الإسلام الأمريكي وأدواته في المنطقة

لم يكن تفجير الضاحية الجنوبية بالأمس، إلا مجرد هروب للأمام للتغطية على ما يدور في المنطقة كاملة من هزائم للمحور الرجعي العربي ، بقيادة آل سعود، وفي نفس الوقت محاولة يائسة للفتنة والتفتيت للتحالف اللبناني الفلسطيني، ، الأمر الذي يجعل حق العودة في مهب الريح، . وإذا أردنا الدخول في بعض التفاصيل نورد التالي:

* ما يدور على الجبهة السورية من انتصارات متتالية وسريعة في كامل الجبهات، الشمال والوسط والجنوب والقلمون و”الحبل على الجرار”، ما يعني أن الجبهة الرئيسية المستهدفة تخرج من بين أيدي هؤلاء الحثالات والدول الرجعية المتصهينة التي تقف خلفهم بقيادة آل سعود، الأداة الأكثر طاعة للصهاينة والإمبريالية الأمريكية، لذلك نرى كل هذا الإستكلاب الأمريكي وقصفه المتتالي للبنى التحتية السورية وتدمير لمنشآت النفط السورية، الأمر الذي لم يفعله وهي تحت سيطرة داعش والنصرة وأخواتهما، ونفطها يُسرق ويهرب عبر تركيا ويُباع للكيان العبري. والأمر كذلك بالنسبة لقاعدة الإمبريالية المتقدمة في المنطقة. الكيان الصهيوني المستفيد الأكبر من هذه الحرب الكونية على سوريا، والمنطقة عموماً سواء في العراق أو اليمن او مصر والجزائر وليبيا، فدوره في العراق من خلال أعماله الإرهابية الممولة من آل سعود وتقتيله لعلماء العراق، وتهديمه لبنيتة الأساسية (الإنسان العراقي والجيش العراقي) لم  ننساها بعد. وكذلك الحال لحكومة “الإخوان المسلمين” (العثمانية الجديدة)، الذين يريدون قضم الأراضي السورية، والذين يشكلون الذراع المتقدمة لحلف الناتو بعد اسرائيل، وكلهم بقيادة الإمبريالية الأمريكية.

* كذلك الحال في العراق، حيث الحشد الشعبي والجيش العراقي يتقدم ، لكن تقدماً بطيئاً لأنه يصطدم بالعرقلة الأمريكية دائما وأبداً، حيث لم يكتفِ الأمريكي بعدم إعطاء الجيش العراقي الأسلحة التي دفع ثمنها مسبقا، بعد أن فتّت جيشه وأضعفه وجرده من سلاحه، وفرض على العراق دستور بليمر الطائفي، ويرفضون السماح بتغيير الدستور الى دستور حداثي بعيدا عن الطائفية، فإن طائراتهم  أيضاً تقوم بإلقاء الأسلحة لحثالات الأرض من الدواعش والنصرة وخلف خطوطهم، وتعرقل الحشد وتقدمه لتنقذ قادة داعش وتنقلهم الى أماكن أكثر أمنا (كما حصل في تكريت، ليكونوا احتياطاً لهم في مشروعهم التدميري للوطن العربي والذي لم ينهزم بعد)،  وتم بعث المئات منهم في طائرات تركية وقطرية الى الجنوب اليمني ، وكما تم في ما أسموه عملية تحرير الاسرى  الأكراد من سجن عراقي، وكذلك من خلال طائرات الشحن العملاقة التي نقلت السلاح لتلك الحثالات في “تلعفر” في الموصل، وما زالت تعرقل قوات الحشد الشعبي وتحاربه بكل قوة وتحرض عليه طائفياً ومذهبياً وإعلامياً من خلال إعلام آل سعود و الشيخة “موزة” في حارة قطر، التي موّل أولادها وأحفادها حثالات الأرض الدواعش ب 32 الف سيارة تيوتا رباعية الدفع في سوريا فقط ، عدا السلاح والأموال، وما زالت، هذا عدا ملوك الرمال في مملكة آل سعود، والتركي الذي فتح أبواب بلاده لعشرات الآلف من الإرهابيين بأموال سعودية قطرية، وبأوامر أمريكية اسرائيلية.

