معبر رفح مرّة أخرى….

فاجأني أبُ كهلُ تجاوز السبعين بقليل، عندما حدثني وقال، أنه جاء لزيارة ابنه الذي لم يره منذ خمس عشرة سنة، وأنه منذ ما يقارب العام لا يستطيع الرجوع الى قطاع غزة بسبب القوانين الجديدة التي أقرها نظام السيسي على الفلسطينيين الذين يريدون الرجوع الى قطاع غزة، والتي على ضوئها لا يستطيع الرجوع حتى الآن…. الأمرالذي جعل هذا الكهل يدعو ربه بعد كل صلاة بألا توافيه المنية قبل أن يعود الى القطاع، وأن لا يميته في هذه البلاد البعيدة…. وكان هذا الكهل يتساءل بحرقة، هل نحن الفلسطينيين أخطر على الشعب المصري من الإسرائيليين الذين لا يحتاجون الى “فيزة” أو إعلان لدخولهم أرض مصر؟ وأكد الحاج مقسماً بأننا لسنا نحن من قتل الأسرى المصريين ولا من سرطن أراضيهم ولا من نظم شبابهم للموساد ولا من قتل أطفالهم في حوض البقر ولا من أسقط طائراتهم المدنية… بل نحن من ندافع عن الأمة العربية العاجزة جمعاء أمام تمدد الخطر الصهيوني، ولولا شباب المقاومة الفلسطينية واللبنانية لأصبح الكيان الصهيوني في عواصمهم، يدوسها بأحذيته وليس ببضاعته واقتصاده فقط، ولأصبحت عواصمهم مليئة بالمستوطنات….

كلمات الشيخ السبغيني دفعتني لأكتب موضحا هذه الكلمات:                                                                     لقد أصبح من الواضح للعيان، ولا يحتاج المرء للكثير من الذكاء ليدرك أن نظام الرئيس” السيسي yes” ليس سوى نسخة مكررة بائسة عمّا سبقه من أنظمة، “مستثنيين نظام عبد الناصر رغم ملاحظاتنا الكثيرة عليه”، إبتداءً من السادات صاحب الفضل الأول في تعميق أسباب الهزيمة ونشرها وتعميمها وتتويجها بفاجعة كامب ديفيد، مروراً بمبارك المنفذ الأمين للسياسة الإمبريالية ـ الصهيونية في المنطقة، مرورا بمرسي الذي أحضروه بصفقة الإخوان مع أمريكا لحكم المنطقة وتقسيمها بقيادة العثمانية الجديدة بقيادة أردوغان، وصولاً إليه بصفقة العسكر هذه المرة التي أعطت لأمريكا وإسرائيل كل ما أرادتا من تعهدات بالحفاظ على كامب ديفيد وملاحقة ومحاربة القضية الفلسطينية ومؤيدوها، كيف لا وهي ذات المؤسسة المبنية أمريكياً كقوانين وتدريب ومفاهيم واستخبارات وشخوص؟!!! مستغلين انتفاضة الشعب المصري ضد الإخوان وظلمهم وحكمهم، وراكبين موجتها لتحقيق مخططات السيد الأمريكي وحليفه الإستراتيجي “إسرائيل” في المنطقة، بغطاء مالي رجعي خليجي هزيل سيزيد تعميق أزمة الإقتصاد المصري أكثر، مبقيا السياسة المصرية أسيرة مكبلة ومنحازة تماما للأوامر الأمريكية ـ الصهيونية، منتظرا المساعدات العسكرية الأمريكية مستجديها ، والتي لن تمر ولن تستمر إلّا من البوابة الإسرائيلية، وكذلك المساعدات الخليجية الرجعية التابعة حتى النخاع للأسياد في واشنطن وتل أبيب، مبقية الإقتصاد المصري رهينة في يد البنك الدولي الذي لم يدخل بلداً إلا أفقره وأذل شعبه واستعبده، وفي ذات الوقت فإنه “أي النظام”يزيد في تجهيل شعبه، وشبابه بوجه خاص، حارمه من معظم حقوقه الأساسية وأبسطها، من حق تعبير أو تظاهر أو تفكير أو كرامة، والإستعاضة عنها بالسجون والبطش والقمع والتجهيل وسيادة “ثقافة” الفهلوة والتذلل والبحث عن الحلول الفردية والكذب والتسلق والطفيلية…. وها هو الآن يُدخل سياسة الخطف والإختفاء القسري لل”مشتبه” بهم، “تماما كما الجنرال الفاشي بينوتشيه في تشيلي بعد إنقلابه على الرئيس إيليندي”، بعد أن أتخم السجون بالبشر…

وكي لا نتوه ونغوص عميقاً في بحر سياسة صاحب مقولة”مسافة السكة” ونبتعد عن جوهر موضوعنا نقول:              إن ما يقوم به هذا النظام، من خنق ومساهمة فاعلة في تجويع وتضييق الخناق على ما يقرب من مليوني إنسان فلسطيني، بمن فيهم من جرحى وثكالى وأيتام من جراء الحروب والمجازر الصهيونية المتتالية والتي ظل في آخرها متفرجاً مغلقاً المعبر الوحيد للقطاع (مساهما قدر استطاعته في خنق المقاومة حالماً بإستسلامها)، نقول أن ما يقوم به ليس إلاّ مصلحة إسرائيلية بإمتياز، والكيان الصهيوني هو المستفيد الأوحد بها ومنها، والسيسي ونظامه ينفذ هذه السياسة بكل جد وأمانة. أما من حيث مصلحة الشعب المصري فبالعكس، فمصلحة الشعب بتصريف بضائعة وفتح سوق جديد لهذه البضاعة ، وتبادل السلع مع هذا السوق ، فما بالك في موضوعة إعادة البناء والتي ستكلف المليارات ويمكن للشعب المصري الإستفادة منها بدلاً من الشركات الصهيونية أو الأمريكية المتربصة، وبدلاً من استجداء مساعدات آل سعود وأمريكا.

ونظام السيسي الآن يتفوق كثيراً بسوئه وتآمره على القضية الفلسطينية عن سابقيه، فكما هو معلوم لم يتم إغلاق المعبر بهذا الشكل وبهذه المدة الطويلة عند أي نظام سبقه، ولم يقم أي نظام بهدم البيوت وتدمير الحجر واقتلاع الشجر وتهجير البشر من أبناء الشعب المصري نفسه كما يفعل نظام السيسي الآن…. وذلك كله للحفاظ على أمن إسرائيل حتى لو كان ذلك على حساب الشعب المصري.

منذ إعتلاء السادات رأس السلطة في مصر ، قلب المعادلة في شكل التعاطي مع القضية الفلسطينية، فضيق على الفلسطينيين المقيمين في مصر وطرد معظم الطلاب الدارسين في الجامعات المصرية، وأقر نظام عدم دخول الفلسطيني للأراضي المصرية إلا بتاشيرة مرور “فيزا”، حتى لو أراد مجرد المرور إلى قطاع غزة، وبعد إتفاقية كامب ديفيد أصبح الحصول على التأشيرة يزداد صعوبة، واستمر الأمر يزداد صعوبة في عهد مبارك أيضاً، وكان الفلسطيني إذا أراد الحصول على تأشيرة ليعود إلى غزة، يتم رفض طلبه في معظم المرات، محققاً النظام المصري بذلك أهداف إسرائيل بتفريغ فلسطين من أبنائها، كون أبناء القطاع لا يستطيعون العودة إلا عبر الأراضي المصرية، ليتم إصدار قانون غير مكتوب بعدم إعطاء التأشيرات لمن هم تحت سن الخامسة وأربعين عاماً، بالضبط نفس القانون الصهيوني بعدم إعطاء تصاريح لسكان الضفة وغزة لدخول القدس حتى لو للصلاة لمن لم يتجاوز الخامسة وأربعين عاماً !!!، وأسماها النظام المصري تأشيرة “كبار السن”، ومن ثم أخذوا يؤجلون طالب التأشيرة”لكبار السن” بسبب الحاجة للتدقيق الأمني،”ولاحقاً ارتفع السن إلى ما فوق الخمسين وبتدقيقٍ أمني” وأصبحت هذه التأشيرة لا تُعطى إلاّ للقليل من طالبيها، محققين بذلك أهداف الكيان الصهيوني بعدم عودة الأغلبية الساحقة من الشباب الفلسطيني لأرضه وكذلك جزءً لا بأس به من كبار السن !!!

