل المجالات؟!!! فالمرحوم سلفه الرئيس عرفات رغم أخطائه وخطاياه التي توّجها بخطيئة توقيعه على إتفاق “أوسلو”، إلّا أنه رفض  التوقيع على بيع الوطن في كامب ديفيد الفلسطيني، واستخدم السلاح في انتفاضة الأقصى، فنال شرف الشهادة بعد حصاره وتسميمه، لذلك ظل رمزاً رغم كل الأخطاء والخطايا والتي ليس المجال للحديث عنها في هذا المقال وفي هذه العجالة.

أما أنت يا سيادة الرئيس فلا علائم أو دلالات على أنك قد تعلمت من دروس التاريخ ولا الشعوب ولا شعبك ذاته، وكأنك وصلت إلى ناصية العلم والمعرفة التي لم ولن يصل إليها أحد، ومن باب رفع العتب ـ ربماـ عن أنفسنا نذكرك بأن تدرس تجربة أوسلو التي أتيت بها أنت نفسك وأقنعت سلفك بها وبتوقيعها ، وأنظر بنفسك ما الذي فعلته هذه الإتفاقية المشؤومة بالوطن والمواطن، أنظر كم كان عدد المستوطنين وكم من المرات تضاعف بفضل هذه الإتفاقية،”أقل من 100 ألف عام 1993 والآن أكثر من 700 ألف مستوطن”، كم عدد الشهداء على مدار الإنتفاضتين وكم مرة تضاعف في زمن ” السلم الأوسلوي” الذي أحضرته لنا، وكذلك الأمر للجرحى والأسرى وعدد الحواجز المزروعة في الضفة الفلسطينية، وانظر إلى حال المواطن وغلاء المعيشة و كيف تفشت حالات الفساد والإفساد والوساطة، وانظر كيف بعتنا في أسواق النخاسة عند أنذال القوم من الأعراب و”المستعربين”، كيف بعتنا إلى “حارة” الشيخة موزة وأبنائها ببضعة ملايين، فدمروا سوريا وطردوها من الجامعة العربيه وشردوا شعبها ودمروا أرضها في محاولة تقسيمها ، وكل هذا لضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتحقيق يهودية الدولة العبرية!!! ثم بعت موقفنا لدولة آل سعود لتدمر اليمن، هذا الشعب الذي لم تمر عليه أي ذكرى لفلسطين دون أن يحتفل بها، والذي كان الأسبق دائماً لدعم قضيتنا التي لم تستطع الحفاظ عليها، هذا الشعب وهذه القضية التي “تُقلق” قادة الكيان الصهيوني!!! أليس في الأمر ريبة هذا إذا أحسنا النوايا؟!!! وكيف سلمت رقاب مليوني فسطيني في غزة للنظام المصري ليتحكم بها  عبر إغلاقه المعبر الوحيد، لخنق الشعب وتجويعه من خلال حصاره الظالم، وها هو الآن يغرق غزة بمياه البحر ليلوث ما تبقى منها من مياه شبه صالحة للشرب، ويقتل ما تبقى من إمكانية لزراعة أرضها بإستشارتك وموافقتك وتحت عينيك، لا لشيء إلّا لخلافك مع حماس!!!

وكي لا نبتعد كثيراً، ألا تعتقد أن التهديد الدائم بتقديم قادة الإحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية دون أن تُحرك ساكناً رغم جرائمهم الدائمة والتي فاقت جرائم النازيين، أصبح مثير للريبة والتساؤل إن لم نقل للسخرية أيضاً؟!!! ألا تعتقد أن لإصرارك على عدم إصلاح م ت ف بمجلسها الوطني والمركزي وقيادتاها ،ولإصرارك على نشر ثقافة الإستسلام و”إحتكارها” ” فيبدو أن خالد مشعل وأبو مرزوق قد تنازلا عنها بعد انكشاف أمرهما من حليفتيهما قطر وتركيا، وأبقوك وحيداً لتحتكر الإستسلام”، وتعميمها على حساب ثقافة الثورة والفعل المسلح والإنتفاضي، كل ذلك يؤثر على الوطن والمواطن ويجعل القضية في آخر جداول العالم إن لم يلغها أصلا عن ذلك الجدول؟  كفى عبثاً يا سيادة الرئيس بالوطن والمواطن. كفى إستهتاراً بعقول الناس وحيواتها، كفى لا مبالاة بالدم الفلسطيني، فجداول الدماء هذه وأنهارها ليست ماء.

فعظام القادة يا سيادة الرئيس هم الذين عرفوا أن يتخذوا القرارات الصحيحة في اللحظات الصحيحة، فقم واتخذ القرار الصحيح، فاللحظة ما تزال مناسبة بعد، رغم كل هذا التأخير غير المبرر، لأن البديل أن تتجاوزك اللحظة وأن لا تحصل إلّا على لعنات شعبك الذي لن ينال إلّا مزيدا من الذبح من الإحتلال بفضل سياساتك، فهل تفعل؟!!!

وكي أصدقك القول اقول لك كلمات الشاعر الكبير مظفر النواب” والله أنا في شكٍ من بغداد إلى جدة”.

محمد النجار

شهاب الدين وأخوه

الأمر ليس بجديدٍ على الشعب الفلسطيني، فمشكلته قديمة جديدة، فدائمًا يكون في قمة عطائه وقيادته في قمة مساومتها وتبعيتها وتنازلاتها، والأمر لم يعد محصوراً بعائلات الإقطاع التي قادته في ثوراته وانتفاضاته الفاشلة القديمة، بل والحديثة أيضاً، لذلك ينطبق عليه المأثور الشعبي بأسطع تجلياته،” طول عمرك يازبيبة في …. عود”… وكيلا نتوه في التاريخ ونبتعد عن جوهر موضوعنا، سنركز موضوعنا في قيادات الشعب الفلسطيني التي قادت الثورة الفلسطينية الحديثة، حيث ابتدأت قيادة الثورة البرجوازية الصغيرة، في قمة عنفوانها وعطائها الثوري، فساهمت في رسم الميثاق الوطني وحددت البرنامج الإستراتيجي والتكتيكي، وحملت البندقية وناضلت وقاتلت…لكنها تدريجياً أخذت تتماهى مع الرجعية العربية، وارتضت أن تزرع بها الأنظمة رجالاتُها، وقبلت بالمال المشروط، وأخذت تتذاكى لنراها مرة مع الأنظمة الوطنية ومرات مع الرجعية، وبنت “ترسانة” مالية ضخمة، تجاوزت الميزانية السنوية لبعض الدول العربية، حتى أنها أقرضت بعض الدول العربية أكثر من مرة، لتذهب هذه الترسانة المالية إلى يد أرملة الرئيس وكأنها أمواله الخاصة!!!، وكون المال لم يُستخدم لخدمة القضية الوطنية بشكل صحيح، فقد أضعفتها قوة المال فهانت دماء الشهداء وآهات شعبها، فتراجعت عن شعاراتها نفسها، وبدل المراجعة النقدية تاهت بين هدفها الإستراتيجي والتكتيكي، وغلبت التكتيك على الإستراتيجيا، وتنازلت عن الإستراتيجيا والتكتيك معاً، وأخذت هذه القيادة تتذاكى أكثر، فاتصلت بالصهاينة متجاوبة مع سماسرة الصهاينة ووعودهم فتنازلت عن الميثاق الوطني، وزيادة في التذاكي ساومت من خلف الشعب ودون علمه متنازلة عن كل ثوابته، وجلبت اتفاق أوسلو  بكل مآسيه للشعب الفلسطيني، محملاً بالتنسيق الأمني واعتقال المناضلين، ناشرة الفساد والإفساد، وثقافة البؤس والإستهلاك بدل الثقافة الثورية والوطنية، محاولة تحطيم المعنويات والتجهيل والتعتيم والمضايقة والملاحقة الأمنية، والسجن للوطن والناس، تاركة عملاء الإحتلال يصولون ويجولون دون رادع ولا حتى سؤال. هذا ما حصل مع قيادة حركة فتح ، وهو ما يتكرر ويحصل اليوم مع قيادة حركة حماس، فبعد أن انطلقت مع بداية الإنتفاضة الأولى في قطاع غزة، وبعد عام كامل من بدء الإنتفاضة في الضفة الفلسطينية، جاءتنا بشعارها الأول “حماس هي الأساس”، حتى أنها لم تعتبر نفسها امتداداً لقوى الثورة الفلسطينية كما يفعل حزب الله مثلاُ، بل اعتبرت نفسها بديلاً عن المنظمات جميعها، فمن حيث المبدأ لم تكن هي الأساس ، فهي جاءت بعد أربع عقود تقريبا من عمر الثورة الحديثة بشهدائها وجرحاها وأسراها، وفي الوقت الذي كانت فصائل المقاومة تقدم الشهداء وتثبت القضية الوطنية على “أجندات” العالم، وبغض النظر عن الأخطاء والخطايا التي تمت، فإن حركة الإخوان المسلمين في فلسطين، كانت ترفع شعار” لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها” وفي محاولات الهروب للأمام كانت تطرح”تحرير الأندلس قبل فلسطين”، ولم تقدم على مدى عمر الثورة حتى الإنتفاضة أسيراً واحداً فما بالك بالشهداء !!! وهي بذلك لم تختلف عن حركة الإخوان المسلمين العامة التي لم تقم يوما بتأييد أي حركة ثورية في العالم العربي، بل كانت دائماً وأبداً مع الثورة المضادة في أي مكان تواجدت به، والمثال الساطع وقوفها في وجه ثورة الشعب المصري التي قادها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر في الوقت الذي دعمت به كل الأنظمة الرجعية!!!… والشعار الثاني الذي رفعته كان “الإسلام هو الحل”، الأمر الذي يعني في أحسن صوره تحييد مسيحيوا فلسطين وإبعادهم عن النضال، ثم أنهم بذلك جعلوا من أنفسهم أوصياء على الدين واختزال الدين بمفهومهم له، وفي سياق الإنتفاضة خاصة سنواتها الأولى، لم نر منهم اسلاماً وأكاد أقول ولا مسلمين أيضاً، فهم مثلاً لم يوافقوا يوماً على برامج مشتركة مع القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة، ولم يوافقوا على بيان مشترك ، ولم يوافقوا على فعالية مشتركة، وكانت بياناتهم مربكة لحركة الشارع كونها كانت وفي معظم الأحيان في تناقض مع بيانات وبرامج القيادة الوطنية الموحدة للإنتفاضة!!! ولم تُجدي كل المحاولات، وفشلت كل الجهود لتوحيد جهودهم مع العمل الإنتفاضي، لدرجة أن الشعور العام الذي كان سائداّ آنئذٍ،  أن هؤلاء جاؤوا للإلتفاف على وحدانية تمثيل م.ت. ف. بدعم أمريكي لخدمة الكيان الصهيوني…