*كذلك الأمر في اليمن، حيث يتم دك مواقع آل سعود وتحالفهم وكل مرتزقتهم سواء في باب المندب أو تعز أو المدن اليمنية المحتلة من آل سعود، والذي يتوج كل يوم بإحراق عشرات الاليات والجنود، من جنود آل سعود ومرتزقتهم، والغريب الطريف في ذات الوقت فإن الأمريكي وأتباعه لا يريدون أن يروا تمدد داعش والقاعدة في حضرموت وعدن وبقية مدن الجنوب، فأولئك رغم كونهم قاعدة لكنهم ليسوا ارهابيين ولا يجب محاربتهم، لأنهم في المكان الصحيح!!! واليمن الذي يعوم على ما يقارب ال35% من النفط العالمي والمحروم من استثماره بسبب آل سعود وتأثيراتهم المتتالية على حكومات اليمن، حد التبعية المطلقة، كما الحال في المعادن المختلفة والكثير من المواد الخام مطلوب أن يبقى مطية لآل سعود وأسيادهم من الكيان العبري الذي يدك المدن اليمنية بطائراته مع الإمبريالية لأمريكية ، ليبقى اليمن فقيراً هزيلاً تابعاً لا يستطيع التحكم لا بخيراته ولا بموقعه الإستراتيجي.

* والأمر يتكررفي فلسطين، كون القضية الفلسطينية هي المستهدف الرئيس مما جرى ومن كل ما يجري، وكون الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من كل ما يجري.، لذلك فانطلاق الإنتفاضة الفلسطينية من جديد رغم كل محاولت إيقافها وقمعها وطمس فاشية المحتل في التعامل  معها، ورغم ضغوط الرجعيات العربية المتصهينة على قيادة السلطة، هذه القيادات التي تقود الجامعة العربية المخصية والتي ما قدمته على مدار عمر القضية الفلسطينية كلها في القرن الأخير لم يصل إلى عُشر ما قدمته للحثالات البشرية في سنة واحدة، الأمر الذي يتطلب حرف وابعاد التركيز العربي والدولي عنها مادام ليس مقدور ايقاف فعالياتها. لذلك كله يجب التفجير والقتل ما أمكن في محور المقاومة، المحور الذي يقف ببسالة ضد حثالات الأرض وأسيادهم الصهاينة والأمبريالليين وتوابعهما من رجعيات عربية متهالكة متصهينة، وليكن في المكان الذي لم يستطيعوا تدميره، لبنان، وتحديدا ضاحيته الجنوبية حيث حزب الله، قائد حركة التحرر الوطني العربية بامتياز، والترويج أن من قام بذلك هم فلسطينيون، ليشتبك المخيم مع المقاومة اللبنانية ويصبح حق العودة نفسه مهدداً وبأيدي الثوار أنفسهم من لبنانيين وفلسطينيين. وأمام تحقيق أهدافهم في تفتيت الأوطان كان لا بد من استخدام ذخيرتهم الرئيسية في ذلك ، وهم “الإخوان المسلمين” ومرجعيتهم الأساسية أردوغان وحزبه العثماني الجديد، فكانوا هم خميرة تدمير سوريا، وهم خميرة تدمير اليمن من خلال حزب الإصلاح، وكذلك في تونس ومحاولات الفتنة الداخلية من خلال سياسة الأغتيالات ضد اليسار التونسي والذي اتهم فيها حزب النهضة الإخواني، وكذلك الأمر في مصر ومحاولة تدمير الدولة هناك ،رغم موقفنا الواضح من نظام السيسي، لكن هذا لا يبرر تدمير الجيش وتقتيل الوطن، والأمر نفسه كان قد تم في الجزائر من خلال جماعة عباس مدني، وما أوصلوا إليها ليبيا باسم ديمقراطية الناتو التي لم يؤمنوا بها يوماً لكنهم يدمرون باسمها الأوطان، وكيف قسموا السودان باسم الدين الأمر الذي لم يقم به أي نظام ديكتاتوري بما في ذلك نظامي عبود ونميري. وهاهم باسم الدين أيضاً برسلون جنود السودان الفقراء ليَقتلوا ويُقتَلوا في اليمن تحت أوامر آل سعود الذي يعتبر نفسه قد استأجر بضعة عجول لا أكثر، في الوقت الذي ينهار فيه السودان كوطن ومواطن تحت ذات القيادة التي تتاجر بالوطن والمواطن وأوصلت السودان الى الحضيض على كافة المستويات. وفي فلسطين حيث تحاول بعض قياداتهم توقيع هدنة طويلة مع الكيان الصهيزني من خلف ظهر الشعب كما فعلت تماماً قيادات أوسلو، فداعش ليس هدفاً أمريكياً، والقاعدة كذلك، وإن كان يضرب هذا القائد الميداني أم ذاك بين وقت وآخر لذر الرماد في العيون، فالسيدة كلنتون تعلن مجاهرة في الكونغرس “أنهم كانوا مضطرين لدعم  القاعدة”، ويعلن توني بلير “أن بلاده وأمريكا خلف ظهور داعش” ويعلن أوباما بكل صفاقة “أن داعش خرجت عن السيطرة” الأمر الذي يدلل على طبيعة العلاقة التي تربطهما، رغم كل ما يحاولون ترويجه من أكاذيب حول محاربتهم للإرهاب…  وفي النهاية، فهذا جزء من ضريبة النضال والمقاومة، فعلى الشهداء الرحمة والشفاء للجرحى والصبر لأههاليهم ولكل جمهور المقاومة.