ثم بدأت هذه الأنظمة بتطبيق سياسة “الترحيل” والقاضية بنقل الفلسطيني من المطار مباشرة إلى معبر رفح، بعد حشره وعائلته وأطفاله كالمجرمين في المطار حتى يأتي الباص في صباح اليوم التالي، فيتم وضع الفلسطيني وعائلته وأطفاله به محاصراً بالجنود، ويُدفِّعوه ثمن الترحيل، وفي الطريق إن لم يدفع الرشاوى للجنود والسائق وإطعام الجميع على حسابه فإنه سيصل بعد أكثر من عشرين ساعة بدلاً من الساعات السبع، وسط لهيب صحراء سيناء الحارق، بحجة أن الباص لا يسير بأكثر من 40ـ 50 كلم في الساعة، أو الباص قد تعطل أو…..                                لم يكتف نظام الجنرال “السيسي yes” بكل ما سبق، بل أراد أن يؤكد إلتزامه وبشكل لا يقبل الشك بأمن “إسرائيل” وإلتزامه المطلق بها، بنفس القدر بمواجهة الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ومقاومته الشعبية والمسلجة، فأضاف على كل ما سبق مجموعة من المتطلبات الجديدة:

  • على أي فلسطيني  يريد العودة الى غزة، متابعة وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمرئية والمسموعة، ليعرف من خلالها متى سيتم فتح المعبر أمام عبور الأفراد، وعند معرفته بذلك، فقط حين تأكده من ذلك، عليه التوجه الى أقرب مدينة يكون فيها سفارة مصرية لإعلامهم  برغبته بالسفر وأخذ الإذن منهم بذلك .

  • بعد موافقة السفارة على رغبته يمكنه التقدم بطلب من أجل الحصول على التأشيرة، والتي لا يعلم أحد إن كان سيحصل عليها أم لا، فموافقة السفارة على إقرار رغبته بالسفر لا يعني بحال من الأحوال الموافقة على إعطائه التأشيرة.                                                                                                                                           * بعد أخذ التأشيرة فقط يمكنه حجز تذكرته للعودة مرورا بمطار القاهرة الدولي، إن هو وجد مكاناً له في تلك الرحلة!!! لذلك، فالكثيرين إن كان في مدينة بعيدة عن مدينة السفارة فما يكاد الوصول للسفارة لإبلاغها برغبته حتى يكون المعبر قد أغلقه الجنرال من جديد، وفي أحيان كثيرة ما يكاد أن يضع طلباً للتأشيرة حتى يكون المعبر قد أُغلق، خاصة أن الرد على التأشيرة قد يتأخر لأسابيع وأحيانا أشهر لأسباب أمنية، في الوقت الذي فتح المعبر لا يزيد عن يومين اثنين، فكرم الجنرال شحيحاً في المسائل المتعلقة “بالأمن القومي”!!! خاصة أن الإذن أو التأشيرة لا يصلح إلا لموعد محدد واحد ليس أكثر، يعني لا يمكنك أن تأخذ إذناً ليوم كذا في شهر كذا وتذهب قبل أو بعد الموعد بيوم أو حتى ساعة واحدة، لأنه يلزمك إذناً جديداً وتأشيرة جديدة، يعني العودة الى نقطة الصفر، لذلك فالكثيرين إن أخذ موعدا يتأخر في أخذ التأشيرة ، وإن أخذ الإثنين ربما لا يجد طائرة في نفس اليوم، وإن وجد طائرة فربما لا يجد مكانا له فيها، وفي كل مرة عليه الرجوع الى المكان الذي بدأ منه.

هذا ما تفتقت به عقلية الجنرال، الذي يرى في قدرته العسكرية ما يمارسه من قمع لشعب مصر وشبابه، الذي تسلق شبابه هؤلاء 13 طابقا على” المواسير” ليصلوا الى السفارة الإسرائيلية، ويحرقوا محتوياتها التجسسية والمعادية للأمة العربية جمعاء، وعلى شعب فلسطين الأعزل إلا من عزته وكرامته وإرادته الصلبة.

لكنه يبدوا أنه ما زال جاهلاً (رغم رتبته العسكرية التي لم يستحقها بجدارة الحرب)، أن كل مؤامرات الأعراب، وكل ما فعلته الأنظمة الرجعية وعلى رأسهم حلفاؤه من أعراب آل سعود، وكل آلة القمع والقتل الصهيونية الأمريكية للشعب الفلسطيني، لم تزد هذا الشعب إلا تمسكاً بأرضه، وتعميقاً لإرادته وتشبثاً بأهدافه كاملة، وعلى رأسها تحرير كامل ترابه الوطني من البحر الى النهر،  مهما تكالب الأنذال على هذه الأهداف…. وأن هذا الشعب الذي وقف وما زال في الخندق الأمامي مع الشعب اللبناني البطل دفاعاً عن أمته العربية جمعاء، يؤمن تماماً بأنه كلما ازداد ظلام الليل حلكة، كلما كان الفجر أسطع…..                                                                                                                       محمد النجار