ومع محاولات القيادة المتنفذة في المنظمة، جني ثمار الإنتفاضة قبل نضوجها، بعد مهاجمة العراق من الإمبريالية الأمريكية، وعلى أثر اعتقال الآلاف من مناضلي الإنتفاضة وتحديداً من حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتحديداً الإعتقال الإداري، وفشل مشروع الجبهة لنقل الإنتفاضة إلى العمل العسكري الذي كانت قد بدأته في أوائل سنوات التسعينات من القرن الماضي لأسباب لم توضحها حتى الآن، ابتدأت حركة حماس الأعمال النوعية المميزة ، والأعمال الإستشهادية التي ازدادت وتنامت بعد رجوع المئات من مبعدي الحركة من الجنوب اللبناني، والتي كانت جهود حزب الله وبصماته واضحة على كل أعمالها تقريبا، في نفس الوقت الذي أخذت تظهر بجلاء مساومات القيادة الفردية وممارساتها وفسادها وما تقوم به من شراء للذمم ودعم البرجوازية التجارية ذات الطابع التكاملي مع الإحتلال، ومع الإعتقالات الهائلة لمناضلي اليسار وقياداته والتي كانت تعمل من تحت الأرض، بعد أن تم اكتشافها بعد عشرات السنين من نضالها، إضافة إلى شعارات حماس التي ركزت على الهدف الإستراتيجي من جديد، وبتحالفاتها مع حزب الله والدعم الإيراني والسوري لها، أخذ جزء مهم من جسمها التنظيمي ينحاز للعمل المسلح ويزيد من قدراتها، وأخذ يزداد إلتفاف الجماهير حولها الأمر الذي مكنها من كسب الإنتخابات لاحقاً وتشكيل حكومتها ، والإنتصار على محاولات” فتح” الإنقلاب عليها في غزة، من خلاال محمد دحلان المدعوم من أكثر من دولة رجعية عربية، ومن فتح نفسها بالطبع، وبعد أن أخذت تتفولذ حركة القسام وتزداد تجربة ومعرفة، وتتعمق تحالفاتها مع حزب الله وإيران وسوريا، كان جزء من القيادة السياسية بقيادة خالد مشعل وموسى أبومرزوق (الذي سرعان ما يلبس ثوب المفتي بعد أن يقلع ثوب المناضل، “أفتى بأن التفاوض مع الكيان الصهيوني لا يخالف الشرع، ومن يدري فربما يفتي لاحقاً بأن من لا يُفاوض الكيان يُخالف الشرع)، والمقيم في مصر (رغم معاداة النظام المصري لبندقية الثورة المنتصرة في غزة والتي تسبب له إحراجاً كبيراً)، والذين”مشعل ـ أبو مرزوق” أهم ما يميزهما “مع آخرين من القيادة السياسية، هو سياسة التذلل المالي والسياسي، وبناء “ترسانة” مالية كما فعلت قيادة فتح واستغلالها في الضغط على حركتهم نفسها لفرض مواقفهم التي ليس لها علاقة بالعمل الثوري، رغم أنهم تسلقوا وبشكل انتهازي على ظهر  إنتصارات “القسام” التي حققها بالدم والجهد والمثابرة، لتحقيق مآربه ومصالحه، مبقين الحركة مرتبطة مع المحور الرجعي العربي، ومع قيادات الإخوان المسلمين الرجعية التي لا تستطيع الحياة سوى في المياه الآسنة، ومع العثماني الجديد أردوغان. ويزداد تذاكيهم من خلاال خالد مشعل، الذي تفوق على قيادة م ت ف في “تبويس” اللحى وفي النفاق، فإيران وحزب الله تدعم وتدرب وتنقل التكنولوجيا في تصنيع الصواريخ، وينتصر الشعب الفلسطيني في القطاع، وخالد مشعل يوزع الشكر على “والي” قطر ووالي السودان وأردوغان وملك آل سعود، مبتعداً وبشكلٍ متعمد عن محور المقاومة، ليصل إلى اللقاءات غير المباشرة من خلال”مُدمر العراق” طوني بلير، واصلاً إلى حيث وصلوا بدعم ما تقدم من دول رجعية لن توصل شعبنا إلّا إلى “أوسلو جديد”، والشعارات نفسها كما كانت مع قيادة المنظمة، فك الحصار وبناء الميناء وإعادة الإعمار، مجمَلاً بشعارات تحرير كل فلسطين من هذا الزعيم أم ذاك، ألا يُذكرنا هذا بنفس أسلوب قيادة م ت ف والتي ما زال بعض قادتها يستعملونه حتى الآن؟!!!

والمهم إذا كان اتفاق أوسلو قد أوصل شعبنا إلى الهاوية، فإن الهدنة المقترحة ستمزق ما تبقى من وطن ومواطن، وواهم من يعتقد أن بمثل هذه المساومات الرخيصة وبموازين القوى هذه، أن يكون هناك أي مرفأ أو مكان دون رقابة إسرائيلية، أو أن يظل السلاح الفلسطيني كما هو وأن يتطور، أو أن لا يسلم مشعل ـ مرزوق السلاح كما فعلت قيادة فتح،  وفي الحالتين تفريغ الوطن من مصادر قوته ومن سلاحه!!! وغزة لن تصبح “سنغافورة” كما أن الضفة لم تصبح “هونغ كونغ” إقتصادية. فقيادة حماس ستصبح صورة مسخ عن قيادة المنظمة، فستعتقل (وهي تفعل)، وستُفسد وترشي وستكون الوساطة هي أساس التعامل ، وستتهم الآخرين بكل شيء وأي شيء لتُنَمّي مصالحها الطبقية، وكما أن “الطاسة ضايعة” لدى السلطة، بين قيادة حركة فتح وقيادة السلطة” عندما يعجبهم ففتح التي فعلت وعندما تكون الرائحة تزكم الأنوف، لا علاقة لفتح والسلطة المذنبة”، وكذلك الحال بين قبادة حماس وحكومة غزة، فالوساطة والبيروقراطية والفساد هي أساس الملك، ولا مَنْ يحاسِب أو يحاسَب ، وستصبح الديمقراطية “بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”، وتداول السلطة خروجاً عن طاعة الله وزندقة وفجور، وحرية الرأي والتعبير وحق الإختيار والتعبير “رجس من عمل الشيطان”، يعني كما هو الحال في الضفة الفلسطينية، وستُبنى الشركات المكملة وستُسوّق بضائع المصانع الإسرائيلية، وستأخذ الحكومة الموقرة حصتها من الضرائب… أليس الأمر مُشجعاً على التفاوض وقبول الإسرائيلي كجار لا بد منه في المنطقة؟!!!

فحركة الإخوان المسلمين كانت في كل أماكن تواجدها حركة منافقة ، مناوئة للثورات، مع الأنظمة الفاسدة، وها نحن نراهم في سوريا، كيف أدخلوا حثالات الأرض الدواعش القاعدة”النصرة”، وكانوا مصنعاً لتفريخهم، ورأيناهم خلال سنة كاملة في مصر وما زلنا، وكيف كان رئيسهم يناشد بيرس ويناغيه ويصفه بالرجل العظيم، وكيف قادوا سياسة التجهيل ورفض الآخر والهجوم على لقمة الشعب والإستدانة من البنك الدولي والصفقات مع العم سام، ورأينا مشعل نفسه يوعز لمرافقيه لتأسيس”أكناف بيت المقدس” التي استجلبت النصرة لمخيم اليرموك وأفرغته من سكانه، كما في الكثير من المخيمات الأخرى، في الوقت الذي كانت الصواريخ السورية تتدفق إلى غزة!!!، ورأيناهم في تونس وحالات الإغتيالات السياسية لليسار وقادته، وأنزلهم الشعب عن العرش كما في مصر، وها هم في السودان حيث قسّموا السودان بمساعدة مشيخة قطر وصحّروه وجوعوا شعبه، وها هم قسّموا ليبيا فعلياً بمساعدة “الأطلسي”، وفي اليمن يؤيدون عدوان أمريكا ـ  آل سعود ويحاربون ثورة الشعب اليمني بقوة السلاح، لكنهم لم يحركوا ساكناً في أي دولة رجعية في المنطقة. النقطة الوحيدة المضيئة لهم “القسّام” يريدون إطفاءها بكل السبل وبدعم عثماني وأموال قطرية سعودية وبإتفاق مع الكيان الصهيوني. وفي النهاية، إن القيادتين متشابهتان حد التطابق، والشعارات لوحدها لا تحرر أوطاناً، وسيظل “شهاب الدين أظرط من أخيه”…

لذلك، وكون محور المقاومة جاداً في دعم قضية فلسطين، فعليه فعل ذلك كما يجب وبشكل مكثف، وأعتقد أنه لا يجب أن يظل أسيراً في تكثيف دعم التيارات الدينية فقط، أو أكثر من اليسارية، فهو خير من يعلم أن “ليس كل ما يلمع ذهباً”، بل إن تكثيف دعم اليسار الفلسطيني وبقوة حاجة ضرورية ومستعجلة وماسة، فلدى رأس اليسار من الخبرة والإستعداد والإرادة ما يجعله ربما الأقدر على القيام بهذه المسؤلية، وهو بالتأكيد الأكثر أصالة ووفاء، بجانب حركة الجهاد الإسلامي، رغم ما أصاب بعض أطراف جسده من ترهل، لأنه يدرك جيداً أن هذا الزمن ” لا كما يتخيلون…. بمشيئة الملّاح تجري الريح… والتيار يغلبه السفين” كما قال الشاعر الكبير محمود درويش ذات يوم، وتاريخه حافل بالإبداع والمبادرات، وهو لم يهن يوماً وعمل وما يزال يعمل على أن ينفض طائر العنقاء “الفلسطيني” الرماد عن نفسه ويُحلّق من جديد ، ممزقاً إتفاقاتهم وراميها في مزابل التاريخ.

محمد النجار

معركة القلمون … بداية النهاية لحثالات الأرض

بدايةً، يجدر التأكيد بأن وصف هؤلاء الأنذال بالحثالات، هو من منطلق إنساني وليس سياسي، فسياسياً هم مجموعات إرهابية تكفيرية، تعمل تحت سقف وبرامج أعداء الأمة العربية من امبريالية وصهيونية ورجعية عربية وإسلامية، في محاولة لتحقيق برامج هؤلاء الأعداء، ولأسباب مختلفة ، منها العقائدي أو الكسب المالي، أو الإرتباط الأمني المخابراتي. لكن البداية الأكيدة كانت بإطلاق سراح المئات منهم من السجون العربية حيث كانوا محكومين بجرائم القتل والإغتصاب والسرقة و…، وتحديداً من سجون آل سعود مقابل القتال في سوريا …..إلخ. أما الجانب الإنساني فيتعلق بالجرائم المقززة من قتل البشر ذبحاً وحرقاً وأكل قلوبهم وأكبادهم بطرق حيوانية بهيمية مقرفة ومقززة، وخاصة الضعفاء منهم من نساء وأطفال وشيوخ وأسرى وجرحى من مخلفات المعارك، كما قتل الآخر المخالف لهم في الرأي أو العقيدة أو التفكير، عدا الصهاينة بالطبع، كون مشروعهم يصب في صميم مصالحه، وامتهان إنسانية البشر من سبي النساء وبيعهن في أسواق نخاستهم، وأخذ الأطفال من أحضان أمهاتهم ليكونوا أدوات قتل وتفجيرات انتحارية ضد الآخر، بعد اللعب بعقولهم القاصرة، وفرض الجزية على منتسبي الديانة المسيحية والذين هم سكان المنطقة الأساس وأصل حضارتها، بما يعني ذلك من امتهان إنسانيتهم ومسخها بهذا اشكل الفج، كما تدميرهم للكنائس والمساجد والمقامات، وتدمير الآثار وحضارات المنطقة، والإتجار بهذه الحضارة بتفكير ملتو ” الآثار حرام لكن التجارة بها مع الإسرائيلي والغربي حلال”، كما التجارة بالأعضاء البشرية على نطاق واسع وفي جزء كبير منها والبشر أحياء، مع الإسرائلي “وغيره”، صاحب الخبرة الأوسع في هذا المجال….

*من الواضح أن من أهم أهداف الحرب الكونية على سوريا، عدا عن ضرب الجيش السوري وإضعافه وتفتيته، كمقدمة لقسيم سوريا إلى دويلات طائفية ومذهبية، لما لهذا الأمر من انعكاسات على محور المقاومة والدور الإيراني الثوري على هذا الصعيد، هو ضرب المقاومة اللبنانية بعد عزلها، كمقدمة ضرورية للقضاء عليها كبداية لا بد منها للقضاء على المحور نفسه. إذن فالموضوع هو عزل وقطع امدادت وتسليح ثم استنزاف مستمر وإضعاف للقضاء على المقاومة نهائيا، كمقدمة للقضاء على المحور نفسه. والأمر لا يتطلب ذكاءً كبيراً ليدرك المرء أن المستفيد الأكبر من الموضوع هو الكيان الصهيوني، المنخرط في الحرب بشكل لوجستي ـ مخابراتي ـ مزود بالأسلحة ـ والمساعدة العسكرية المباشرة أحيانا، لهذه الحثالات البشرية في داعش والنصرة وأخواتهما والتي كان آخر إنجازاتها المُمْتثله لنصائح الصهاينة (ليدخل الصهاينة على الخط كمنقذ للدروز)  هي المجزرة ضد دروز سوريا في الجنوب السوري، ولهذا السبب أولاً كان تسللهم (بمساعدة أقطاب من 14 آذار وبعضهم أعوان وتابعين للكيان الصهيوني) إلى منطقة القلمون كمنطقة حدودية بين لبنان وسوريا، ولولا تواجد حزب الله لدخلوا لبنان كله منذ زمن، ولأخذ اللبنانيون بكافة طوائفهم ومذاهبهم ودياناتهم نصيبهم من “خيرات” داعش والنصرة خاصةً الطائفة السنية كما جرى في غير مكان.