محمد النجار

أبشروا وهللوا… السُلطة “ستطول الزير من البير”

ليست سوى جريمة أخرى تُضاف إلى سجل الدولة الصهيونية، جريمة إحراق الطفل الرضيع علي الدوابشة وأخيه ووالديه، بالنسبة لهم لا تزيد ولاتُنْقص في سجلهم الإجرامي شيئاً، بل إنها الطريقة الأنسب لبقاء دولتهم أطول مدة ممكنة على قيد الحياة، ألم يقل رئيس وزرائهم الأسبق ورئيس عصابة الهاغاناة مناحيم بيغن”في بداية غزوهم المدعوم من بريطانيا العظمى”، أنه “لولا المجازر لما قامت دولة إسرائيل”*، وربما سيطالبون “سلطتنا المُبجلة” بالتعويضات ، ألم تُقرر جولدا مئير أنهم “لن يسامحوا الشعب الفلسطيني لأنه يُجبرهم على قتل أطفاله”، وبتفسيرهم، لو كانت هذه العائلة قد غادرت أو هاجرت لما كان بالإمكان حرقها، لكنها بقيت في أرضها وصمدت وعاشت على الزيتون والزيت والزعتر والميرامية ، وبضع دجاجات سارحة في الحقل، الأمر الذي “أجبر” المستوطنين مدعومين بقوات جيش الدفاع ـ لاحظوا الدفاع ـ الإسرائيلي، ليقوموا بحرق هذه العالة أحياء وهم نيام، وبما يقومون به كل يوم، على قاعدة مناحيم بيغن نفسه،”العربي الجيد هو العربي الميت”،وبالنسبة إلى عائلة الشهيد الصغيرة، إن عاش أحد أفرادها بعد أن أكلت النيران أجسادهم بهذه النسبة الكبيرة”الأب60% والأم 90%والأخ 80%”، وبعد أن يفيقوا من غيبوبتهم، ستكون فاجعة عند إكتشافهم لإستشهاد رضيعهم، وفاجعة أكبر لكيفية الإستشهاد، وأما الشعب فسيزداد غضبا وغلاً، وسيزداد تأكُداً أنه “لا يفل الحديد غير الحديد”، لكنه سيواجَه أولاً وقبل كل شيء بالسلطة التي ستحاول وضع حد ولو بالقمع أو السجن أو التسليم للإحتلال دون ضجيج، بمجرد هاتف واحد عن المكان المتواجد فيه المعني ـ ، وينتهي الأمر بإستشهاده ـ ، أو إعتقاله ـ ، وستدين بدورها الجريمة وتستنكرها و”يا دار ما دخلك شر”.