آل سعود …حكام الأمة الحكماء

من قال أن أمتنا العربية الكبيرة الممتدة من المحيط الى الخليج ، بدون قيادة؟ إن الجهلاء ـ مثلي ـ هم وحدهم من ظنوا ذلك، وهم وحدهم من لا يعلمون، وكون أن بعض الظن إثم، فقد إستغفرت ربي، وصمت يومي إثنين وخميس، وأطعمت مسكينا ، ليتوب الله علي ويغفر لي شر شكوكي وظنوني . وكون عدم المعرفة أو الجهل بالشيء لا يعني نفيه، لذلك فعدتُ واكتشفت ما فاتني حتى ولو متأخراً، أن لهذا الشعب قيادة، هي قيادة الملوك والأمراء من آل سعود، أطال الله عمرهم، ومن حولهم من حارات وزواريب خليجية، ومن لف لفهم من رؤساء وملوك أخرين، وأن لهذه القيادة حِكْمة لا توازيها حكمة، من أي طرف أو أيٍ كان، وللمتشككين في هذا الحديث أسوق الإثباتات التالية لوجه الله غير طالب لا حمداً ولا شكوراً، بعد أن كلفني ما كلفني إكتشافها بحمد الله وفضله، ومنته علي بإكتشافها:
* بعد عاصفة الحزم التي شنها أصحاب الجلالة والسمو على “شيوعيوا وملحدوا” اليمن من جماعة أنصار الله وتحالفاتهم، وبعد أن حققوا كل ما رسموه وخططوا له، بدءاً بإعادة الشرعية وصولااً الى تثبيت الدستور اليمني الديمقراطي مثل ديمقراطية بلادهم المشهود لها في العالم أجمع، قرروا وبدأوا في مرحلة إعادة الأمل، ورغم أن المغرضين قالوا أن إعادة الأمل هذه من أجلهم هم، وليس من أجل الشعب اليمني، إلاّ أنني أأكد عكس ذلك، فما حاجتهم هم للأمل ما داموا دمروا اليمن فوق رؤوس أهله”الكفرة”، ودمروا تراثه وحضارته ومساجده وأضرحته ومدارسه التي تُعلم الكفر والإلحاد والتشيع، “وتركوا المدارس الأخرى دليل دقتهم وعقلهم النيِّر”، كما أنهم ليسوا بحاجة للأمل ما دام الأمل موجود بدعم الحلفاء الأمريكان والإسرائيليين، الأمر الذي يدلل على تحالفات الديانات السماوية الثلاث ضد كفرة اليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين أيضاً، التي خُدعوا على مدار عقود بتأييدها، دون أن يعلموا مدى إلحاد شعبها وكفره وعناده أيضاً. كما أنهم مصممون على إعادة عروبة اليمن إلى أهله وشعبه وناسه وأرضه وصخره وكل شيء فيه، ولو بالتضحية بالجنود السنيغاليين إنشاء الله.
* عندما قصفت الطائرات “الإسرائيلية” السودان، وأسقطت السودان طائرة إستطلاع لهم، ورغم أن أحداً لم يسمع أي إعتراضٍ منهم ، إلاّ أنهم عنّفوا وبهدلوا ووبخوا السودان “حكومة ورئاسة”بشدة، كونه أولاً أعلن الخبر، وخصموا عليه جزءاً من أجرته التي وعدوه بها لينضم الى عاصفة الحزم، كونه أسقط طائرة أحد الحلفاء والتي قد تؤدي الى إضعاف الحلف نفسه، غير مدرك لأهمية الحلف ولأهمية أن يُدير خده الأيسر إذا ضربه أحد الحلفاء على خده الأيمن، وأحياناً يُمكن أن يُدير مؤخرته لتستوعب “شلاليط” الحلفاء أيضاً، خاصة إن كان هذا الحليف من علية القوم، أو من شعب الله المختار.
* ان هذه القيادة أكدت مراراً وتكراراً كذب إدِّعاءات المغرضين، الذين قالوا أن الملك الأعظم أو “الشاه الجديد حتى عودة القديم أو من ينوب عنه” ـ وهنا تجدر الملاحظة كي لا يُحوِّر المحرفون والمغرضون كلامنا، أن كلمة الشاه هنا لا تعني العنزة بأي حال من الأحوال، بل تعني ملك الملوك، والله من وراء القصد،بأن ملك آل سعود كلهم لم يذهب لأمريكا نتيجة مرض الزهايمر، أو المشي أثناء النوم، ولا خوفا من أن يضيع في صحراء كامب ديفيد، أو بين غرف القصر، بل كونه لم يُرد أن يُوبخ الرئيس الحليف في بيته وأمام قومه، الأمر الذي تأباه الشهامة العربية، وحكمة طويل العمر.
* إن دخول الكفرة الملحدين من جماعة أنصار الله والمتحالفين معهم إلى المناطق الحدودية السعودية، ما هو إلاّ تكتيك ياجهلة، وأن طويل العمر نائب الملك ونائب نائبه، بعقليهما الراجحين كما مليكهما ومليكنا جميعاً، مدركون أن هذه الأرض هي يمنية، وبالتالي خسئوا أنصار الله من أن يدخلوا مناطق المملكة، فالحرب ما زالت على أرض اليمن، ورغم ذلك سيعرف طويلوا العمر كيف يسترجعون تلك الأرض. أما المحرضون والمغامرون الذين يُطالبون صاحب الجلالة ـ طال عمره ـ بتحرير الجزر التي تحتلها إسرائيل، فيقول لهم وزير الدفاع طال عمره، “أننا لن ننجر الى القتال مع حليفنا من أجل جزيرتين صغيرتين في البحر الأحمر، وأن القول بأن الملك طال عمره نسيهما كلام كاذب، لأنه طال عمره لم يعرف بهما أصلاً، فعقله ليس دفتراً ليتذكر كل مناطق المملكة الواسعة، وعندما عرف بالأمر وقبل أن يمرض ويفقد خمسة أرباع عقله، قرر التصدُق بهما لحليفه اسرائيل، والصدقة يجب أن تبقى سرية ، فلا تعرف اليد اليمنى ما قدمت اليسرى، ولهذا فهو وأبناؤه وعائلته لا يتحدثون بأمرهما أبداً.
* ومن الحِكَم التي يجب تعميمها أن صاحب الجلالة اكتشف أن الحل بين الفلسطينيين والإسرائليين ممكن جداً وبيسر وبساطه، وأنه لتحقيق ذلك يجب كسر تعنت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإغداق المال عليه وعلى خالد مشعل، ومن تستطيع شراءه يسهل ترويضه، وأن الحُجج التي يقولها الطرف الفلسطيني واهية جداً، فلا الإستيطان ولا القتل والسجون وهدم البيوت يمكن أن تمنع السلام، وألإكتشاف الأكبر الذي يوازي إكتشاف قانون القيمة الزائدة، أو كروية الأرض، أن المسجد الأقصى يمكن زيارته وهو تحت الحكم الإسرائيلي أيضاً، فلماذا كل هذا الضجيج إذن؟
* إن أصحاب الجلالة إكتشفوا التشابه بين قضايا الكفرة في المنطقة من اليمن الى فلسطين، وعليه قرروا أن يُحاربوا بنفس الأسلوب الذي حارب به حليفهم الإسرائيلي، ولذلك وبعد أن دكوا اليمن كما دُكت غزة وجنوب لبنان قبلها، فإنهم قرروا أيضاً محاصرة اليمن براً وبحراً وجواً، تماماً كما تحاصر “إسرائيل” غزة، ليرى ويعلم شعب اليمن الكافر “أن الله حق” بعد أن يجوع ويعرى ويحفى، الأمر الذي يُؤدي لإستسلامه. وأن أصحاب الجلالة بذلك يُشبهون حليفهم، ومن شابه حليفه ما ظلم…
* يؤكد طويلوا العمر جميعاً، أن المنطقة مترابطة مع بعضها البعض، وأن ما يتم في كل الدول المحيطة يصب في نفس الهدف كما يقولون، وكيف لا يعرفون وهم الذين نظروا ونظموا ومولوا وسلحوا؟ فالأهداف الكبرى تستحق التضحية، وعلى أعضاء الحلف الذي يقودونه أصحاب الجلالة والسمو أن يتعلم من التاريخ ومن حلفائه ومن أعدائه أيضاً،” ليس من الأعداء اللدودين مثل ما يسمونه بمحور المقاومة… ونسميه محور إيران”، وعليه ورغم هروب جبهة النصرة كالجرذان في القلمون ، إلاّ أن الملك سلمان عتب على “ولد الشيخة موزة وتربيته وتربية أبيه من قبله”، فتربية تميم وِلْد حمد الصغير بانت إنها تربية ضعيفة “وعودها طري”، الأمر الذي جعل صاحب الجلالة يصمم على أن يبعث بالدواعش “جماعته وترباته”، ليقومون بالواجب، ويرون حمد وولده أصول التربية، ويُوَرُّون حزب الله العميل الإيراني الذي يرفض الهزيمة والهريبة، ويشكل أحد أذرع الأخطبوط الإيراني، ولا يريد الإستسلام أمام الحليفين الكبيرين “مالة”طويلوا العمر، أميركا وإسرائيل، حتى تصبح المنطقة خالية من “شي إسمه المقاومة والمقاومين في القرن القادم” بعون الله.
* يؤكد أصحاب الجلالة والسمو ، أنهم يستحضرون التاريخ دائما في قتالهم، فكما فعلت الدولة الآسلامية العثمانية العظيمة، ضمن ما فعلت في حروبها، من سلب الأطفال من أحضان أمهاتهم لتجييشهم والمقاتلة بهم، فها هم من قام طويل العمر بتربيتهم مع أصحابه الأمراء ومع العثماني الجديد أردوغان، من دواعش يسلبون الأطفال ويخطفونهم من أمهاتهم، كما فعلوا مع الأزيديين وبعض الديانات والملل والمذاهب الأخرى سائرين على طريق الأسبقين المؤمنين من العثمانيين القدماء في دولة الإسلام، وعلى طريق من سبق هؤلاء أيضاً من الوهابيين…وإلاّ كيف يمكن إنتاج كل هذا العدد الضخم من الإنتحاريين من أجل تحقيق النصر على كل هؤلاء الظَلَمة؟
* كما أن عقل أُلي الأمر واسع وكبير، ولأن المعركة معركة حاسمة بين الإيمان والكفر في المنطقة بأسرها، فإنهم أعطوا للإعلام حقه، فبه يمكن أن تنتصر دون نصر، وتهزم دون جيش أحياناً،وبه تُحرِّض وتُمجد، وبه تشتم وتسب وتقذح وتمدح وتذم، وبه تُحرض كي لا تترك أي من الأعداء يقول ما لا تريد، ويعلم الناس ما لا يجب إعلامهم به، مثل بعض نواب الكويت الذين عارضوا خطط أصحاب الجلالة في اليمن، فسلط عليهم كما على غيرهم طويل العمر الملك ذات نفسه، من يعلمهم الأدب والإحترام وزج بعضهم في المحاكم والسجون.
وبذات الوقت حرّض اإعلام على الرئيس المصري والذي يعتبره طال عمره بوجهين، رافعاً بوجهه الدراهم والريالات مرة، ومرة أخرى نشرة أخبار تقول فيها مثلا : “الحكم بالإعدام على شهداء فلسطين، وإعدامات لأسرى فلسطينيون في سجون الإحتلال منذ عشرين عاما، أو الإعدامات لفلسطينيين لم يدخلوا يوماً مصر”، وكل ذلك كلام حق يُراد به باطل كما هو معروف، وسيبقون يتكتكون فيه حتى تحين لحظة التخلي عنه، “وبعدها الله لا يرده، لأنه هو اللي جابه لحاله”.كما ويعطون الملك وأبناؤه مثالاً بارزاً لما ساقوه لاحقاً، وهو كيف شيطنوا الحشد الشعبي في العراق، وزرعوا اسفيناً بينه وبين الحكومة في العراق، لتستطيع أمريكا أن تُخلي الطريق أمام داعش ليقتحم الأنبار، وهم حاولوا أن يفعلوا الشيء نفسه مع الكفرة من حزب الله في القلمون وتخويفهم ولكنهم فهموا اللعبة قاتلهم الله هؤلاء الأبالسة الزناديق.
* إن أصحاب الجلالة والسمو وعلى رأسهم سارق… أقصد خائن …(عفواً أقصدخادم الحرمين وليس ما سقط سهواً سابقاً)، أقسموا الأيمان الغلاظ على أن يستمروا في أهدافهم المُعلنة ” بتجميع القوى السنية ومواجهة الكفرة والملحدين والشيعة والنصارى وأصحاب الكتاب “ما عدى فريق واحد ليس المجال لذكره الآن”،وأهدافهم السرية أيضاً والتي لا يمكن كشفها والبوح بها الآن وفي هذه المرحلة، بل يجب أن تُترك للتاريخ ليفعل ذلك، رغم عدم تفضيلهم لهذا ولا ذاك، لكن ما باليد حيلة… وعودة على بدء يقول أصحاب السمو أنهم سيدافعون عن الإسلام السني وبعض الديانات الحليفة له، والتي لن يبوحوا بها في هذه المرحلة، أو يهلكوا دونه، وأنهم يُعلمون القاصي والداني، أنهم وإن كانوا ما زالوا يجاهدون بأموالهم وبأيدي الغير حتى الآن وبهذه الشراسة، فكيف بهم إن حلت ساعة الصفر الحقيقية، وتطلب الأمر أن يجاهدوا بأموالهم وأيديهم أيضا؟!!! فقط الله وحده يعلم ماذا سيفعلون!!!
محمد النجار