  • بعد ان إتخذت المقاومة والجيش السوري قرار طرد هؤلاء الحثالات من جرود القلمون، تم الهجوم ـ المعركة وبدأ الحثالات هؤلاء بالتراجع والفرار تاركين خلفهم رؤوس الجبال والأسلحة الثقيلة كالجرذان تماماً، الأمر الذي جعل المقاومة والجيش السوري يحققون إنجازات هائلة وفي ظرف قياسي وبأقل الخسائر.

  • في محاولة يائسة قام المحور الأمريكي ـ الصهيوني ـ الرجعي بفتح معارك جديدة،( مُستجلباً الآلاف من هؤلاء الحثالات البشرية القرغيزية والأفغانية وبدعم تركي مباشر، وبتسليح أمريكي بأموال آل سعود وحارات الخليج، بعد أن إستبدلوا لهم المسواك بمعجون الأسنان، وأطلقوا الشوارب واللحى وليس اللحى وحدها، وألبسوهم البنطال بدل الدشداش، فأصبحت داعش والنصرة قوات الفتح، وأضحت معارضة معتدلة)، في كل من الشمال والجنوب السوري، محققاً إنجازاتٍ مهمة، في محاولة لتخفيف الضغط عنهم في القلمون، إن لم يكن من أجل أن يسحب الجيش السوري قواته من تلك المنطقة وإرسالها للدفاع عن تلك المناطق.

  • ذات المواقع التي دخلها الحثالات وبعد أن إنشغل عنها أردوغان قليلاً بعد تراجعه المهم في انتخاباته الأخيرة، يتهاوى بعضها ويهرب “أبطال داعش والنصرة” منها أمام تقدم الجيش السوري. فنتائج الإنتخابات التركية ستنعكس سلباً على جنود أردوغان هؤلاء ومشروعه العثماني الفاشي الجديد في المنطقة.

  • سيحاول النظام الأردني أن يلعب الدور التركي وبصفاقة الآن، فهذا النظام الوظيفي والذي وُجد لأهداف وظيفية مُحددة في خدمة المشروع الصهيوني، وضرب حركة التحرر في كامل بلاد الشام والعراق، لن يستطيع رفض ما يُطلب منه أمريكياً أو صهيونيا أو من مملكة آل سعود وتحالفها الخليجي، فهو لم يوجد ليؤخذ رأيه، بل وُجد لينفذ مشاريع الإمبريالية في المنطقة، وبالتالي فغرفة العمليات “موك” الموجودة هناك” الأمريكية ـ الصهيونية ـ السعودية ـ الأردنية” بدأت دورها من خلال تجنيد بعض أعضاء العشائر السورية وتدريبهم، وبدأت فعلاً في إيصال حثالاتها على الأرض السورية، وبطرق عدة أهمها تقوية عدد وعدة الفتح ـ النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في المناطق الفاصلة بين الكيان الصهيوني والدولة السورية، لإستمرار إستنزاف سوريا وجيشها وإضعاف دورها في المنطقة، إن كان من الصعب إلغاؤه، ومحاولة تحقيق حلم الصهاينة في خلق حزام أمني يمتد على طول الحدود السورية .

  • إن إمكانية تقليص الدور التركي الأردوغاني في سوريا أمر وارد على ضوء الإنتخابات الأخيرة، وبالتالي فتقليص إستجلاب تلك الحثالات البشرية للأراضي السورية عبر تركيا أمر وارد، الأمر الذي يزيل العقبة الأهم من أمام الجيش السوري وحلفاؤه، ويلغي الطموح العثماني الأردوغاني الفاشي الوقح، ويزيل إمكانية ما يُسمى بالمناطق العازلة والطرق “الإنسانية التي كانت طرق امدادات تسليحية لتلك العصابات كما أظهرت الكثير من الوثائق”، والغاء حتى التفكير في إقتطاع جزءاً من الشمال السوري الذي تم نهب مصانعه ومعامله وتخريب اقتصاده من نظام أردوغان صاحب شعار “صفر مشاكل”، وهذا لن يلغي أن الأمر سيتم بشكل متدرج وليس دفعة واحدة بأي حال، وأيضاً بشكل صعود وهبوط، يعني ربما تحقق هذه العصابات بعض الإنتصارات في هذا الطريق الطويل !!!

  • وعليه، فإنتصارات الجيش والمقاومة في جبال القلمون وجروده، ستكون البداية الحقيقية لبداية التخلص من هذه القاذورات البشرية، وستجعل من المصالحات الوطنية التي تقوم بها الدولة السورية أكثر سهولة وإمكانية، وستزيد من إمكانية الإلتفاف أكثر حول الجيش السوري من خلال اللجان الشعبيةالمقاتلة المحيطة به، وسيجعل إمكانية واقعية للإتفاق على برنامج وطني بين الدولة السورية وكل أطياف المعارضة الوطنية أو معظمها، وبدستور جديد يُشارك به ويتفق عليه الجميع، تُبقي سوريا دولة علمانية مدنية، وتجعلها دولة لكل مواطنيها، وليس دولة هذا الحزب أو ذاك….. فهذا الشعب السوري يستحق ما هو الأفضل، وبناء الدولة بحاجة الى كل الجهود من قوى سياسية ومنظمات مدنية حكومية وغير حكومية وأفراد.

محمد النجار

في ذكرى النكبة الفلسطينية

  • إنها الذكرى السابعة والستين للنكبة الفلسطينية، ذكرى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بتحالف إمبريالي ـ صهيوني ـ رجعي ـ عربي، وسرقة أرضه وتهجير شعبه وتذبيحه بمجازر إرهابية هائلة متعددة يندى لها الجبين الآدمي…
  • ورغم القوة الباطشة التي يبدو عليها هذا الكيان، إلاّ أنه هش ضعيف من الداخل، أجوف ومفرط في خوائه، ومن يدرسه أو يعرفه عن قرب، وخاصة في المواجهات، (كحروب المقاومة قبل حزب الله وأثناء نهوضه وتقدمه، وكذلك الأمر في الإنتفاضات والهبَّات الجماهيرية المختلفة، رغم خلوها من السلاح)، يستطيع الوصول الى نتائج مذهلة على ضعف هذا الكيان. وحتى استذكار أو إستحضار حرب الخليج والصواريخ العراقية التي دكت الكيان، مُجرد “39” صاروخاً شلت كيانه بشكل كامل تقريباً، كما لاحقاً صواريخ المقاومة اللبنانية، والصواريخ الفلسطينية المنطلقة من غزة رغم بدائيتها، يدلل على صحة ما ذهبنا اليه.

*المشكلة لدى الشعب الفلسطيني بالأساس تكمن في البداية في إقامة جبهة وطنية فلسطينية مقاومة، على أسس برامجية نضالية، وبإسترجاع أسس الميثاق الوطني الفلسطيني (الذي تنازلت عنه القيادة الفردية الفلسطينية) وتحديداً في موضوعة تثبيت الهدف الإستراتيجي بتحرير كامل تراب فلسطين التاريخية، وحق عودة الشعب الفلسطيني المُهجر والمُقتلع من أرضه، وأي تكتيك يجب أن لا يتجاهل هذا الأمر بل ويصب فيه ويخدمه.

*إن الشعب الفلسطيني ما زال “يضرب” بقبضة واحدة، ففي حين تحاول غزة الدفاع عن نفسها من الجرائم الصهيونية، نلحظ أن قيادة السلطة مستمرة في التنازل والتخلي عن حقوق الشعب ومصالحه، وأضحوا جزءاً من أيدي الإحتلال التي تعتقل كادرات الشعب ومناضليه، وبدلاً من أن تكون جزءاً من قوة الشعب أضحت جزءاً من من محاربيه وإن لبست لباساً وطنياً. وبالتالي لم تعد حتى مُحايدة بل جزءاً من قوة الإحتلال وبطشه. كما أن فلسطينيوا الشتات يواجهون محاولات التوطين (أو ـ و) الحرمان، وفي في سوريا تُهاجَم مخيماته جميعها، ونقول جميعها (الأبرز اليرموك)، لضرب رمزيتها في تأكيد حق العودة التي طالما حملته، بالضبط كما تم ضرب فلسطينيو ا العراق من نفس الحثالات البشرية التي تدّعي الإسلام…

  • رغم أن الإحتلال جرّد السلطة من مدنها، ومن نفوذها ومكامن قوتها، متراجعاً حتى عن ما قدمه لها لإغرائها بإتفاقية أوسلو، مضاعفاً مرات ومرات الإستيطان والإعتقالات وهدم البيوت وحالات القتل، ومعلناً أن لا مكان لدولة فلسطينية، إلاّ أنها (السلطة) ما زالت متمسكة بخيارها المستسلم، محافظة بذلك فقط وفقط على مصالحها الطبقية والذاتية الضيقة جداً، ضاربة مصالح الشعب الفلسطيني برمته عرض الحائط.

  • كما أن السلطة ـ الممتدة طبيعياً عن القيادة المتفردة والفردية ـ لعبت الدور الأساس في تراجع المد الثوري، بل الوطني للشعب الفلسطيني، وحاولت سواء بالترهيب والإعتقال أو بالتدجين، إبعاده عن النضال، بل والأخطر لفرض قبوله للإحتلال، الذي أبقته فوق صدر الشعب من خلال مساومتها البائسة التي توجتها في أوسلو.

  • الرجعية العربية لم تكن يوماً إلاّ جزءاً مكملاً لسياسة الإمبريالية والصهيونية لكن بغلاف عربي، فشاركت في مأساة الشعب الفلسطيني وضياع أرضه بشعارات خبيثة، والآن تستمر بسياستها لكن بشكل صلف رجعي مكشوف.

  • إن مبادرات الرجعية العربية كانت على الدوام جزءاً من تخدير الشعب الفلسطيني، كما مبادرة ملك آل سعود التي ما زالت على طاولتهم، لأنها لم تكن يوماً على طاولة الإحتلال، الذي وصفها منذ 12 عاماً بأنها لا تُساوي الحبر الذي كُتبت به، لكنهم متمسكون بها رغم ذلك!!!

*استخدمت الرجعية العربية في البدايات المال السياسي من أجل الإقتتال الفلسطيني الداخلي، ومن أجل الإفساد في الساحة الفلسطينية، وكي تكون مؤثرة في القرار السياسي، الأمر الذي استطاعت ودون جهد كبير الوصول إليه كما هو واضح الآن، وهي ما تزال تحاول الأمر نفسه في غزة الآن، ويبدو أنها قد حققت إنجازات شتى مع الجانب الإخواني في تيار الإسلام السياسي حماس. في الوقت نفسه لم تقدم هذه الرجعية العربية بندقية واحدة للشعب الفلسطيني، على مدار عمر القضية الفلسطينية.

  • إن ما يتم الآن من هجوم على محور المقاومة، ومحاولة حصار حزب الله وعزل سوريا وتقسيمها وتفتيت جيشها، وتقسيم العراق، وإبقاء اليمن تحت هيمنة آل سعود، لهو في جوهره من أجل تصفية القضية الفلسطينية، وإنهائها تماماً وبشكل نهائي وإلى الأبد، وعليه فما يجري في القلمون، وإنتصارات حزب الله والجيش السوري هو إنتصار للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية، وإن ما تم من نقل لسوريا عمليا من نظام ممانع إلى نظام مقاوم ، على ضوء الهجوم الإمبريالي الصهيوني الرجعي، لهو كفيل لأن يكون حجر الأساس لتمتين قوى الثورة العربية، وتقوية عودها، لتكون بداية مهمة في معركة التحرير القادمة لا محالة، والأمر بالتأكيد بحاجة الى دراسته بطريقة معمقة ومختلفة عن هذه العجالة.