الأمر الذي ما يزال يُحيِّر الكثيرون، أن هذه السلطة ما تزال تتعامل مع شعبها كقطيع أغنام، وكأن الشعب “بصم” لها على “بياض”أو خوّلها لتفعل ماتريد وبمن تريد ومع من تريد من أعدائه وأعداء الأمة، ودليلنا أنها حتى لم تستشره مرة واحدة لأي من تنازلاتها المستمرة وغير المتناهية، ونتيجة طبيعتها المتآمرة التي تأصلت وتعمقت فيها منذ سنوات، منذ فترة ما قبل التفاوض، واستمرت في سنوات التفاوض وظلت حتى الآن، فإن جل ما تحاول فعله هو إخفاء الحقائق عن الناس وليس تغيير نهجها الفاشل والمذل في الوقت نفسه، فعلى الأقل طالِبوا  الصهاينة أيها السادة أن يتم التعامل بالمثل في القضايا المتشابهة ـ إذا كنتم تعتقدون أن الجلاد والضحية متشابهان ـ، فمثلاً في الوقت الذي امتلأت به سجونكم ضد المناضلين حتى الإشباع، حتى مِن الذين لم يمارسوا الكفاح المسلح، واعتبرتموهم محرضين، فعلى امتداد ربع القرن الماضي من مفاوضاتكم الهزيلة العبثية، لم يتم إعتقال أي صهيوني واحد ولم تُقدم ضد أي مجرم منهم أي لائحة إتهام واحدة، “حتى بمن فيهم من إعتدى أو قتل أبناء الشعب الفلسطيني المحتل منذ عام 48 “المحسوبون أنهم “مواطنوا دولة” ولهم نفس الحقوق!!!”، بل إن القضاء الصهيوني في الدولة العبرية رفض إعتبار  وتصنيف هذه المنظمات الفاشية التي تعمل ضد العرب أنها منظمات إرهابية. في الوقت الذي وافقتم حتى على عدم مُساءلة أو التحقيق مع أي من عملائه “الذين تركهم ليستمروا في العبث بأمن الوطن والمواطن وتحت أعينكم وبحمايتكم”حتى ولو كان قاتلاً!!! يالها من ثورة وسلطة ثورية على أي شبر “يتم “تحريره!”!! أنسيتم شعاراتكم التي كنتم تحاولون فيها تبرير إتصالاتكم مع الصهاينة أمام الرفض الفصائلي والشعبي والمؤسساتي أيضاً؟!!!

وكما يطالب الرئيس وسلطته مُحقين حركة حماس بالإفراج عن معتقلي الفصائل الأخرى،”وكذلك تفعل حماس محقة”، إذن لماذا لا يطالب الرئيس الفلسطيني بأن يعتقل الإحتلال أيضاً من يهاجم أو يطلق النار أو يدمر المقدسات أو يقتلع اشجار الزيتون أو يسمم المياه أو يقتل الحيوانات أو يقتل البشر من الفلسطينيين بدم بارد؟ ولماذا لا يهدد هو أيضاً بأن يقتحم المستوطنات ويعتقلهم كما فعلت وتفعل الحكومات الصهيونية المتعاقبة مُستبيحة مدننا وقرانا ومخيماتنا وأحياءنا؟ وليرى أنه لو فعل ذلك مرة واحدة كيف ستتغير الأمور، و”أكثر من القرد قبحاً لن يخلق الله” كما يقول المأثور الشعبي، وحتى لو رأيتم أنفسكم ضعفاء، فمن باب ” إن البعوضة تدمي مُقلة الأسد”، أم أنكم “أسد علي”نا “وفي الحروب نعامة” وإن كان الخوف يأكل عباس وفريقه، فليسمح للشعب بفعل ذلك ويختبئ خلفه، أم أن الأمر له علاقة بالمصالح التي تراكمت حتى وصلت للأبناء والأحفاد، الذبن “والحمد لله” يتمرغون في عزّها؟