معبر رفح… إلى متى؟ ومسؤولية مَنْ؟

رغم كل شيء يظل معبر رفح مُغلقاً، فالسيادة والأمن الإقليمي من وجهة نظر “السيسي”، لا علاقة لها بغزة أو فلسطين والعياذ بالله، بل بعيداً هناك، وفي اليمن على وجه التحديد، حيث “اليهود” وتوراتهم وأصلهم وفصلهم (كما أكد وبقدرة رائعة وإثباتات علمية، تعتمد على الوقائع والأحداث والأنساب والآثار السيد كمال الصليبي في كتابه الرائع {التوراة جاءت من جزيرة العرب})،ورغم توقعنا أن “السيد الرئيس “لم يقرأ الكتاب، إلّا أنه نقل لنا الأمن القومي المصري الى هناك، بفطرته وعبقريته!!!، مبتعداً قدر إستطاعته عن فلسطين وما يخص فلسطين، ومعتقداً أن “اليهود” الذين إحتلوا فلسطين قاموا بالأمر هناك وليس على حدوده، ونحن بالمناسبة لا نوجه له دعوة لفلسطين كقضية، ولا برفع سلاحه لحمايتها أو إستعادتها، وذلك أولاً لأن “للبيت رب يحميه”، مُشَكَّلاً من أبنائه وأبناء جلدته من عرب بما فيهم مصريين، لكن من الوطنيين الغيورين على قضايا شعبهم، من العارفين أن خنق شعب فلسطين بالحصار ليس له علاقة بعرب أو عروبيين، وفاعليه ليس لديهم ذرة كرامة أو وطنية، كون أبناء فلسطين هم خط الدفاع الأول عن مصر والعرب جميعاً، شاؤوا ذلك أم أبوا، وكون ما يتم الآن من محاولات تفتيت في البلاد العربية للوطن والمواطن والجيوش، بما فيها مصر نفسها، هو في خدمة المشروع الصهيوني وأسياده الإمبرياليين، الذي تشير كل المؤشرات الى تحالفه معهم، وحتى لو أغمض أعينه عمّا يتم في بلده فهذا لن يُغيِّر من الواقع شيئا، وإن علم ـ كما في حالتنا ـ وتجاهل فالمصيبة أكبر، والأمر الثاني كونه من الأساس لم يُمزق إتفاقيات الخيانة الوطنية التي قام بها مثيله السادات، والثالث ما نراه من تملُّق وتعهدات وبيع للشعب وحضارته وحقوقه للبرجوازية الطفيلية التي ما تزال ثحكم مصر، وآخر دليل تبرئتها في المحاكم الهزلية بكل ما سرقت ونهبت من أملاك الشعب المصري وأمواله المسلوبة على مدار عقود…. ومحاولته الرخيصة الفهلوية على حكام الخليج ليرشوه ببعض المليارات، وكأنه لا يعرف أن من يرتمي في أحضان أعداءه ليحموه لن يكون أمره بيده، ولا بقرار مستقل. كما هم وهو على خُطاهم… وأن إقتصاد مصر وتطورها ونموها بالتأكيد ليس من الشحادة لأموال الخليج، راكعاً أمام أبوابهم، بل بتصنيع الدولة، وتطوير زراعتها وحمايتها، بتطوير تعليمها وأبحاثها وملاحقة أموال الشعب من اللصوص الذين يرشوهم ويُبرئهم، وبمحاربة الفساد والإفساد وملاحقة البيروقراطية، بإعطاء الشعب الديمقراطية الكاملة وبكل حقوقه من حق الكلام والتعبير والإختيار والتظاهر وتشكيل الأحزاب وحرية الصحافة والتداول السلمي للسلطة، ونسج الثحالفات مع قوى الثورة العالمية والمنطقية، وعلى رأس كل ذلك العداء بكل الأشكال للصهيونية ووليدتها إسرائيل وداعميها الدوليين. لكن الأمر الأخطر ما يتم الآن من سلب لمنتجات ثورة 25 يناير وثورة الشعب المصري على حُثالات الإسلام السياسي ” الإخوان المسلمين “، في 30 يونيو التي يدعي السيسي محاربتها وهو يُنفذ سياساتها وتحالفاتها وقوانين دكتاتوريتها، بشكل مشين!
وللحق لم يُفاجئني يوماً موقف رئيس مصر، حتى من قبل إنتخابه، وذلك ليس كوني مُنجماً أو عرّافاً كما لدى آل سعود في القصور، بل كونه لم يمتلك يوماً برنامجاً كاملاً واضحاً في أي شيء، وكان يتخبط منذ ظهوره ويتملق ويفتعل الهدوء والحرص على الشعب دون أن يقول شيئاً ولا ماذا يُريد. فيتحدث طويلاً ولا يقول شيئاً، والسؤال الذي يلح على كل مُراقب هو: ما مصلحة مصر وشعبها من المشاركة في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ فمبيع المواد ـ أي موادـ كطعام وشراب ودواء وكساء ومواد بناء هو أولاً وأخيراً لصالح الشعب المصري، ولمصلحة إقتصاده الهش، وكذلك سفر الأفراد والبضائع وما يدفعون من نقود في المشافي، كلها لمصلحة الشعب المصري، وإن كان النظام لا يعمل ولا يريد العمل لمصلحة شعبه، فلمصلحة من إذن؟ ومن المستفيد من هذا الحصار، غير عدو الشعب المصري “إسرائيل”، والدليل أنها عدوكم هو أن دماء أسراكم لم تجف بعد، ومدرسة حوض البقر ماثلة في الأذهان، ومشاركتهم الفاعله مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على بلدكم لتأميم الرئيس المرحوم عبد الناصر قناة السويس أكبر دليل وبرهان، وإن كان هذا تقادم من وجهة نظركم، فما قولكم بتنظيم الشباب المصري نفسه وغيره للتجسس على أمن مصر الآن، وما بالكم بتخريب أراضيكم بالمواد السرطانية التي قتلت عشرات آلاف الهكتارات لعشرات السنين؟ (للاسف، في غهد تأثير أموال النفط صار من الضرورة إقناع البعض بأن إسرائيل ما تزال عدواً، وليس الشعب الفلسطيني) يا لمساخر الأقدار…!!!
هذا على الجانب المصري، لكن للموضوع جانب آخر، ألا وهو السلطة الفلسطينية، هذه السلطة التي رغم إغلاق المعبر طوال الوقت وعدم فتحه على مدار عمر هذه السنة سوى أيام لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فهي لم تعترض يوماً أو تطالب بفتحه، رغم قربها من برامج السلطة المصرية، ورغم أنهما “والنظام المصري” قارئين عند شيخ واحد وراقصين على دفٍ واحد، وكأن الشعب الفلسطيني في القطاع ليس جزءاً من الشعب الفلسطيني الذين يدّعون تمثيله، ربما معهم حق أن مثل هذا الشعب لا يتشرّف بأمثالهم، وأنه لن يستجديهم ليفكوا الحصار الناجم عن “الجغرافيا” وضغوط أمريكا وإسرائيل عليه، وأنه يعلم تمام العلم أن الذين يتخلون عن مُخيم اليرموك ولم يفعلوا شيئاً لإيقاف تذبيح سكانه، وتهجيرهم، ليمحوا بذلك رمزيته كأحد أكبر التجمعات الفلسطينية في الشتات الذي يرفع كبقية الشعب شعار حق العودة الذي يزعجهم ويدق مضاجعهم، وها هم يسكتون لما يُحاك من نفس الأطراف من مؤامرات ولنفس الأسباب لمخيم عين الحلوة في لبنان، وسيسكتون مقابل حفنة مال من قطر ومن آل سعود، ولا فرق كبير بينهم وبين إخوان المسلمين الحمساويين الذين استجلبوا “القاعدة” لتذبح وتُدمر وتُهجر في المخيم بصناعتها لفصائل مسلحة مثل “أكناف بيت المقدس”، وأيضاً بأموال قطر وآل سعود… وهؤلاء يدّعون حرصهم على الثورة، تماماً كما ادّعت ذلك قيادة المنظمة وسلّمت رؤوس شعبها وشهدائها وجرحاها، ووظفتها عند آل سعود، والنتيجة أوسلو… والسجون ملأى، والأرض تُهود وتُصادَر ،والقدس يحاولون مصادرته بما فيه الأقصى والقيامة وكل المقدسات، وحائط البراق الذي أصبح حائط المبكى دون إعتراض جدي من أحد منهم أو من الأنظمة التي تدعمهم بالمال …والمال فقط، وعلى كل حال، لن نقول لكم هنيئاً لكم بما فعلتم، بل سنقول أن شعبنا الفلسطيني خاصة، والعربي عموماً، والذي أذهل العالم بصموده رغم فساد قياداته، سيعرف كيف يفك حصاره بنفسه، وبمساعدة قوى الثورة العربية والعالمية، مهما طال الزمن أو قصر…
محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة 14