*ضرورة العمل على تعميق التحالف وليس التعاون فقط، بين قوى ودول محور المقاومة، وعلى رأسه إيران التي لم تبخل على قوى المقاومة العربية بمعظم ما يحتاجونه، وعلى هذه القوى أن تضم اليساريين والقوميين والإسلاميين وكل أطياف الوطنيين في جبهة عريضة قومية وطنية إسلامية جامعة، والعمل على إسترجاع الوطن السليب، من خلال استئصال الغدة السرطانية التي إلتصقت بجسده (إسرائيل)، كخطوة أولى على توحيد المنطقة ونموها على كافة الصعد….

  • وفي النهاية ” لا يضيع حق وراءه مُطالب ” … ولا يوجد شعب ثار على مُحتله إلاّ وانتصر….

محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة 14

يتسابق الإعلام الرجعي، والخليجي على رأسه، بشكل هستيري، في استحضار عدو جديد مفتعل، بدلاً من عدو حقيقي قائم ، يحتل أرض فلسطين كلها وأجزاءاً من الوطن العربي، وهو الكيان الصهيوني، في محاولة لتحويل العداء، وليصبح العدو الحقيقي لاحقاً حليفاً طبيعياً معلناً وليس شبه علني كما هو عليه الآن، ولإبعاد الناس وحركة الجماهير التي ترى ودون جهد، وحركات التحرر العربية بما فيها الفلسطينية،وتعميها عن رؤية داعميه في صراعه مع حليف هذه الأنظمة الأساسي، و حرف البوصلة من جديد. وما يميز هذه الحملة الجائرة، أنواع عديدة من المثقفين يتزعمهم مثقفوا الإخوان المسلمين، والذين ما إنْ ذكّرتهم بالعدو الحقيقي حتى يهبون بك”ما الذي حشر فلسطين في موضوع اليمن؟”، وإن تمعنت وفكرت وقرأت مايقولون ويقول حكام تلك الدول وعلى رأسها حكام آل سعود، سيدهشك أن أصل الأمر يتعلق بسوريا وليس في اليمن، “رغم أهمية اليمن لآل سعود، الذي سيكون المسمار الأول في نعش آل سعود، والدلائل بدأت”،حيث أن الإخوان المسلمين الذين عقدوا الصفقات مع أمريكا،” من خلف الحركات الجماهيرية التي بدت وفي كل الدول على حق وبمطالب مشروعة”، من خلال تركيا وقيادات الجماعة في مصر، لحكم الوطن العربي بعثمانية جديدة تقودها تركيا منتزعة الموصل وما حواليه من العراق، وحلب وما حواليها من سوريا، وضمهما الى أراضيها، مسلمة الجولان المحرر ليكتمل مع أخيه المحتل للكيان الصهييوني، مدمرةً مقسمةً مصر الى كيانات مختلفة، ومعلنة عن ولايات تابعة يقودها آل سعود والإخوان المسلمين، ولما استطاعت سوريا صد العدوان بمساعدة ايران، قدّر هؤلاء أنه لولا ايران لما صمدت سوريا، ولكان أُنجز مشروعهم، ومن هنا كل الغضب الإخواني على إيران وتحميلها مسؤولية ما يجري من تصد للثورة المضادة التي يقودونها، لدرجة أنهم حاولوا وما زالوا أن ينكروا دعم ايران لكتائب القسام في غزة، من خلال أكاذيب بعض قيادييهم وعلى رأسهم خالد مشعل ربيب الحلف القطري التركي السعودي،ورفيقه أبو مرزوق صاحب برنامج الهدنة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني. لولااعترافات قادة القسام نفسها التي كذّبتهم وعلى الملأ.
اذن، يصرخون وبكل وقاحة الإخوان المعروفة، ويرغون ويزبدون، لماذا استحضار فلسطين؟ طبعاً لماذا؟ فأكثر ما يزعجهم أن تظل البوصلة في اتجاهها الصحيح، وكأن فلسطين قد غابت يوماً عن أجندة القوى الثورية والوطنية؟
أما الأمر الذي لايريدون الإعتراف به، بغض النظر أنك مؤيد أو معارض للنظام في سوريا، أنه لو لم يكن للنظام حاضنته الشعبية وجماهيريته، لما استطاع الصمود أربعة شهور وليس أربع سنوات، ولما استطاعت لا ايران ولا روسيا ولا العالم كله انقاذه، والأمر الأهم الآخر أن السوريين رأوا من يريد “تحريرهم” ،هم أصحاب “الخلطة العفنة النتنة الوهابية” والتي دعموها بأموالهم وأسلحتهم وبمخططات أمريكا وإسرائيل لهم، ولا يمكن اتمامها بدون انتاج وتصنيع واستجلاب الإخوان وتحالفاتهم من حثالات البشر في العالم أجمع، من شيشان وأفغان وما في سجون آل سعود وتونس ومصر وليبيا وعشرات الدول الأخرى،{وأهم ما يميز الإخوان أنهم لا عهود لهم ولا وثوق، لم يصدقوا بكلمة أو بوعد وإن كانت آية المنافق ثلاث، فهم بثلاثة عشر،وما دامت الأموال قادمة، فهم أكثر المُشرّعين والأصحاب لهؤلاء الحكام “وبستعشر ملّة” ومن يعترض فليقرأ}وعندما تسأل لماذا لم تقدموا أنتم وآل سعود و”حارة” قطر، وتركيا ومن لف لفكم لفلسطين عُشر ما قدمتموه لسوريا، يهبون بك ما الذي استحضر فلسطين؟!!! لماذا لم تتخذوا قراراً”مجرد قرار” جريئاً من أجل فلسطين ما دامت عندكم هذه الرجولة لهذا الحشد في اليمن، يصرخون بك العدو هو ايران، {وللحق فمعهم كل الحق ما داموا ملتزمون بقرارات أسيادهم،”قلق اسرائيلي أمريكي” من تنامي قدرة انصار الله، التي تشكل خطراً مكملاً لخطر حزب الله}،وسرعان ما ينتقلون لمحاولة ايران تشييع العرب، ناسين أو متناسين أن الأئمة الإثنى عشر هم عرب بالأساس، عرب يا عملاء العصر الجهلاء، تبعتهم ايران وتشيعت وليس العكس، وأن الشيعة شئنا أم أبينا مسلمون، ولا يعلم الأّ ربك في نهاية الأمر من المحق في تفسيره للدين، والقيم على الدين ليس لا آل سعود ولا الشيخة موزة، ولا الإخوان المسلمين، في نهاية النهايات.
وها هم ما زالوا يبشروننا بالعثمانية الجديدة، التي لم ننسَ علقم قديمها بعد، فبعد أن كنا في مقدمة العالم، أصبحنا في مؤخرته بعد ما يزيد عن أربعمائة عام من “اسلامهم الذي يؤيده الإخوان”، وخرجوا من بلادنا ليسلموها للإستعمارين الإنجليزي والفرنسي، بعد أن تركونا أكثر سوءاً وتخلفاً وجهلاً مما دخلوا، وبعد أن نهبوا بلادنا وثرواتنا وقتلوا رجالنا في حروبهم التي لم يستفد منها أحد غير تركيا، واقتطعوا في نهاية الأمر لواء الإسكندرون وضموه لبلادهم. وها هم مع الإخوان يدمرون سوريا وطنا وشعبا، وأصبح النظام”البعبع الذي أخافونا منه، والذي لم ندافع عن أخطائه أبدأ ولن نفعل” هو المدافع عن شعبه ووطنه ، لا بل والأمة العربية جميعها من غزو كوني غير مسبوق.
وما داموا مصرين على أن العدو هو ايران، ارتأينا أن نقوم بمقارنة سريعة بينهم وبين ايران، فربما توضح ما لا يريدون أن يتضح، منوهين أن ايران ليس مثال الدولة بالنسبة لنا، رغم انبهارنا بما استطاعت تحقيقه وهي محاصرة من العالم وفي مقدمتهم الإمبريالية وتوابعهم في المنطقة، إمّعات آل سعود ومن لف لفهم:
* في عصر شاه ايران وشاههم الذي كان يأمرهم بحذائه”نحن لا نشتم هنا بل نصف فقط”،كان التدخل الإيراني في شؤون الدول الخليجية على أشده، لتحديد أسعار النفط، والتبعية الممنهجة له من خلال قرارات السافاك ـ الموساد ، ومن خلال فرض كل ما تريده ايران، وحروبها التي شنتها على حركات التحرر في المنطقة، خاصة على الجبهة الشعبية لتحرير ظفار والخليج العربي، وتدمير قواعدها وأسلحتها وأماكن تواجدها في الجبال، وضرب ينابيع مياهها وتجفيفها، وقصف كل معالم الحياة لديها من أشجار وحيوانات، لم نسمع أن هذا تعدٍ على الدول العربية، وأنها قادرة على خلع شوكها بأيديها كما نسمع الآن.
* ان شاه ايران هو من احتل الجزر الثلاث من الإمارات، ولم نسمع احتجاجات رجال آل سعود الّا بعد انتصار الثورة، وليس من باب الحوار حولها بل من باب التحريض على الأمر.
* كان لدى إيران برنامجاً نووياً مدعوماً صهيونياً، لم نسمع صوت آل سعود محتجين لا همساً ولا علناً.
* ظلت إيران الشاه تتابع والموساد الثورة الفلسطينية وكادراتها وتصفيهم متى استطاعت، دون أن نسمع “لذكور” آل سعود حساً أو محاولات كلام.
* منذ سقوط الشاه، ونجاح الثورة الإسلامية، التي هي ثورة شعبية بإمتياز، احتضنها عشرات الملايين من البشر، تحت قيادة ثورية صادقة أمينة،”سواء اتفقت معها أم لم تتفق”، أول ما فعلته هذه الثورة تحويل سفارة آل صهيون الى سفارة دولة فلسطين، مقدمة الدعم لهذه الثورة من اليوم الأول لأنتصار الثورة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين إبتدأ عداؤكم لهذه الثورة المجيدة، “وبالمناسبة ازداد تحالف آل سعود مع كافور مصر الجديد الذي خان توجهات ملايين الشعب المصري الذين ارتأوا به بطلاً مثل ناصر، لمّا شاهدوا أنه لم يمزق اتفاقات كامب ديفيد، والتي حافظت على الإلتزام بها أيضا قيادة الإخوان المسلمين، بإتفاق مع الأمريكان ضمن صفقة تدمير الوطن العربي وقيادته منهم ومن أردوغان،ولما لم يقم بخطوات اقتصادية لمصلحة هذا الشعب”.
* على الفور قمتم بدعم الرئيس العراقي صدام حسين لشن حرب على ايران،بمئات المليارات من الدولارات، وبالأسلحة والدعم الغربي، بحرب استمرت ثماني سنوات، دمرت العراق وإيران ومزقت جيشهما وشعبهما وإقتصادهما.
* لما أُوقفت الحرب، ورفع الرئيس العراقي شعار نفط العرب للعرب، وازداد تأييداً لقضية فلسطين، استعديتموه وافتعلتم له شرك الكويت التي أخذت بسرقة نفطه، واستجلبتم التحالف الغربي لينهي العراق جيشا ووطناً، وحاولتم مع امريكا واسرائيل تمزيقه وما زلتم، واستجلبتم له حثالات الأرض وفجرتم شعبة وحضارته ودمرتم ثروته، بعد أن حاصرتموه سنواتٍ وقتلتم ما يزيد عن مليون ونصف المليون من أطفاله.