نعم ، لقد سمعناه يلوح بتقديم “اسرائيل” لمحكمة الجنايات الدولية، وليته يفعل، لكن  تقرير غولدستون ما زال ماثلاً في الذهون، الذي طالبت سلطتكم بسحبه، وسحبته، تجاوبا مع مصالحكم رغم رجاء كل المنظمات الحقوقية المناضلة لكم، وضربتم بعرض الحائط مصالح الشعب العربي الفلسطيني برمته، وبررتم ذلك بالضغوطات العربية، ونسيتم أن القرار الفلسطسني مستقلاً كما أخبرتمونا أمام كل تنازلاتكم، ولماذا لم تفعلوا شيئاً حتى الآن لنفس المحكمة على جرائم الصهاينة في حرب غزة الأخيرة التي مر عليها ما يزيد عن عام كامل، والتي  ـ في حال نسيتم ـ حرقت بالقنابل المحرّمة دولياً حوالي 2500 شهيد وما يزيد عن عشرة آلاف جريح معظمهم من الأطفال والنساء؟!!! وما دامت تؤثر بكم الحالات الفردية أكثر، أخبرونا ماذا فعلتم بقضية الشهيد محمد أبو خضير الذي أحرقوه حياً ومثلوا في جثته أيضاً؟!!!

وما دامت سلطتكم” أدامها الإحتلال” وليس الله كما تعلمون، ترغي وتزبد وتهدد بالجنائية الدولية، وبأنكم “ستطولون الزير من البير”،فلماذا تواطأتم وكنتم السبب في عدم طرد “اسرائيل ” من الفيفا؟ ولماذا أسقطم الدعوى ضدهم في سويسرا؟ ولماذا رفضتم وما زلتم رفع قضايا ضد جرائمهم في الكثير من الدول الأوروية رغم أنها لن تكلفكم شيئاً ومنظمات حقوق الإنسان ستتابع القضايا برمتها؟ وفي النهاية ما هي الضمانة بأن سلطتكم لن تسحب الدعوى كما سحبتم ما قبلها في أكثر من مكان؟!!! أأنتم تعتقدون أننا سنصدق “أيمانكم” ووعودكم؟ ألم يقل المأثور الشعبي:”قالوا للحرامي إحلف، قال جاء الفرج”…

اسألوا أنفسكم ماذا فعلتم بهذا الشعب؟ أين أوصلتموه؟ إلى أي حضيضٍ تسيرون به؟ فالثورة الفييتنامية رفضت إلاّ أن يظل هدفها الإستراتيجي توحيد شطري فييتنام، إعتمدت على شعبها وانتصرت، والجزائريون قدموا مليون ونصف المليون شهيد ولم يتنازلوا عن شبر واحد من أراضيهم، وحزب الله رفع شعار تحرير الأرض والأسرى وانتصر دون أي تنازل، والإيرانيون حققوا ويحققون ما يشاؤون بإعتمادهم على شعبهم، لكن الصحيح أيضاً أن الجميع منهم امتلك قيادة ثورية لا تساوم ولا تُفرّط، قيادات لديها كرامة شعبها من كرامتها، وكل شيء يهون أمام الكرامة والعزة، وليست  قيادات فاسدة ومُفسِدة وكل كرامتها محصور في المبلغ القادم من محور آل سعود ـ قطر والإتحاد الأوروبي، نعم أين أنتم من تلك القيادات؟ أنتم تتنازلون عن ثلاثة أرباع فلسطين، وتساهمون في تقسيم ما تبقى منه، فإما أن يلتزم الجميع ببرنامجكم الإستسلامي وإما لا وحدة ولا برنامج وطني ولا إصلاح ولا حتى فتح معبر ليعيش 2 مليون محاصرون ومسجونون منذ عقد تقريباً دون غذاء ولا مياه صالحة للشرب، وتحت أنقاض بيوت مدمرة جراء حروب عدة، وأنتم تبيعونه في سوق النخاسة.