يتسابق الإعلام الرجعي، والخليجي على رأسه، بشكل هستيري، في استحضار عدو جديد مفتعل، بدلاً من عدو حقيقي قائم ، يحتل أرض فلسطين كلها وأجزاءاً من الوطن العربي، وهو الكيان الصهيوني، في محاولة لتحويل العداء، وليصبح العدو الحقيقي لاحقاً حليفاً طبيعياً معلناً وليس شبه علني كما هو عليه الآن، ولإبعاد الناس وحركة الجماهير التي ترى ودون جهد، وحركات التحرر العربية بما فيها الفلسطينية،وتعميها عن رؤية داعميه في صراعه مع حليف هذه الأنظمة الأساسي، و حرف البوصلة من جديد. وما يميز هذه الحملة الجائرة، أنواع عديدة من المثقفين يتزعمهم مثقفوا الإخوان المسلمين، والذين ما إنْ ذكّرتهم بالعدو الحقيقي حتى يهبون بك”ما الذي حشر فلسطين في موضوع اليمن؟”، وإن تمعنت وفكرت وقرأت مايقولون ويقول حكام تلك الدول وعلى رأسها حكام آل سعود، سيدهشك أن أصل الأمر يتعلق بسوريا وليس في اليمن، “رغم أهمية اليمن لآل سعود، الذي سيكون المسمار الأول في نعش آل سعود، والدلائل بدأت”،حيث أن الإخوان المسلمين الذين عقدوا الصفقات مع أمريكا،” من خلف الحركات الجماهيرية التي بدت وفي كل الدول على حق وبمطالب مشروعة”، من خلال تركيا وقيادات الجماعة في مصر، لحكم الوطن العربي بعثمانية جديدة تقودها تركيا منتزعة الموصل وما حواليه من العراق، وحلب وما حواليها من سوريا، وضمهما الى أراضيها، مسلمة الجولان المحرر ليكتمل مع أخيه المحتل للكيان الصهييوني، مدمرةً مقسمةً مصر الى كيانات مختلفة، ومعلنة عن ولايات تابعة يقودها آل سعود والإخوان المسلمين، ولما استطاعت سوريا صد العدوان بمساعدة ايران، قدّر هؤلاء أنه لولا ايران لما صمدت سوريا، ولكان أُنجز مشروعهم، ومن هنا كل الغضب الإخواني على إيران وتحميلها مسؤولية ما يجري من تصد للثورة المضادة التي يقودونها، لدرجة أنهم حاولوا وما زالوا أن ينكروا دعم ايران لكتائب القسام في غزة، من خلال أكاذيب بعض قيادييهم وعلى رأسهم خالد مشعل ربيب الحلف القطري التركي السعودي،ورفيقه أبو مرزوق صاحب برنامج الهدنة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني. لولااعترافات قادة القسام نفسها التي كذّبتهم وعلى الملأ.
اذن، يصرخون وبكل وقاحة الإخوان المعروفة، ويرغون ويزبدون، لماذا استحضار فلسطين؟ طبعاً لماذا؟ فأكثر ما يزعجهم أن تظل البوصلة في اتجاهها الصحيح، وكأن فلسطين قد غابت يوماً عن أجندة القوى الثورية والوطنية؟
أما الأمر الذي لايريدون الإعتراف به، بغض النظر أنك مؤيد أو معارض للنظام في سوريا، أنه لو لم يكن للنظام حاضنته الشعبية وجماهيريته، لما استطاع الصمود أربعة شهور وليس أربع سنوات، ولما استطاعت لا ايران ولا روسيا ولا العالم كله انقاذه، والأمر الأهم الآخر أن السوريين رأوا من يريد “تحريرهم” ،هم أصحاب “الخلطة العفنة النتنة الوهابية” والتي دعموها بأموالهم وأسلحتهم وبمخططات أمريكا وإسرائيل لهم، ولا يمكن اتمامها بدون انتاج وتصنيع واستجلاب الإخوان وتحالفاتهم من حثالات البشر في العالم أجمع، من شيشان وأفغان وما في سجون آل سعود وتونس ومصر وليبيا وعشرات الدول الأخرى،{وأهم ما يميز الإخوان أنهم لا عهود لهم ولا وثوق، لم يصدقوا بكلمة أو بوعد وإن كانت آية المنافق ثلاث، فهم بثلاثة عشر،وما دامت الأموال قادمة، فهم أكثر المُشرّعين والأصحاب لهؤلاء الحكام “وبستعشر ملّة” ومن يعترض فليقرأ}وعندما تسأل لماذا لم تقدموا أنتم وآل سعود و”حارة” قطر، وتركيا ومن لف لفكم لفلسطين عُشر ما قدمتموه لسوريا، يهبون بك ما الذي استحضر فلسطين؟!!! لماذا لم تتخذوا قراراً”مجرد قرار” جريئاً من أجل فلسطين ما دامت عندكم هذه الرجولة لهذا الحشد في اليمن، يصرخون بك العدو هو ايران، {وللحق فمعهم كل الحق ما داموا ملتزمون بقرارات أسيادهم،”قلق اسرائيلي أمريكي” من تنامي قدرة انصار الله، التي تشكل خطراً مكملاً لخطر حزب الله}،وسرعان ما ينتقلون لمحاولة ايران تشييع العرب، ناسين أو متناسين أن الأئمة الإثنى عشر هم عرب بالأساس، عرب يا عملاء العصر الجهلاء، تبعتهم ايران وتشيعت وليس العكس، وأن الشيعة شئنا أم أبينا مسلمون، ولا يعلم الأّ ربك في نهاية الأمر من المحق في تفسيره للدين، والقيم على الدين ليس لا آل سعود ولا الشيخة موزة، ولا الإخوان المسلمين، في نهاية النهايات.
وها هم ما زالوا يبشروننا بالعثمانية الجديدة، التي لم ننسَ علقم قديمها بعد، فبعد أن كنا في مقدمة العالم، أصبحنا في مؤخرته بعد ما يزيد عن أربعمائة عام من “اسلامهم الذي يؤيده الإخوان”، وخرجوا من بلادنا ليسلموها للإستعمارين الإنجليزي والفرنسي، بعد أن تركونا أكثر سوءاً وتخلفاً وجهلاً مما دخلوا، وبعد أن نهبوا بلادنا وثرواتنا وقتلوا رجالنا في حروبهم التي لم يستفد منها أحد غير تركيا، واقتطعوا في نهاية الأمر لواء الإسكندرون وضموه لبلادهم. وها هم مع الإخوان يدمرون سوريا وطنا وشعبا، وأصبح النظام”البعبع الذي أخافونا منه، والذي لم ندافع عن أخطائه أبدأ ولن نفعل” هو المدافع عن شعبه ووطنه ، لا بل والأمة العربية جميعها من غزو كوني غير مسبوق.
وما داموا مصرين على أن العدو هو ايران، ارتأينا أن نقوم بمقارنة سريعة بينهم وبين ايران، فربما توضح ما لا يريدون أن يتضح، منوهين أن ايران ليس مثال الدولة بالنسبة لنا، رغم انبهارنا بما استطاعت تحقيقه وهي محاصرة من العالم وفي مقدمتهم الإمبريالية وتوابعهم في المنطقة، إمّعات آل سعود ومن لف لفهم:
* في عصر شاه ايران وشاههم الذي كان يأمرهم بحذائه”نحن لا نشتم هنا بل نصف فقط”،كان التدخل الإيراني في شؤون الدول الخليجية على أشده، لتحديد أسعار النفط، والتبعية الممنهجة له من خلال قرارات السافاك ـ الموساد ، ومن خلال فرض كل ما تريده ايران، وحروبها التي شنتها على حركات التحرر في المنطقة، خاصة على الجبهة الشعبية لتحرير ظفار والخليج العربي، وتدمير قواعدها وأسلحتها وأماكن تواجدها في الجبال، وضرب ينابيع مياهها وتجفيفها، وقصف كل معالم الحياة لديها من أشجار وحيوانات، لم نسمع أن هذا تعدٍ على الدول العربية، وأنها قادرة على خلع شوكها بأيديها كما نسمع الآن.
* ان شاه ايران هو من احتل الجزر الثلاث من الإمارات، ولم نسمع احتجاجات رجال آل سعود الّا بعد انتصار الثورة، وليس من باب الحوار حولها بل من باب التحريض على الأمر.
* كان لدى إيران برنامجاً نووياً مدعوماً صهيونياً، لم نسمع صوت آل سعود محتجين لا همساً ولا علناً.
* ظلت إيران الشاه تتابع والموساد الثورة الفلسطينية وكادراتها وتصفيهم متى استطاعت، دون أن نسمع “لذكور” آل سعود حساً أو محاولات كلام.
* منذ سقوط الشاه، ونجاح الثورة الإسلامية، التي هي ثورة شعبية بإمتياز، احتضنها عشرات الملايين من البشر، تحت قيادة ثورية صادقة أمينة،”سواء اتفقت معها أم لم تتفق”، أول ما فعلته هذه الثورة تحويل سفارة آل صهيون الى سفارة دولة فلسطين، مقدمة الدعم لهذه الثورة من اليوم الأول لأنتصار الثورة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين إبتدأ عداؤكم لهذه الثورة المجيدة، “وبالمناسبة ازداد تحالف آل سعود مع كافور مصر الجديد الذي خان توجهات ملايين الشعب المصري الذين ارتأوا به بطلاً مثل ناصر، لمّا شاهدوا أنه لم يمزق اتفاقات كامب ديفيد، والتي حافظت على الإلتزام بها أيضا قيادة الإخوان المسلمين، بإتفاق مع الأمريكان ضمن صفقة تدمير الوطن العربي وقيادته منهم ومن أردوغان،ولما لم يقم بخطوات اقتصادية لمصلحة هذا الشعب”.
* على الفور قمتم بدعم الرئيس العراقي صدام حسين لشن حرب على ايران،بمئات المليارات من الدولارات، وبالأسلحة والدعم الغربي، بحرب استمرت ثماني سنوات، دمرت العراق وإيران ومزقت جيشهما وشعبهما وإقتصادهما.
* لما أُوقفت الحرب، ورفع الرئيس العراقي شعار نفط العرب للعرب، وازداد تأييداً لقضية فلسطين، استعديتموه وافتعلتم له شرك الكويت التي أخذت بسرقة نفطه، واستجلبتم التحالف الغربي لينهي العراق جيشا ووطناً، وحاولتم مع امريكا واسرائيل تمزيقه وما زلتم، واستجلبتم له حثالات الأرض وفجرتم شعبة وحضارته ودمرتم ثروته، بعد أن حاصرتموه سنواتٍ وقتلتم ما يزيد عن مليون ونصف المليون من أطفاله.
* ورغم ذلك، بنت إيران نظاماً ديمقراطياً، ينتخب المواطن فيه بلديته وبرلمانه ورئيسه، ومهما قلتم فيه فهو نظام المواطنة المتساوية،وخير منكم حيث لا دستور للبلاد والعباد،ولا وجود لقيادة لأي شيء خارج العائلة المالكة، وحيث البشر لديكم ليسوا سوى قطيع من الماعز، وحيث التمييز بين المواطنين داخل بلدكم نفسه،فالمناطق الشرقية حيث تسلبون النفط لا يتمتع سكانه سوى بالفقر المدقع بفضل قيادتكم.
* حاصرتم إيران مع حلفائكم وداعمي نظامكم، ورغم ذلك، ورغم أن ايران لا تمتلك نفطاً قدر كميات نفطكم، فقد قاومت الحصار معتمدة على شعبها وبنت ضمن ما بنت ترسانة عسكرية متطورة جدا، وبقيتم أنتم أكبر مستورد للسلاح في العالم.
* تابعت إيران تطورها العلمي فأرسلت مراكب فضائية للفضاءالخارجي، وأصبحت دولة نووية سلمية، وأنتم لاتجرؤون حتى أن تطلبوا هذا الأمر، لأن اسرائيل حليفكم ستعارض ذلك، كونها واثقة أن نظام دولتكم سيسقط وسيمسك شعب نجد والحجاز بعناصر قوته وسيكون بالتأكيد مناوئاً لهم، وأنتم تعلمون سر رفضهم هذا، لكنكم تصرخون مع الكيان الصهيوني، “سلاح” ايران النووي!!! أليس الأجدر بكم أن تحاولوا أن تعرفوا ما لديكم في الربع الخالي، ما دمتم لا تملكون حق النظر الى الفضاء؟!!!
* طورت ايران اقتصادها، رغم الحصار، ولم تعد تعتمد على النفط فقط فيه بأكثر من 30%، وب 70% منه يعتمد على الصناعة والزراعة، وأنتم تعتمدون بنسبة ما يزيد عن 95% في اقتصادكم على النفط، والفرق أن ايران تستفيد من نفطها كله، لأنه ملك للشعب، أما نفطكم فلا تأخذون منه سوى 25% والباقي للشركات الأمريكية ، التي ما زلتم تبوسون أقدامها، وما زلتم وبقية دويلات خليجكم تستوردون خضاراً من أمريكا لوحدها،ب30 مليار دولار سنوياً، أيها الكسالى الأوباش، هذا عدا عن استيرادكم لنفس المادة من الدول الأخرى، كما عدا المواد الإستهلاكية الكثيرة التي يستحيل تعدادها بهذه العجالة، وهكذا دواليك، وايران تعد 90 مليون وأنتم 20 لا بارك الله فيكم،وتبيع أقل من ربع ما تبيعون من النفط، وتجرؤون على اتهامها ومحاولة محاربتها، فوالله لو أرادت ايران أن تبصق في وجوهكم لأغرقتكم ومتم غير مأسوف عليكم وقت قيلولتكم الطويلة.
* طورت ايران نظام التعليم فيها وجعلت الدين كما يجب أن يكون، في خدمة الإنسان، واجتهدت فألغت”للرجل مثل حق الأنثيين”، وأعطت للمرأة كما الرجل تماماً في العمل المتشابه المتساوي، ولم تجعل من الدين مادة لتجميع حثالات الأرض كما فعلتم في سوريا والعراق، وكما فعلتم بها أيضاً من تفجيرات وقتل بعد أن أعلنت ثورتها بمعاداة الصهاينة، أم أردتم أن تلعب لعبتكم لتساعدكم وحلفاؤكم في تصعيد صراع سني ـ شيعي ليس له أي مصوغ ومعروف المستفيد الأكبر منه :اسرائيل”، نقول طورت التعليم وأصبحت نسبةالأمية تكاد تكون صفراً%،وأنتم ـ ياماشاء الله عليكم ـ وبكل أموالكم لديكم ما يفوق ال40%، وتحديداً في مملكة آل سعود، وجعلتم من الدين بؤرة تخلف وعصا في أيدي مطوعيكم، وأموالاً لتفتي كذباً برغباتكم من شيوخ الضلال العُجّز الكسالى مثلكم.