* ورغم ذلك، بنت إيران نظاماً ديمقراطياً، ينتخب المواطن فيه بلديته وبرلمانه ورئيسه، ومهما قلتم فيه فهو نظام المواطنة المتساوية،وخير منكم حيث لا دستور للبلاد والعباد،ولا وجود لقيادة لأي شيء خارج العائلة المالكة، وحيث البشر لديكم ليسوا سوى قطيع من الماعز، وحيث التمييز بين المواطنين داخل بلدكم نفسه،فالمناطق الشرقية حيث تسلبون النفط لا يتمتع سكانه سوى بالفقر المدقع بفضل قيادتكم.
* حاصرتم إيران مع حلفائكم وداعمي نظامكم، ورغم ذلك، ورغم أن ايران لا تمتلك نفطاً قدر كميات نفطكم، فقد قاومت الحصار معتمدة على شعبها وبنت ضمن ما بنت ترسانة عسكرية متطورة جدا، وبقيتم أنتم أكبر مستورد للسلاح في العالم.
* تابعت إيران تطورها العلمي فأرسلت مراكب فضائية للفضاءالخارجي، وأصبحت دولة نووية سلمية، وأنتم لاتجرؤون حتى أن تطلبوا هذا الأمر، لأن اسرائيل حليفكم ستعارض ذلك، كونها واثقة أن نظام دولتكم سيسقط وسيمسك شعب نجد والحجاز بعناصر قوته وسيكون بالتأكيد مناوئاً لهم، وأنتم تعلمون سر رفضهم هذا، لكنكم تصرخون مع الكيان الصهيوني، “سلاح” ايران النووي!!! أليس الأجدر بكم أن تحاولوا أن تعرفوا ما لديكم في الربع الخالي، ما دمتم لا تملكون حق النظر الى الفضاء؟!!!
* طورت ايران اقتصادها، رغم الحصار، ولم تعد تعتمد على النفط فقط فيه بأكثر من 30%، وب 70% منه يعتمد على الصناعة والزراعة، وأنتم تعتمدون بنسبة ما يزيد عن 95% في اقتصادكم على النفط، والفرق أن ايران تستفيد من نفطها كله، لأنه ملك للشعب، أما نفطكم فلا تأخذون منه سوى 25% والباقي للشركات الأمريكية ، التي ما زلتم تبوسون أقدامها، وما زلتم وبقية دويلات خليجكم تستوردون خضاراً من أمريكا لوحدها،ب30 مليار دولار سنوياً، أيها الكسالى الأوباش، هذا عدا عن استيرادكم لنفس المادة من الدول الأخرى، كما عدا المواد الإستهلاكية الكثيرة التي يستحيل تعدادها بهذه العجالة، وهكذا دواليك، وايران تعد 90 مليون وأنتم 20 لا بارك الله فيكم،وتبيع أقل من ربع ما تبيعون من النفط، وتجرؤون على اتهامها ومحاولة محاربتها، فوالله لو أرادت ايران أن تبصق في وجوهكم لأغرقتكم ومتم غير مأسوف عليكم وقت قيلولتكم الطويلة.
* طورت ايران نظام التعليم فيها وجعلت الدين كما يجب أن يكون، في خدمة الإنسان، واجتهدت فألغت”للرجل مثل حق الأنثيين”، وأعطت للمرأة كما الرجل تماماً في العمل المتشابه المتساوي، ولم تجعل من الدين مادة لتجميع حثالات الأرض كما فعلتم في سوريا والعراق، وكما فعلتم بها أيضاً من تفجيرات وقتل بعد أن أعلنت ثورتها بمعاداة الصهاينة، أم أردتم أن تلعب لعبتكم لتساعدكم وحلفاؤكم في تصعيد صراع سني ـ شيعي ليس له أي مصوغ ومعروف المستفيد الأكبر منه :اسرائيل”، نقول طورت التعليم وأصبحت نسبةالأمية تكاد تكون صفراً%،وأنتم ـ ياماشاء الله عليكم ـ وبكل أموالكم لديكم ما يفوق ال40%، وتحديداً في مملكة آل سعود، وجعلتم من الدين بؤرة تخلف وعصا في أيدي مطوعيكم، وأموالاً لتفتي كذباً برغباتكم من شيوخ الضلال العُجّز الكسالى مثلكم.
* نظام الصحة والطبابة في ايران، ورغم الحصار تطور على مستوى المهنية وليس الأجهزة، وهو نظام يكاد يغطي معظم جوانب الحياة الصحية، وأصبحت من أوائل الدول التي تعتمد على تسخير الطبيعة في العلاجات وصناعة الأدوية، أما أنتم فإن آلمتكم خصيتكم أيها المخصيون، فتحجون الى أمريكا، فهناك يحلو العلاج، وشعوبكم تموت فقراً ومرضاً وجهلاً، وتُجبرون على شراء اللقاحات من انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير غير الموجودة في بلادكم “إذا إستثنينا العلئلة الحاكمة أجلكم الله”، بمئات الملايين من الدولارات كي لا يغضب العم سام ويفرك آذانكم
* ان ما ترصده ايران للتطوير العلمي في السنة الواحدة، يزيد عما ترصده الدول العربية مجتمعة في عشر سنين، ويزيد عما ترصدونه أنتم ياآل سعود ـ رغم ترسانتكم المالية ـ بنصف قرن، “رغم أن لديكم فائضاً مالياً ثلاثة تريليون دولار،في بنوك العم سام ودون فائدة ربحية،”لأن الربا حرام” يامتخلفوا العصر والتاريخ، وشعوبكم تموت ليس جوعاً فقط بل عطشاً أيضا،” لكنكم لا تجرؤون أن تسحبوا منها شيئاً دون اذن أمريكي ومعرفة أين سيصرف المبلغ المذكور!!! لكنكم وللحق طورتم كيفية طبخ اللحم والفتيت،وهداكم الله لأكلها بشيء اسمه الملعقة، وها أنتم تُخَفِضون أسعار النفط الى اقل من سعرها الأصلي، لتضربوا اقتصاد ايران وروسيا وفنزويلا” العدو الجديد لكم كونه معادٍ لللإمبريالية وإسرائيل”، وكأن النفط ملك شخصي لكم، ورثتموه عن آبائكم، وليس ثروة شعوب المنطقة!!!، وعملتم بمبدأ”جَكَرْ في الطهارة شخ في لباسه”، فأنتم تخسرون أضعاف ما تخسر ايران.
أمّا بالملموس، فلدينا التالي:
* اسرائيل العدو الحقيقي للمنطقة، ودولة فاشية عنصرية مثلها لا يمكن إلّا أن تكون عدوةً لللإنسانية جمعاء، ولا تزال تحتل أرض فلسطين وأراض بعض الدول العربية التي ـ كما قلنا في غير مكان ـ أرض جزركم ياآل سعود جزءاً منها، جزيرتي تيران وصنافير” نخبركم بأسمائهما اللتين نسيتموهما دون شك، كما نسي حليفكم في العدوان على اليمن ـ النظام الأردني ـ أم الرشراش، مثلكم، وها أنتم لم تجرؤوا على تسميته بالعدو الاّ مجبرين في بيانات واهية مثلكم.
* ايران ما زالت تحرض وتدعو لأيام تضامن مع الشعب الفلسطيني، مثل يوم القدس، وتطالب الدول والمنظمات بذلك، وأنت لم تدعوا يوماً لا ليوم قدس و لا لرام الله، والقدس يُدَمّر كبشر وحجر وكثالث الحرمين،وكنائسه تُسرق أراضيها وتستباح، والمدافعين عن القدس يبادوا ويُقتلوا ويُحرقوا أحياء أمام عيونكم، ماذا فعلتم أنتم يا أصحاب “الحزم” في اليمن؟!!!
* ايران دعمت المقاومة اللبنانية بالسلاح والمال، حتى استطاعت تحرير معظم أراضي لبنان من العدو الإسرائيلي، قلتم أنها مقاومة شيعية، وقبل ذلك نعتم المقاومة بالشيوعية كيلا تدعمونها، ولما دعمتم بعض فصائلها حرضتموها على الآخرين من أجل الإقتتال الفلسطيني الداخلي، مادمتم تتذرعون مرة شيعي ومرة شيوعي، لماذا لا تدعمون سنة العرب ولبنان بالمال والسلاح لمحاربة اسرائيل كما دعمتم حثالات الأرض للحرب في سوريا والعراق وليبيا ومصر، والآن في اليمن؟!!!
* وعندما دعمت ايران “سنة فلسطين” لماذا تآمرتم مع اسرائيل لشن عدة حروب متتالية عليها؟ وطالبتم اسرائيل بإستمرار الحرب ليتم القضاء عليها، بدل دعمها والوقوف بجانبها؟ أم أن الفلسطينيين تشيعوا أيضاً؟ أم أن كل مَن يقاوم “اسرائيلكم” بالضرورة أن يكون شيعياً، طوبى للشيعة والله إذن، ويا له من شرف خسئتم أن تمتلكوه، لأنه يريد شرفاء ليحملوه وأنتم لستم أهلاً لذلك، ولم تكونوا يوماً!!!
* ظل قطاع غزة محاصراً مدة ثمانية أعوام، وليس لديه حتى مياه شرب نظيفة، ولم نسمع منكم اعتراضاً أو مساعدة، ولما هبت ايران للمساعدة بالمال وتكنلوجيا تطوير الصواريخ ليستطيع الناس الدفاع عن أنفسهم، رفعتم من وتيرة الحصار عليهم من خلال “كافور” مصر الجديد الذي اشتريتم نظامه بحفنة مال، فأصبح حليفكم المؤتمن، مغلقاً المعابر، مدمراً للأنفاق،ضاغطاً لتصفية المقاومة بإستمرار الحرب عليها، والضغط بمزيدٍ من قتل الأطفال.!!!
* حاصرتم الشعب اليمني منذ عشرات السنين، ووضعتم الحكام، واشتريتم الذمم، وأفسدتم، وحرمتم الشعب من استغلال ثرواته، وأبقيتم قراره السياسي بأيديكم، ورحّلتم مواطنيه وسرقتم أتعابهم، وسلمتم عنقه الى البنك الدولي، ولما ثار الشعب ضد سياستكم وجرعتكم النفطية، وضد سياستكم وتجبركم، وأياديكم القذرة من آل الأحمر وغيرهم ، قلتم آه… انه الحوثي، وكأن الحوثي ليس مكوناً أساسياً من الشعب اليمني، ثم صرختم …إنها إيران… الشيعية، محاولين إيجاد عدو وهمي، والحقيقة الساطعة أنكم أنتم الأعداء، أعداء شعبكم وأعداء شعب فلسطين ولبنان ، أعداء كل الشعوب العربية، أعداء الشعوب المعادية للإمبريالية وإسرائيل، أعداء السنة و الشيعة مجتمعين، ماذا تعرفون أنتم عن الدين، فالإسلام يحوي عشرات الملل والمذاهب، كما الديانات الأخرى، أتريدون أن تحارب فئاته بعضها البعض لتفنى ويجلس آل سعود على أطلاله وبقايا جثثه؟!!! هذا لن يتم يآل سعود ولن ينفعكم منظروا الإسلام السياسي من الإخوان المسلمين، فها هم مجرد سنة واحدة في حكم مصر،وهووا كما لم يهوِ أحد من قبل، تقولون إنقلاباً، ربما ، لكنه مدعوم بعشرات الملايين من البشر، رغم محاولة”حليفكم الجديد” سرقة آمالهم وأحلامهم وربط قرار أرض الكنانة بذيول آل سعود، و في تونس أيضاً وبإنتخابات ديقراطية هوى بهم شعب تونس من أعلى السلطة، بعد أن بدأوا بممارسة الإغتيالات التي يعرفون ممارستها عن ظهر قلب، بإغتيالهم للمناضل شكري بلعيد ومحمد البراهمي…
وفي النهاية فالشعب كما الله، تعلم من خالقه مالم تعرفون، تعلم أن يمهل ولكنه لن يهمل ….أبدا….