حتى قي قضية الأسرى الإثنى عشر ألفاً حينئذٍ، والتي سقطت سهواً ـ حسب تصريحاتكم أنتم ـ عند توقيعكم على اتفاق أوسلو، قضية الأسرى، تخيلوا أيها السادة تسقط سهواً من قيادة وطنية وثورية تخوض معركة تحرر وطني وربما ديمقراطي أيضاً!!! يا لمهازل القدر، يا لمساخر الزمان، قضية 12000 أسير تسقط سهواً، الأمر الذي دلل بوضوح على مدى انسجامكم مع قضايا شعبكم وإحساسكم به!!!، إنها مهزلة من مهازل القدر وجود قيادة هزيلة وبهذه المواصفات تقود شعباً بهذه العظمة والرفعة والصمود، شعب كلما زفّ إلى الأر ض شهيداً، عانقت زغاريد أمه وجه السماء، وصاح رفاقه بأن تطلب الأرض من الدم المزيد!!! انظروا كيف سخّفتموه وحقّرتموه وأوصلتموه لدرجة من البؤس والإنحطاط للدرجة التي رفض الأحتلال الإفراج عن عشرين أسيراً معظمهم من حركتكم التي وقعت الصلح المذل، مسجونون منذ عشرات السنين، انظروا الى قضية مبعدوا كنيسة المهد كيف حرموهم من العودة الى مدنهم بعد صفقتكم المشبوهة مع الإحتلال على حساب قضيتهم ونضالهم وعائلاتهم، ورغم ذلك نسألكم لماذا أعدتم عشرات المرات “المستوطنين” الضالين أو الهاربين من حجارة الصبية الى مناطق السلطة في المدن؟ لماذا لم تحتجزونهم وتطالبون من عقدتم معهم الإتفاقيات بإطلاق سراح اسرانا ـ الذين فقدوا الأمل او كادوا بكل قضية ـ مقابل إرجاع مستوطنيهم؟ قولوا أنكم جبناء أو لا تريدون المواجهة لئلا تتضرر مصالحكم، أم أنكم تقومون بكل ما يلزم ليعيش هذا الكيان كما يحب وكم يريد؟ وها أنتم ما زلتم حاملين “حرف السين” على أطراف ألسنتكم التي خدّرها “الويسكي” هاتفين سنفعل وسنقوم وسندافع وسنقاتل و سَ وسَ وسَ…، حتى إذا راجعكم الصهاينة أقسمتم صادقين أنكم كنتم سكارى، وليس عليكم بذلك حرج، وأمام شعبكم يمنحكم الويسكي شيئاً من الشجاعة لتكذبون وتزايدون… لكنكم أيها السادة لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئاً، فأنتم مكبلون وكبلتم شعبكم، وخرساء وتحاولون إخراس شعبكم وجبناء رغم كل “الخطابات” والوعودات و”التهديدات” التي تُطلقونها دون جدوى في الفضاء، وينطبق عليكم قول جرير في الفرزدق:

زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً………………… أبشر بطول سلامة يا مربع

*الأمر نفسه يفعله حثالات داعش والنصرة وأخواتهما                                                                                    محمد النجار