* نظام الصحة والطبابة في ايران، ورغم الحصار تطور على مستوى المهنية وليس الأجهزة، وهو نظام يكاد يغطي معظم جوانب الحياة الصحية، وأصبحت من أوائل الدول التي تعتمد على تسخير الطبيعة في العلاجات وصناعة الأدوية، أما أنتم فإن آلمتكم خصيتكم أيها المخصيون، فتحجون الى أمريكا، فهناك يحلو العلاج، وشعوبكم تموت فقراً ومرضاً وجهلاً، وتُجبرون على شراء اللقاحات من انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير غير الموجودة في بلادكم “إذا إستثنينا العلئلة الحاكمة أجلكم الله”، بمئات الملايين من الدولارات كي لا يغضب العم سام ويفرك آذانكم
* ان ما ترصده ايران للتطوير العلمي في السنة الواحدة، يزيد عما ترصده الدول العربية مجتمعة في عشر سنين، ويزيد عما ترصدونه أنتم ياآل سعود ـ رغم ترسانتكم المالية ـ بنصف قرن، “رغم أن لديكم فائضاً مالياً ثلاثة تريليون دولار،في بنوك العم سام ودون فائدة ربحية،”لأن الربا حرام” يامتخلفوا العصر والتاريخ، وشعوبكم تموت ليس جوعاً فقط بل عطشاً أيضا،” لكنكم لا تجرؤون أن تسحبوا منها شيئاً دون اذن أمريكي ومعرفة أين سيصرف المبلغ المذكور!!! لكنكم وللحق طورتم كيفية طبخ اللحم والفتيت،وهداكم الله لأكلها بشيء اسمه الملعقة، وها أنتم تُخَفِضون أسعار النفط الى اقل من سعرها الأصلي، لتضربوا اقتصاد ايران وروسيا وفنزويلا” العدو الجديد لكم كونه معادٍ لللإمبريالية وإسرائيل”، وكأن النفط ملك شخصي لكم، ورثتموه عن آبائكم، وليس ثروة شعوب المنطقة!!!، وعملتم بمبدأ”جَكَرْ في الطهارة شخ في لباسه”، فأنتم تخسرون أضعاف ما تخسر ايران.
أمّا بالملموس، فلدينا التالي:
* اسرائيل العدو الحقيقي للمنطقة، ودولة فاشية عنصرية مثلها لا يمكن إلّا أن تكون عدوةً لللإنسانية جمعاء، ولا تزال تحتل أرض فلسطين وأراض بعض الدول العربية التي ـ كما قلنا في غير مكان ـ أرض جزركم ياآل سعود جزءاً منها، جزيرتي تيران وصنافير” نخبركم بأسمائهما اللتين نسيتموهما دون شك، كما نسي حليفكم في العدوان على اليمن ـ النظام الأردني ـ أم الرشراش، مثلكم، وها أنتم لم تجرؤوا على تسميته بالعدو الاّ مجبرين في بيانات واهية مثلكم.
* ايران ما زالت تحرض وتدعو لأيام تضامن مع الشعب الفلسطيني، مثل يوم القدس، وتطالب الدول والمنظمات بذلك، وأنت لم تدعوا يوماً لا ليوم قدس و لا لرام الله، والقدس يُدَمّر كبشر وحجر وكثالث الحرمين،وكنائسه تُسرق أراضيها وتستباح، والمدافعين عن القدس يبادوا ويُقتلوا ويُحرقوا أحياء أمام عيونكم، ماذا فعلتم أنتم يا أصحاب “الحزم” في اليمن؟!!!
* ايران دعمت المقاومة اللبنانية بالسلاح والمال، حتى استطاعت تحرير معظم أراضي لبنان من العدو الإسرائيلي، قلتم أنها مقاومة شيعية، وقبل ذلك نعتم المقاومة بالشيوعية كيلا تدعمونها، ولما دعمتم بعض فصائلها حرضتموها على الآخرين من أجل الإقتتال الفلسطيني الداخلي، مادمتم تتذرعون مرة شيعي ومرة شيوعي، لماذا لا تدعمون سنة العرب ولبنان بالمال والسلاح لمحاربة اسرائيل كما دعمتم حثالات الأرض للحرب في سوريا والعراق وليبيا ومصر، والآن في اليمن؟!!!
* وعندما دعمت ايران “سنة فلسطين” لماذا تآمرتم مع اسرائيل لشن عدة حروب متتالية عليها؟ وطالبتم اسرائيل بإستمرار الحرب ليتم القضاء عليها، بدل دعمها والوقوف بجانبها؟ أم أن الفلسطينيين تشيعوا أيضاً؟ أم أن كل مَن يقاوم “اسرائيلكم” بالضرورة أن يكون شيعياً، طوبى للشيعة والله إذن، ويا له من شرف خسئتم أن تمتلكوه، لأنه يريد شرفاء ليحملوه وأنتم لستم أهلاً لذلك، ولم تكونوا يوماً!!!
* ظل قطاع غزة محاصراً مدة ثمانية أعوام، وليس لديه حتى مياه شرب نظيفة، ولم نسمع منكم اعتراضاً أو مساعدة، ولما هبت ايران للمساعدة بالمال وتكنلوجيا تطوير الصواريخ ليستطيع الناس الدفاع عن أنفسهم، رفعتم من وتيرة الحصار عليهم من خلال “كافور” مصر الجديد الذي اشتريتم نظامه بحفنة مال، فأصبح حليفكم المؤتمن، مغلقاً المعابر، مدمراً للأنفاق،ضاغطاً لتصفية المقاومة بإستمرار الحرب عليها، والضغط بمزيدٍ من قتل الأطفال.!!!
* حاصرتم الشعب اليمني منذ عشرات السنين، ووضعتم الحكام، واشتريتم الذمم، وأفسدتم، وحرمتم الشعب من استغلال ثرواته، وأبقيتم قراره السياسي بأيديكم، ورحّلتم مواطنيه وسرقتم أتعابهم، وسلمتم عنقه الى البنك الدولي، ولما ثار الشعب ضد سياستكم وجرعتكم النفطية، وضد سياستكم وتجبركم، وأياديكم القذرة من آل الأحمر وغيرهم ، قلتم آه… انه الحوثي، وكأن الحوثي ليس مكوناً أساسياً من الشعب اليمني، ثم صرختم …إنها إيران… الشيعية، محاولين إيجاد عدو وهمي، والحقيقة الساطعة أنكم أنتم الأعداء، أعداء شعبكم وأعداء شعب فلسطين ولبنان ، أعداء كل الشعوب العربية، أعداء الشعوب المعادية للإمبريالية وإسرائيل، أعداء السنة و الشيعة مجتمعين، ماذا تعرفون أنتم عن الدين، فالإسلام يحوي عشرات الملل والمذاهب، كما الديانات الأخرى، أتريدون أن تحارب فئاته بعضها البعض لتفنى ويجلس آل سعود على أطلاله وبقايا جثثه؟!!! هذا لن يتم يآل سعود ولن ينفعكم منظروا الإسلام السياسي من الإخوان المسلمين، فها هم مجرد سنة واحدة في حكم مصر،وهووا كما لم يهوِ أحد من قبل، تقولون إنقلاباً، ربما ، لكنه مدعوم بعشرات الملايين من البشر، رغم محاولة”حليفكم الجديد” سرقة آمالهم وأحلامهم وربط قرار أرض الكنانة بذيول آل سعود، و في تونس أيضاً وبإنتخابات ديقراطية هوى بهم شعب تونس من أعلى السلطة، بعد أن بدأوا بممارسة الإغتيالات التي يعرفون ممارستها عن ظهر قلب، بإغتيالهم للمناضل شكري بلعيد ومحمد البراهمي…
وفي النهاية فالشعب كما الله، تعلم من خالقه مالم تعرفون، تعلم أن يمهل ولكنه لن يهمل ….أبدا….

محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة (11)

  • منذ مدة ليست بقصيرة، يركز معظم الإعلام المصري على دور لحماس بما يجري في مصر، تركيز يزداد يوماً بعد آخر، وفي كل المرات بدون أي سند، و بتعابير فجة، مجانية، معادية، يجانبها الواقع.

  • وحماس التي وقعت في أخطاء كثيرة، أكثرها وضوحاً انحيازها لجماعة الإخوان المسلمين أكثر من انحيازها للمقاومة، وعبر سنوات طويلة، تتوج بما قامت به من مظاهرات ومرشات عسكرية مؤيدة لمرسي و”لرابعة”، كما موقفها من تدمير الوطن السوري، موقفها من محور المقاومة وايران خصوصاً، التي دعمتها بكل ما تملك، وانحيازها الواضح للمحور التركي القطري، والذي ما زال مستمراً رغم تصريحات بعض قادتها في غزة.

  • لماذا يركز الإعلام المصري على دور حماس ولا يأتي لا ببرهان ولا بدليل؟ وفي نفس الوقت لا يضع أمام عينيه، حتى لو من باب الإحتمالات الدور الصهيوني، صاحب المصلحة الأولى بتدمير الجيش المصري وتقسيم مصر؟ والأمر لم يعد سراً، فهو شعار مرفوع لدى كافة أجهزة الأمن الإسرائيلية والدولة العبرية ومراكز أبحاثها. إضافة الى ما هو واضح من الدور الصهيوني وتبنيه لجبهة النصرة على حدود الجولان المحتل ودعمه بالسلاح والطبابة، لماذا لم يفكر الإعلام المصري وبعض اعلامييه بأن هذا الكيان صاحب المصلحة الأولى في ضرب مصر وجيشها وتفتيتها، قادرعلى أن يجلب من هؤلاء الارهابيين جزءا  الى الأرض المصرية، لتحقيق ما يسعى اليه من خلالهم.

  • ماذا حول الدور السعودي ـ القطري ـ التركي ـ الأمريكي في دعم أولئك الإرهابيين، والذين تدعمهم في كل من سوريا والعراق ولبنان بكل هذا الوضوح ومنذ سنوات عدة؟ أم أن الفتات الذي يقدمه آل سعود للدولة المصرية  والذي في نهاية الأمر لا يبني اقتصاداً ولا ينقذ بلاداً وضع غشاوة على أعين الإعلام المصري وبعض إعلامييه عن رؤية الحقائق؟

  • وهل ما نراه في مصر الآن من إرهابيين مدربين بهذا الشكل الكبير، وبهذه القدرة، وبهذه الأعداد، وبهذه الخبرات، كما رأينا في سينا، يمكن أن يكون بعيداً عن داعش والنصرة وأسيادهما في المنطقة؟ وهل هذا الإنتشار السريع يمكن أن تقوم به القسام؟ ولمصلحة من؟

  • لماذا لا يقدم هذا الإعلام واعلامييه أي دليل على ما يبثونه من أخبار سامة أقرب منها الى الشائعات من الحقائق وكأنه معني بالتضليل وليس بنشر الحقائق؟

  • هل ما يقوم به الإعلام المصري هو نوع من ذر الرماد في العيون، على الدور الأكثر من سيء لما يقوم به النظام المصري حالياً من حصار قاتل غير مبرر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ دور لا يخدم القضية العربية الفلسطينية، ولا يخدم الأمن المصري، ويخدم فقط الكيان الصهيوني، وفي نفس الوقت يؤذي الإقتصاد المصري ويحاول أن يمزق إرادة الشعب المصري الذي وقف دوماً مع القضية الفلسطينية؟ وهل موقف الإعلام هذا، ليعمينا عن الدور الداعم للإرهاب الذي تقوم به دولة آل سعود الوهابية؟ وكي لا نفكر أن هذه الدولة لها أصابع واضحة مع دويلة قطر ودولة أردوغان والكيان العبري في ما يحدث في مصر الآن؟ وهل سيكون كل هذا الضجيج الإعلامي الكاذب مقدمة لمحاولة ضرب المقاومة الفلسطينية في غزة وتصفيتها بعد أن فشل الكيان الصهيوني في ذلك؟

  • لم نكن نحب يوماً الإخوان المسلمين، ونعرف أنهم في معظم الأحيان لا عهود لهم ولا صدق، وأن مصالحهم فوق أي اعتبار، لكن حتى مصالحهم هنا لا تخدم ادعاءات الإعلام المصري، والذي انتقل لتشويه حركة المقاومة الفلسطينية وليس حركة الإخوان المسلمين كجماعة، الأمر الذي يزيد من الشكوك في الدور الذي يلعبه هذا الإعلام وهؤلاء الإعلاميين.

  • إن مصر كدولة وشعب وجيش مطلوبة للثالوث غير المقدس، الإمبريالي ـ الصهيوني ـ الرجعي، والذي حاول وما زال لتدمير الجيوش العربية الأساسية في العراق وسوريا ومصر، وتفتيت وتقسيم هذه البلدان خدمة لمشروعهم في المنطقة، المشروع الجديد، “الفوضى الخلاقة”، وطبعاً بدمائنا نحن لتحقيق مصالحهم هم، وبأموالنا نحن التي يبذرها ويدفعها آل سعود ودويلة قطر.

  • على الإعلاميين المصريين من وطنيين وقوميين، وحتى للذين يريدون الحقيقة فقط، ان يسألوا أنفسهم السؤال التالي: لماذا كل هذا الدعم بالمال (مليارات) والسلاح (مخازن الأطلسي وأمريكا وإسرائيل تقدم لهذه الجماعات) ولم يقدم يوماً على مدار ما يقارب السبعين عاماً، قطعة سلاح واحدة للقضية الفلسطينية،ومن قبل ولادة حماس أو غيرها من تنظيمات الدين السياسي في الساحة الفلسطينية؟ وهل مثل هؤلاء يريدون خيراً لمصر وللشعب المصري؟

محمد النجار