محمد النجار

أيها اليمنيون لا تعتبوا….. لقد ضلوا… فأخطأوا الإتجاه…

لقد ضلوا فضاعت الطريق من بين أيدي صاحب الجلالة، ملك آل سعود، وبقية الرؤساء والأمراء والملوك العرب، و “ما أكثرهم وأقل بركتهم “، كما كانت تؤكد أماً فلسطينية دائماً، والضلال هنا ليس من ضل، يضل، فهو ضال، لا سمح الله ولا قدّر، بل من فقدان الرؤى والإتجاهات، والحمد لله، الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه. لذا اقتضى التنويه…
* هي البوصلة نفسها، استعملها ملك آل سعود، أطال الله عمره، وعمر زوجاته، وإماته، وجواريه، وما ملكت أيمانه، كما وأبنائه، وبناتة، وأبناء عمومته، البوصلة التي تشير الى كل الإتجاهات، عدا اتجاه واحدٍ وحيد، كون هذا الإتجاه يسبب لجلالته الإمساك حيناً، والإسهال أحياناً، و الحساسية وطفح الجلد، ويرفع ضغط دم جلالته ويصيبه بشلل الأطفال أحياناً، فيفقد أعصابه ويخف عقلة، لذا كسر المؤشر الذي يشير الى شيء اسمه فلسطين، والحمد لله، ومحاه بسهولة من مخيلته ونساه، لأنه لم يكن لا في صدره ولا في ضميره، وأكد جلالته أن هذه ليست إملاءات أمريكية، فأمريكا التي يحبها ويقدرها، ولولا خوفه أن يقع بالشرك لعبدها بجانب الله، أو حتى بدلاً منه، أو لو كانت امرأة لتزوجها وطلق كل زوجاته، ولتبرأ من كل عائلته وأولاده، وهو لم يكن يوماً خادماً لها ـ لا قدّر الله ـ فهو خادم الحرمين الشريفين فقط لا غير، وأن شربه للخمر مع رئيسها ليس إلّا من باب المجاملة، وليس من باب الإدمان…
* لقد شكك البعض بهذه الرواية وبصحتها، و قالوا أن من يريد التأكد بأن طويل العمر يحب فلسطين، عليه أن يسأل الرئيس الفلسطيني البطل محمود عباس، “محرر اتفاق أوسلو العظيم، وبطل التنسيق الأمني”، أو حتى خالد مشعل، رئيس الإخوان المسلمين في حركة حماس، الخادم الأمين لإبن حمد الصغير في “حارة قطر”، {الذين يُتهمان زوراً وبهتاناً بأنهما يعبدان المال أكثر من الله سبحانه وتعالى}، وأن كل ما في الأمر أن صاحب الجلالة، ملك آل سعود، لم يكن يدري أن فلسطين محتلة، وأن من سبقه من ملوك وأمراء ـ سامحهم الله ـ أخفوا عنه الحقيقة، لأنهم يعرفون شجاعته واقدامه، وشهامته وعدم قبوله الضيم، لكنه بسبب رجاحة عقله ووضوح رؤياه، شعر أن شيئاً ما ليس على ما يُرام، فأحضر “عرّافة القصر”، أم احدى زوجاته السابقات، ففتحت الفناجين وفردت الأوراق، وأحضرت الجن وشاورته واستشارته، وأخبرت صاحب الجلالة ملك آل سعود، بحقيقة وجود فلسطين، فحار وثار، وعتب وغضب، وصال وجال، وحمل سيفه ورمحه، وتوجه الى مؤتمر قمة العرب غاضباً، وسلّم وبسمل عن ظهر قلب، حتى دون حاجة للتهجئة من ورقته وقراءتها، وتقدم طائراته، لولا أن أقنعه الحاضرين بأن يبعث بالطائرات فقط، وأن لاحاجة لذهابه أمامها، فنزل عند رغبتهم، وبعث طائراته لتقصف اليمن…
* وفي رواية ثالثة، تؤكد أن طويل العمر، أطال الله عمره، لم يخطر بباله أبداً أن يسيء لليمنيين، وأنه ليس كسابقيه الذين جرّدوا ما يزيد على مليونين من اليمنيين من أملاكهم، وأموالهم التي كدّوا من أجلها، وحمّلوهم بالشاحنات مثل الأغنام، ملقينهم على الحدود، بل جُل ما أراده طويل العمر، أن يبعث بالمساعدات لشعب اليمن، فطيبة قلبه، ورهافة روحه، ورجاحة عقله، لا تسمح له بغير ذلك، لكن “العبيد والخدم” الذين بعث بهم لقيادة الطائرات للمساعدة، ضلّوا طريقهم وأخطأوا، وظنوا أنهم قاصدين فلسطين ليحررونها مرة والى الأبد من آل صهيون، فحمّلوا الصواريخ بدل الحرامات، والقنابل بدل زيت الزيتون والزعتر، والقذائف بأشكالها المختلفة بدل اللحمة والدجاج والطحين والفريكة، وألقوها عليهم، ولشد ما غضب طويل العمر، لكن بعد فوات الأوان، وأنه إذ يؤكد أنهم خطّاؤون مثل الآخرين، وأنه ليس أول من أخطأ ولا آخرهم، فها هي أمريكا سيدة العالم كله، تُخطئ هي أيضاً وتقذف بالصواريخ التي تقتل الجيش العراقي والحشد الشعبي، وتُنزل المساعدات الى داعش، وأنه إذ يعترف بذلك، من باب أن ” الإعتراف بالذنب فضيلة “، سيجازيه الله عليها خيراً، “حين لا ينفع مال ولا بنون”، وسرعان ما تلعثم وتعكر دمه مجدداً، وارتفع ضغطه من جديد، وتساءل مع نفسه: كيف لا ينفع مال ولا بنون؟ وبمثل هذه الحال ماذا سيفعل بجبال المال وتلالها، التي فكر أن يبدأ بتهريبها الى قبره القادم سرا منذ الآن، وماذا سيفعل بكل أولئك الأولاد الذين تزوج من أجلهم العشرات من النساء؟!!!
* وفي رواية رابعة، قيل أن طويل العمر هب من نومه مذعوراً فزعاً، مرتجفاً خائفاً، وكان يصرخ ويرتعش، ورأى فيما يرى النائم، ان حفنة من الأمراء، كانوا ينفّذون مؤامرة ضده، بدعم من اليمنيين والفلسطينيين ودولة السويد الفاسقة، التي ما تزال تؤ يد حقوق الإنسان و” الحريم”، أعزكم الله، وكونه ينام عميقا نوم “كلب أهل الكهف”، أحس أن له ذنباً ـ معاذ الله ـ أطول من ذيل البراق، وكونه مريضاً بالضبط مثل مرض الزعيم الكبير التاريخي “نبوخذ نصر”، الذي كان يرى نفسه ذئباً متوحشاً، كان لطويل العمر المرض نفسه، لكنه كان يرى نفسه نعجة خانعة ضالة في صحراء الربع الخالي، فأسرع دون أن يخبر أحداً الى منام “العرّافة” لتفسر له حلمه، ولمّا رأته، استعاذت بالله من الشيطان الرجيم،وكأنها، والعياذ بالله، رأت قرداً، وأخذت من تحت وسادتها كيس “زعوط”، واستنشقت من ثقبي أنفها قليلاً منه، رافضة الهروين، الذي يقدمه لها الأمراء، قائلة أن التغيير يسبب لها السعال، وفردت كل ما لديها من أدوات، واستنجدت بجنيٍ أمريكيٍ موثوق، وقالت “قدامك سكة سفر حربية، ستحارب أمنا الغولة في اليمن، وأبو رجل مسلوخة في فلسطين”… وكونه ظل يرتعش طوال حياتة من الغولة وأبو رجل مسلوخة، التي طالما أخافته والدته منهما، (غيرُ عالِمةٍ أن هذا المرض سيلاحقه طوال عمره، ولن يجد منه فكاكاً أبداً، لا بعلاج عضوي، ولا حتى نفسي، حتى أن الفترة التي قضاها في مستشفى الأمراض النفسية في الرياض، لم تفده أبداً، ولا حتى دعاءها الدائم قد قدم في علاجه شيئا)، وبعد تفكير وتدبير، وإستشارات مع قادة الجن وملوكهم ومشعوذيهم، نصحتة أن يُصدّر أزمته للخارج، لكنه بقلبه الكبير لم يُرد ايذاء شعوب المنطقة، وقرر الهجوم على الشيعة فقط، فهاجم اليمن، وسيهاجم فلسطين بعد اليمن، وبلاد بني الأصفر في السويد الشيعية، بعد هاتين الدولتين المارقتين، وعندما أخبرته العرّافة بأن الشيعة هم في اليمن والسويد فقط، وأن الفلسطينيين هم سنة، وأن الجني الأمريكي لا يكذب، قال جازماً “إن هؤلاء شيعة، وان افتعلوا التسنن…” لكن عندما قرأوا له في التوراة عن العمالقة، وأكدوا له أن هؤلاءالموجودون في فلسطين هم أحفادهم، سرعان ما وكّل بهم :اسرائيل ” السنية” !!!، قائلاً في نفسه: “ابعد عن الشر وغني له…”.
* وقيل أن الخطأ نفسه ارتكبه رئيس الدولة المصرية، المتهم ببيع دم الجيش المصري بأبخس الأثمان، وأنه يمكن أن يبيع دم الشعب كله بحفنة دولارات من أموال نفط آل سعود، لكنه نفى شديد النفي كل ذلك، وقال أنه ليس مثل الرؤساء الآخرين الذين سبقوه، فهو رئيس مؤمن، مثل رمزه أنور السادات، لذلك لم ولن يُمزق اتفاقية كامب ديفيد، بل زاد عليها اتفاقية الغاز الجديدة، وكما رفع السادات الدعم عن المواد الرئيسية، رفعها هو أيضاً، وأضاف عليها رفع الدعم عن المحروقات، وأنه بعث بجيشه المغوار الى فلسطين، والى غزة تحديدا، منذ الحرب الماضية، وأنه ظن أن انتصار غزة بدعم من جيشه، فألحق بالجيش السفن الى اليمن، متفقداً باب المندب والخليج العربي، مراقباً القاعدة الأمريكية في جيبوتي، قاصفاً الإستعمار اليمني في عدن… وهول المفاجأة كان كبيراً عند الرئيس، لما علم أن جيشه لم يصل الى غزة، فدقق في الأمر، وإكتشف أن جيشه وسفنه تاهت في الصحراء، مثلما تاه قوم موسى، وأنهم ضلوا طريقهم، ووصلوا الى اليمن. وأن الأقوال بأنهم يستقوون على الشعب اليمني الفقير، ليدخلونه “بيت الطاعة” التابع لآل سعود، ليس له أساساً من الصحة، (لكنه يصلي كي لا يباد جيشه، لأنه يعلم ماذا يمكن أن يفعل الفقراء للدفاع عن كرامتهم وأوطانهم)… وأن كل ما يريده الحفاظ على عروبة المنطقة، وتعريب اليمن على وجه الخصوص، ورغم اندماجه وحرصه وتركيزه، الاّ أنه أخطأ، و”جل من لا يسهو”، فقد ظن الرجل أن قبائل عدنان وقحطان العربية الأصيلة، هي على جانبه، في البلد الجار “اسرائيل”، وأن قبائل مائير وشامير وبيغن وبيريز، موجودة في اليمن، لذلك بعث جيشه ليحاربها.
وأنه وصاحب الجلالة، ملك آل سعود، أطال الله عمرهما، مُصرّون على تعريب الشعب اليمني ولو بالجيش الباكستاني!!! وأنهم سيأخذون برأي رئيس الجامعة العربية، نبيل العربي، الذي ليس به من النبل شيئا ولا من العروبة إلّا اسمه، وسيشكلون قوات تدخل سريع، ل”تطول الزير من البير”، ويغزون بها اليمن ، وقطاع غزة، وجنوب لبنان، هذه المناطق الشيعية، ويحررونها ويعربونها ويعيدونها أصيلة مثلهم تماماً. وبعدها سيحاصرون ايران التي تريد تشييع بلاد العرب، ويقضون على مخططاتها، ويُفشِلون ترسانتها النووية، والتسليحية، والإقتصادية والعلمية، ويجعلوا منها دولة سنية نموذجية كدولهم، أو دولة شيعية بقيادة شاه جديد لهم وللعرب، بل ولأمة محمد أجمعين.
ولقد توصل طويل العمر، وكافور مصر، بعد “ضلالهم” وخطأهم في الإتجاه، بأن يعودا ل”عرافة ” القصر الملكي في الرياض، خانعين مستشيرين، لتدلهم على فعل الخير، وهكذا فعلوا، فأخبرتهم أن لا خيار أمامهم الّا استجلاب المناضل سعود الفيصل، أطال الله عمره، وخفف أعباءه وأمراضه، لأنه ذو خبرة طويلة في اقتفاء الآثار، فهو أشد ملاحظة من أي “سلق” في تتبع الأثر، ولا بأس أيضاً من استشارة الشيخة موزة في حارة “قطر”، وهكذا فعلوا، وأعادوا الكرّة مرة واثنتين وثلاث، وكانت كل الطرق والمؤشرات تقود الى اليمن…
لذلك أكد المجتمعون، وعلى رأسهم طويل العمر ملك المال والنفط والغاز والرمل، ملك البلاد والعباد، ملك آل سعود، ووزرائهم وشيوخهم وأولادهم ونسائهم، أن ما ذكره السيد حسن نصرالله، ذلك المُغامر الأكبر، وهم ما زالوا يذكرون مغامرته سنة 2006، بأنهم :”تنابل وكسالى ولا يستخدمون عقولهم”، أنه كلام حق يُراد به باطل، وأنهم ومن باب التواضع يؤكدون،أنهم وان كانوا تنابل فهم لا يتخيرون عن تنابل السلطان عبد الحميد، وأنهم لا يستخدمون عقولهم لأن هناك من يستخدم عقله عنهم، يوجههم ويدلهم ويقودهم، ويتأكدون من صحة توجيهاته من “عرافة القصر الملكي” حماها الله ورعاها وأطال في عمرها، وكيف لهم أن يعلموا أنهم ان استخدموا عقلهم أن لا يضر ذلك بصحتهم! لأن التفكير يضر أكثر ما يضر بالصحة، وعليه:
فانهم لن يردوا على السيد نصر الله، بل سيتركون الأمر الى مواطنة من بلده ترد عليه وتقول”ما بسمحلك …ما بسمحلك……….”

محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة (8)

يبدو أن تغيير قواعد اللعبة القديمة، التي رسخها حزب الله برده العملي على جريمة القنيطرة (ببيان رقم 1) وبقوله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، بدأت تأخذ شكلاً عملياً جديداً، من خلال العملية العسكرية الكبيرة التي يقوم بها الجيش السوري مع حلفائه في جبهته الجنوبية (الذي يمكن اعتباره البيان رقم 2)، والذي يهدف بإصرار على طرد مسلحي التكفيريين من جبهة النصرة من كل حدود المنطقة المحاذية للجولان المحتل.

فهذه المنطقة التي حماها العدو الصهيوني وسهل للتكفيريين البقاء فيها وفي المنطقة منزوعة السلاح بينه وبين سوريا، واشترك بطيرانه أكثر من مرة ليضرب دفاعات الجيش السوري ممهلا انتشارهم في المنطقة كما ساعدهم في خطف قوات حفظ السلام وطردهم من المنطقة ( الذين طالما سجلوا هذا التحالف المشترك بين النصرة واسرائيل) كما هيأ لهم مستشفياته في الداخل التي استقبلت ما يقرب من مئتي جريح، وسرعان ما أقام لهم مستشفى ميدانياً في الجولان المحتل، هذه المنطقة التي كان يهيؤها هذا الكيان لمنطقة عازلة جديدة بحماية (لحد) من النصرة كانت نبع النصرة المستمر في التدفق من الأردن، حيث التدريب والتسليح والتسلل الى سوريا بإشراف غرفة العمليات التي تقودها مخابراته مع المخابرات الأمريكية والسعودية والقطرية والأردنية، وما شعارات محاربة داعش (بجيش بري) بذريعة دماء الشهيد معاذ الكساسبة التي يرفعها النظام الأردني إلا بكذبة كبيرة لتمرير إدخال قوات ارهابية من عشرات الدول مدربة على الأرض الأردنية لمحاربة الجيش السوري، ولخدمة الكيان الصهيوني الغاصب.

ويمكن بسهولة رفع سؤال للنظام الأردني: كيف يمكنه حفظ الحدود مع الكيان الصهيوني وعدم قدرته على ذلك على الحدود السورية؟ ولماذا لم ينتقم النظام الأردني ولا مرة واحدة لشهدائه الذين قتلهم الكيان الصهيوني وظل صامتاً عن دمائهم صمت القبور؟ ولماذا اعتقل هذا النظام على مدى عقود عشرات بل مئات من المناضلين الفلسطينيين الذين حاولوا الدخول لمحاربة الكيان الصهيوني والقاهم في سجونه وما زال حتى الآن؟ وجاءته الشهامة مرة واحدة لينتقم من داعش في سوريا التي لا هي ولا النصرة ولا بقية التكفيريين “من أولوياتهم” محاربة اسرائيل بل اولوياتهم هي محاربة كل ما يمت لمحور المقاومة بصلة تحت شعارات زائفة مثل الرافضة و الشيعة والعلويين والأزيديين والمسيحيين؟ أما الكيان الصهيوني فليس على جدول الأعمال…

الأمر الآخر اللافت للإنتباه في الأيام الأخيرة لتأكيد تغيير قواعد اللعبة هو ما دعا اليه السيد علي خامنائي بارسال قوات ايرانية لمحاربة محور الأعداء أينما تطلب الأمر ذلك، في العراق وسوريا و لبنان، الأمر الذي انعكس على الهجوم الأخير على جبهة سوريا الجنوبية كما يبدو.

ويبدو أن الكيان الصهيوني كمن ابتلع سكيناً، فهو إن ابتلعه أو اخرجه خسران، فإن دافع عن النصرة كما في السابق فلن يكون من المؤكد أنه بمنأى عن التعرض عن مهاجمته وبقوة من محور المقاومة، وإن ابتلع الضربة وسكت كما فعل أمام عملية حزب الله المجيدة فإنه أمام حالة تطوير فتحة الجولان وتصعيد المقاومة بها كما في جنوب لبنان، وهذه المرة من محور المقاومة جميعه، وستتكامل هذه الجبهة مع جبهة الجنوب اللبناني، ولن يطيق تأثيراتها ابداً. ومن هنا يكمن كل هذا القلق من الكيان على نفسه، و القلق الأكبر هو على امتداد هذه الجبهة ليضم الجبهة الأردنية ايضاً، والتي (ربما) لن تظل صامتة فالدور الوظيفي لهذا النظام ربما وصل الى نهاياته، فتدخله السافر يجب و بالضرورة الرد عليه بطريقة لائقة تقلب الموازين كلها في المنطقة، فالمحور المعادي يضرب بكل طاقاته، و الرد عليه من محور المقاومة يجب أن يكون بكامل طاقاته أيضاُ. وعليه، فالقلق الإسرائيلي مبرراً، ومن خلفه القلق الإمبريالي الرجعي العربي.

فليزدادوا قلقاً… ولنزداد قوة… وكما قال والدي الهرم ذات يوم ” هؤلاء مثل الجوز… لا بد من كسرهم…”

محمد النجار

يُحكى أن …

يُحكى أن…

يُحكى أن سادة دول الخليج، من ملوك، وأمراء، وقادة، يجزمون بأن إيران لم تكن شيعية في زمن الشاه، وأكبر دليل على ذلك، أنها كانت بلا أطماعٍ في المنطقة، وأنهم في أسوء الأحوال لم يكونوا يعرفوا بشيعيّتها في ذلك العهد، وأنه، ربما، أخفى عنهم الشاه هذا السر كي لا يزعجهم ويوتر علاقاته معهم، خاصة أن الشاه، طيب الله ثراه، كان رجلاً فاضلاً، صالحاً، خلوقاً، كريماً، مؤدباً، ورغم كونه ملك الملوك، إلا أنه ظل متواضعاً ، بدليل أنه لم يدس أذنابهم يوماً إن أراد شيئاً، بل كان يخاطبهم مخاطبة السيد لعبده -…عفواً على زلة اللسان هذه…- السيد للسيد…

ويُحكى أن بعض الذي عَرف منهم هذا السر الخطير، لم يقله للآخرين… فظل السر سراً.. ولهذا ظلوا متساهلين مع الشاه و دولته، وعقدوا معه الإتفاقات ووقعوا المعاهدات،  وفي كثير من الأحيان تقاربوا و تصاهروا وتزاوروا، بمناسبات وبدون مناسبات…

ويُحكى أن هذه الخديعة التي وقعوا بها لحسن نيتهم وطيب شيمهم، ونتيجة عدم معرفتهم بشيعيّة بلده، هي التي منعتهم من أن يعملوا آنذاك بكل قوتهم لمحاصرة بلده إيران، مؤلبين عليها الإخوان والجيران، واقفين سداً منيعاً أمام برامج بلاده الطموحة التي كانت ستهدد بلادهم القنوعة..

ويُحكى أن الشاه استطاع خداعهم بقصد، لذلك لم يقوموا بتخريب برامجه وبتقويضها، فلم يزيدوا من انتاج النفط وتنزيل سعره كي يضربوا اقتصاده ويدمروه ويخلقون له الهوس والجنون… ولو عرفوا سره لقُضي أمره…

ويُحكى أنهم خُدعوا، كونه، رحمه الله، وأبقى رائحة ذكراه، كان داعماً أساسياً للقضية الفلسطينية مثلهم، باذلا في سبيلها الرخيص والرخيص -…عفواً على زلة اللسان هذه… – الغالي والنفيس مثلهم…. ولديه كل الإستعداد، مثلهم، كي تصل القضية الى هذه الحال المتطورة التي وصلت اليها، وخاصة  -ما شاء الله-  أن بعض قادتها الأساسيين انتقلوا (بجهدهم و همتهم) من إرهابيين الى متمدّنين، ومهذّبين، ومفاوضين من الطراز الأول، رغم انهم لم يكملوا سوى ربع قرن في هذا الطريق الطويل والصعب والشائك، فحققوا -و الحمد لله-  كل هذه الإنجازات التي يحسدهم عليها العدو والحبيب…

ويُحكى أنهم يعرفون سراً وعلانية، كممارسة ونظرية، العُهر بأبهى صوره، من العهر السياسي الى الثقافي الى أنواع أخرى، لا تخطر على بال الكثير منا، نحن الذين لن نصل يوماً الى درجة الملوك و الأمراء و الرؤساء… لذلك، فانهم لم يجدوا صعوبة لحشد الكثير من الأقلام التي يدفعون لها بسخاء وكرم، رغم أقاويل الحُسّاد ووصفهم لها بالأقلام العاهرة، التي باعت نفسها فأنزلت غُمامة سوداء على بصر وبصيرة الكثيرين… لكن ما لنا وما لأقاويل الحُسّاد هذه، لأن حقيقة الأمر، أن طويلي العمر لهم من دقة البصر واتساع البصيرة ما ينير الطريق لمن يريد…

ويُحكى أن طويلوا العمر اكتشفوا إيران الشيعية عند قدوم الإمام الخميني وهروب الشاه.. فقط في تلك اللحظة… ، وأن معرفتهم هذه المتأخرة لم تُثنهم عن اطلاق العراق في حرب مدفوعة من جيوبهم في أول الأمر، ومن جيبه لاحقاً، فأفلسوه وقضوا على مئات الآلاف من شبابه وشباب إيران…وبعد أن أوقف الحرب ورفع شعار   “نفط العرب للعرب”، أزعجهم الأمر فأطلقوا عليه كُتّابهم ومثقفيهم ينبحون، واستجلبوا سيّدهم، وبنقودهم أحرقوه مع بلده، وآثار بلده، وشعبه، وحضاراته، وما يزالون… لعل هذا يكون درساً لمن يجرؤ على محاولات تغيير منطقهم في هذه المنطقة…

ويُحكى أن كل ذلك لم يوصلهم إلى تصحيح خطأهم، فقاموا بمحاصرة إيران وأستقدموا الى حدودها القاعدة وابنائها واخواتها من داعش والنصرة وجبهات اسلامية متعددة، وموّلوها وسلّحوها وزرعوها في العراق كله، وبذلك كانوا يريدون ضرب عصفوران بحجر واحد: أيران الشيعية و شيعة العراق…

ويُحكى أنهم فكروا لاحقاً بضرب أكثر من عصفورين بذات الحجر، فبعثوا جزءأً ممن استقدموه الى سوريا أيضاً، فالنظام قريب من الشيعة والروافض، ومنها حاولوا -وسيحاولون- تصدير جزءٍ آخر الى لبنان، فهناك حزب شيعي خطير على الإسلام و المسلمين تدعمه إيران، وبكل وقاحة يريد محاربة اسرائيل!!!…تخيلوا…ا!!!، وبذلك يهدد برنامجهم الذي رسموه منذ عشرات السنين لازالة اسرائيل من فلسطين، وتشتيتها في العالم العربي جميعه، كي يسهل القضاء عليها في هذا الفضاء الكبير..