كان صديقي قبل أن أصير مديراً

أكاد أجزم أننا كنا أصدقاء، وفي مرحلة لاحقة أصبحنا رفاق درب سياسي، وقبل هذا وذاك فقد تربينا سوياً ويعرف أحدنا الآخر كما يعرف نفسه، ولم يغضب أحدنا من الآخر أبداً، وضحكنا كما لم نضحك من قبل عندما اكتشفنا في بداية سنوات الشباب أن كلانا كان مُعجب بنفس الفتاة في سنوات المراهقة الأولى، دون أن ينبس أي منا ولو بكلمة واحدة عن هذا الأمر، رغم أننا بحنا بأسرارنا الغرامية أحدنا للآخر عن فتيات أخريات، ربما لأننا كنا نحس دون كلام مشاعر بعضنا نحو تلك الجميلة ذات الضفائر الطويلة الشهباء، والعيون الملونة التي لا تستطيع أن تحزر ألوانها مهما حاولت وتمعنت بهما، لذلك كان معظم أترابنا منقسمين ما بين تحديد لونيهما اللتين لم يحصل إجماع عليهما رغم الإجماع على جمالهما الساحر الذي يخلب العقول والقلوب. وكي لا تذهبون بتفكيركم بعيداً عن الموضوع، فقصة الفتاة إنتهت منذ سنوات، رغم أنها كانت تبتسم لنا الإثنان بنفس الدرجة، وربما للآخرين أيضاً، وكوني  كنت أكثر منه جرأة فقد دعوتها إلى مقهى في المدينة، شربنا القهوة وتحدثنا طويلاً ، ونسقنا لمظاهرات بين مدارسنا الثانوية، قدناها سوية وهو إلى جانبي دون أن أتفوه بكلمة واحدة عن لقاءاتي معها التي تتالت لفترة غير قصيرة، قبل أن تنتهي عندما سافرت إلى الدراسة وانقطعت أخبارها بعد أن قطعت الجسر المؤدي إلى الأردن، الأمر الذي جعل مدينة رام الله بالنسبة لي مدينة خاوية، فارغة، غريبة، كأنني لم أعش بها ولا أعرفها. لكن هذا ذهب وانتهى منذ سنوات، ولا علاقة له بما أريد التحدث به.                                                                                                   غادر هو أيضا لاحقا للدراسة، ودرست أنا في جامعة محلية، وتخرج كلانا وعاد هو والتقينا وفرحنا بلقائنا، وعدنا كما كنا وعادت مدينة رام الله كما نعرفها، مدينة شابة، جميلة، راقصة، تعلو ثغرها ابتسامة دائمة، خاصة بعد أن بدأت الإنتفاضة وتعمقت في الناس والشجر والجدران وغيمات السماء، وكنا نحن كما المدينة في كامل فرحنا رغم مرات الإعتقال وسنين المطاردة.                                                                                                                       وجاءت السلطة محمولة على أكتاف إتفاق أوسلو، وعرضوا علينا العمل كمدراء، وقبلت أنا ورفض هو، ومنذ ذلك الوقت بدأت أشعر بفتوره نحوي، ورغم محاولاتي المتكررة لإبقاء الأمور على ماهي عليه إلّا أنني دائماً ما لاحظت الجفاء المتستر بغشاء أدب مجبولٍ بالأسف والحسرة على الخوالي من الأيام، وعلى شيء عزيز قد فقده. ورغم أنه ينفي الأمر ويقول أنه رغم توقعه لنهايتي منذ تلك اللحظة، إلّا أنه ترك الأمر حتى غدا واضحا كشمس حزيران. وفي لقاء معه أقسمت له أغلظ الأيمان أنني لم أتغير قط، لكني قرأت تكذيبي في عينيه، وفي أحسن الأحوال تشكيكه في كلامي، وطالبته أن ينظر في عيني اللتان كادتا أن تغرورفا بالدموع ندماً وأسفاً على إحتمالية فقداني لصديق صدوق مثله، إلّا أنه في تلك اللحظة بالذات وقف على قدميه، راميني بنظرة استهزاء نادراً ما عهدتها في عينيه، وتركني في مكاني دون