ويُحكى أن أمراً خطيراً آخراً بدأ يظهر الآن، و يجب القضاء عليه قبل أن ينضج ويكبر، وهو أن قوى الإسلام السياسي في قلسطين لديها برنامج أشبه ببرنامج حزب الله الشيعي الرافضي، وتريد أن تغادر منطقة السنّة الخليجية الحنيفة، والدليل الذي يفضح هذه المؤامرة، أنهم يستحضرون سلاحاً إيرانياً، ومعرفة إيرانية-سورية في تصنيع السلاح، وخبرة حزب الله في تجربة الإعتداء على اسرائيل المسالمة… و تحاول نقل تجربة غزة البغيضة الى الضفة الفاسقة…

لذلك:

يُحكى أن اجتماعاً ضم طويلوا العمر، بجلاليبهم البيضاء الناصعة، وحطاتهم التي وإن كانت بيضاء، فهي لا تثير أي اشتباه بكونها رايات استسلام، وتناقشوا، وتسامروا، وشربوا من العنب عصيره، وقرّروا:

  • زيادة الأقلام التي تكتب ضد هذا الحلف الخطبر، في كل الصحف، وشاشات التلفاز، والكتب، وفي أسواق الشعر، وفي الليل والنهار، كي تُظهره على حقيقته أمام الأمة الإسلامية السّنية، بكافة فروعها الخليجية وغير الخليجية…

  • التحالف مع الأصدقاء والأعداء، من أجل الوصول الى هذا الهدف النبيل، والإستعانة بالملائكة أمريكا واسرائيل، لمحاربة الشياطين الشيعية وحلفائهم من السنة الكفرة في المنطقة…

  • استجلاب كل ما يمكن استجلابه واستحضاره وتجنيده لهذا الغرض النبيل، حتى لو من غوانتانامو أو الشيشان، وأفغانستان وباكستان، وكافة الدول الاسلامية السّنية المؤمنة، لمجابهة هؤلاء الشيعة الرافضة وحلفائهم من السنة الكفرة…

  • دفع المليارات لتسليحهم وتنظيمهم وتسفيرهم وتوصيلهم وتعبئة أرصدة من ينظمهم ويشحنهم ويوصلهم الى الهدف المنشود.

– إلقاء المزيد من الشباب في السجون والمعتقلات، وتخييرهم لاحقاً، بين الجهاد في تلك الدول وعلى حدودها، أو البقاء داخل السجون، كي يتم توجيههم الى ساحات الجهاد، في سبيل الأصدقاء الذين يحافظون على مصالحهم كما على بؤبؤ العين…

  • قطع أي مساعدة، مهما كانت بسيطة، عن أهالي غزة، الذين يحاولون التشيّيُع، وأهالي الضفة المرتدين الفاسقين، وتجويعهم ما أمكن، وإبقائهم دون منازل أو خيام في البرد والحر، و على مدار الفصول الأربعة، و لسنوات طوال، ليعلموا أن الله حق ، وأن الباطل باطل، وليعودوا من غيّهم الى رشدهم إن كانوا يفقهون…

…ويُحكى أنهم أقسموا الأيمان العظام، بأن لا يوافقوا أبداً وبتاتاً، على برنامج إيران الشيعية النووي، مهما كلف الأمر    ( …إلا إذا صرخ بهم سيّدهم أو بصق في وجوههم… عندها يمكن التكفير عن حلف الأيمان بصيام يومي إثنين وخميس، أو إطعام مسكينٍ على مدار الشهر كله).

ويُحكى أنهم اقسموا ايضاً على أن يستمروا في برنامجهم ومشروعهم، بأن يبعثوا القنابل والاحزمة الناسفة والسيارات المفخخة والعبوات المتفجرة الى سوريا والعراق وحزب الله وحتى الى اليَمَن، بكل الطرق، ولو بطير أبابيل أو مع أصحاب الفيل، ليهدّوا من عزيمتهم ويوقفوا شرورهم على كل الأصدقاء والأعداء من جماعاتنا وصداقاتنا الإسلامية السّنية في داعش و أخواتها، النصرة وحبيباتها، واسرائيل ومكوناتها…

…ويُحكى أن أصحاب الجلالة والسُّمو قد عاهدوا الله وملائكته و كُتبه ورُسله، والأهم، أنهم عاهدوا الأصدقاء والحلفاء على القيام بذلك، أو الهلاك دونه……………………………… وعليه بصموا……….

محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة (4)

جاء رد حزب الله سريعاً، مميزاً، وبتحدٍ عال، يعني في قمة الإستعداد الصهيوني عسكرياً، أمنياً و استخبارياً، الأمر الذي يؤكد على مبدأ المقاومة القائل ” العين بالعين و السن بالسن، و البادئ أظلم ” ، و تأكيد معادلة توازن الردع كما يريدها محور المقاومة، مؤكداً جاهزيته العالية لتكون له اليد العليا في رسم خارطة الوطن، وما الدخول المباشر للعنصر الإيراني إلا دليل على فهم هذا المحور لمسألة الوحدة الضرورية و التكامل بين أعضائه وبشكله العلني الضروري لمواجهة المحور الإمبريالي الصهيوني الرجعي التكفيري. كما أن تأكيده على أن الجبهة يجب أن تتوسع أكثر وأكثر أمام هذا الحلف، وأن غزة لن تبقى وحيدة، وأن الضفة الفلسطينية لاحقة، وجنوب لبنان يتكامل مع جبهة الجولان، (وربما، من يدري) الجبهة الأردنية نفسها لاحقاً ، إذا ما تغير النظام بفعل تحركات شعبية لاحقة، هذا النظام الذي كان و ما زال ضد الحركة الوطنية وتابع للإمبريالية و في نفس الوقت (مفرّخ) للنصرة وداعش الإرهابييَن ومتحالفاً مع الكيان الصهيوني تحالفاً عضوياً. وفي نفس الوقت يجمع في غرفة عملياته المشتركة القادة العسكريين لأمريكا ، إسرائيل، بعض الأوروبيين، وبعض من دول الخليج.

الضربة أيضاً أعطت مؤشراً هاماً وخطيراً استراتيجياً، و هو عدم قدرة الكيان الصهيوني على الرد، بمعنى آخر، أن الرد سيكون أكثر تكلفة عليه من ابتلاع رد المقاومة والسكوت عليه… إنها فعلاً لحظة فارقة، بالإمكان التأسيس عليها في طريق التراجع الإستراتيجي الذي بدأه الكيان الصهيوني منذ فترة ليست طويلة.

حقيقة أخرى بدأت تتجلى و بوضوح، وهي أن هذا الكيان هو القاعدة الأساسية لكل ما يجري في منطقتنا العربية من مآسي و مؤامرات، وإن لم يكن بهذا الوضوح منذ البدء، وأن الإنفجار الجماهيري في بدايته و الذي كان ثورة شعبية تم تجييرها وحرف سكة قطارها من القوى المضادة المختلفة والمتحالفة أصلا مع الإمبريالية والكيان الصهيوني. وإذا أضفنا ما يدور في مصر الآن، وبغض النظر عن الموقف من النظام هناك، (فهذا باب بحث آخر ) فهو لتأمين حدود آمنة للكيان الصهيوني، من خلال ضرب وتفتيت وإضعاف الجيش المصري (كما فعلوا في العراق، ويحاولون في سوريا، وسيحاولون لاحقاًفي اليمن)، كي يفتتوا هذه الأوطان ويحاصروا الدول الأكثر استقراراً مثل إيران، ويؤمّنوا كافة الحدود للكيان الصهيوني.

السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة: لماذا كل هذه الشيطنة لمحور المقاومة،وعلى رأسه إيران وحزب الله؟ فهل تشيّعت إيران حديثاً مثلاً؟ ولماذا لم تقم قائمة هذه الدول ضد إيران الشاه مثلاً؟ بل لماذا كانت هي نفسها تابعة وذليلة للشاه، وفي أقوى تحالف معه؟ رغم أنه كما هو معروف، كان الحليف الأكبر للكيان الصهيوني وأمريكا وأكبر معادٍ للقضية الفلسطينية؟ أم أنهم لهذا السبب بالذات كانوا في أقوى تحالف معه؟ يبدو أن الأمر كذلك، فبعد الثورة الإيرانية وتحرير السفارة الصهيونية ورفع العلم الفلسطيني فوقها، ابتدأوا الصراخ ضد إيران الشيعية، وازداد صراخهم عندما اختارت إيران طريق القرار المستقل، فوجب محاربتها ومحاصرتها أكثر. لكن رغم محاولاتهم، فقد تطورت إيران، ونمى نفوذها، وخلقت قاعدة اقتصادية لا تعتمد على النفط فقط، ولديها برنامج إصلاحي ديمقراطي متميز عنهم في أسوء أحواله، (فهم ليس لديهم بالأساس مثل هذا البرنامج)، كما أن التطور على الصعيد الصحي لن تصله هذه الدول ببرامجها الحالية حتى بعد قرون، وببرنامج تعليمي مجاني يختلف عن برنامجهم التجهيلي المتخلف، عدى عن البرنامج التسليحي الدفاعي الهائل لدى ايران بالمقارنة مما لديهم من أسلحة غير صالحة إلا للإطلاق على جماهيرهم، أُجبروا على شرائها بأموالٍ فاقت الأموال المرصودة للبرنامج التسليحي الإيراني، وهي الآن صدئة في المخازن……. الخ…  ومن هنا كانت أهمية وضرورة محاصرة إيران على كافة الأصعدة منهم ومن حلفائهم.

كما أن الأمر الأكثر خطورة لهذه الأنظمة ازداد أكثر منذ اتضح أكثر وأكثر دعم إيران لحزب الله بالمال والسلاح، فتم تحرير معظم جنوب لبنان، ودعمها للثورة الفلسطينية فأوقفت التمدد السرطاني الصهيوني، فانسحب من قطاع غزة دون قيد أو شرط، وأرسيت قواعد ردع جديدة، الأمر الذي أخذ يضر بمصالحهم وبحليفهم الصهيوني، ويكشف عوراتهم، ويهز مصالحهم وعروشهم، لأن المطلوب تفتيت فلسطين وليس تحريرها، والتسليم للأمريكي والصهيوني وليس مجابهتهما،  وتبديد الثروة حتى وإن كان على تفتيت الأوطان، كي تبقى مصالحهم وتستمر، لأن أي شكل من أشكال النضال الوطني سيؤدي بطريقة أو أخرى الى نضال طبقي أيضاً، وكلا النضالين يشكلان خطّاً أحمراً لتلك العائلات التي تحكم دولاً أو أشباه دول، وتتعامل مع شعوبها كمُلكية خاصّة لقطيع من الماعز أو الإبل، وليس كشعوب بكرامة ومصالح ومصير، أبقتها هذه العائلات مهمّشة، مقموعة، وجائعة.

وفي النهاية، فرأس الأفعى الصهيوني بدأت مرحلة تراجعه، والإنحدار الذي ابتدأه لن يقف قبل أن يصل به إلى الحضيض وينهيه، وحليفه الأكبر يترنّح اقتصادياً واجتماعياً، وقوته وحدها لن تكفيه ليقود العالم كما فعل حتى الآن، خاصة بعد استيقاظ التنين الصيني والدب الروسي، وتحالفاتهما الكبرى وعلى رأسها البرِكس.

وعلى ضوئه، فلهذه الدول وحاميها وحليفها في المنطقة منا كل التعازي، وأخال أننا لن نطمئنهم إن أكّدنا لهم ما يعلموه بأن التغيير آت، وأن التاريخ حَفظ لهم مكاناً مميز في مزابله…

محمد النجار