كلام وذهب، ولم يعد بعدها أبداً، ناسياً صحيفة الصباح التي جلبها معه على الطاولة التي كانت بيننا، وتذكرت حينها لكن بعد فوات الأوان لمّا كنا ما نزال في المرحلة الثانوية، عندما كنت أطالبه كما الآن تماماً أن ينظر الى عيني ليعرف مدى قدرتي على التحكم بدموعي، أنثرها عندما أريد وأحجبها عندما أريد، وضربت بيدي على الطاولة التي كانت بيننا، وأرجعت عيني على الطاولة آسفاً على نسياني للأمر برمته، فوقع نظري على آخر مقال لي، كان قد فتح الصحيفة عليه ربما ليريني إلى أي درجة من “الإنحطاط” وصلت، بحسب تعبيراتهم، غير مدركٍ أن التغير والتطور سمة إنسانية، وأن ما طرأ عليّ يندرج في نفس السياق، أو على الأقل كون المرحلة نفسها قد  تغيرت، وأنه كما لهذا التغير أسبابه وظروفه، فله نتائجه أيضاً، وهذه النتائج بحاجة إلى رجال من نمط مختلف.  وكنت سأشرح له الأمر، وأوضح له أن لمركز المدير ثمن عليّ دفعه كيلا أفقده، وربما لو بقي لأعترفت له وذرفت دموعاً حقيقية على كتفيه، شارحاً له أن الوقوع من علو هو أمر مؤلم، وقد لا يحتمله مثلي، وأنني لست مثله، فإن وقع هو لن يؤثر عليه الأمر شيئاً لأنه ما يزال على الأرض يسير، ، فهو من رفض أن يكون بهذا العلو والإرتفاع، وما ذنبي أنا بقراره؟!!، كما أنني سأكون في لجنة مفاوضات قادمة، ومن يدري فربما صرت وزيراً، فأنا “أحب صعود الجبال”، وأُفقي ليس له حدود، وهذا كله مفيد لهم أيضاً، ألم أكن واحداً منهم؟!!! وهذا له ثمن، وليقل لي ماذا علي أن أفعل غير ما فعلت، شرط أن لا أبقى بوضعه. فعلاً لا أدري ماذا سأفعل، فاختياري وحسمي للأمور ربما جاء متأخراً، حتى الأصدقاء الجدد الذين صرت واحداً منهم ما زالوا ينظرون إليَّ نظرة شك وريبة تمنعني من الإنصهار بينهم، وأصدقاء الأمس يعتبرونني بعت نفسي بثمن بخس، فماذا علي أن أفعل؟!!! فليس ممكناً أن أكون بنفس قدر إحترامه وبنفس دخل المدير، وبالتالي”فلم  أبقَ حمامة ولا صرت غرابا”،  كما أنني لا أريد أن أعود حمامة من جديد. آه… كم أتمنى أن يغفر لي وبقية رفاق الأمس فالله نفسه غفور رحيم، فما أقسى نظرات عيونهم!!! إنها سياط تلسع جسدي، لكني سأعتاد عليها بعد فترة …بالتأكيد.                                                                                                                                                                                                                          محمد النجار

معركة القلمون … بداية النهاية لحثالات الأرض

بدايةً، يجدر التأكيد بأن وصف هؤلاء الأنذال بالحثالات، هو من منطلق إنساني وليس سياسي، فسياسياً هم مجموعات إرهابية تكفيرية، تعمل تحت سقف وبرامج أعداء الأمة العربية من امبريالية وصهيونية ورجعية عربية وإسلامية، في محاولة لتحقيق برامج هؤلاء الأعداء، ولأسباب مختلفة ، منها العقائدي أو الكسب المالي، أو الإرتباط الأمني المخابراتي. لكن البداية الأكيدة كانت بإطلاق سراح المئات منهم من السجون العربية حيث كانوا محكومين بجرائم القتل والإغتصاب والسرقة و…، وتحديداً من سجون آل سعود مقابل القتال في سوريا …..إلخ. أما الجانب الإنساني فيتعلق بالجرائم المقززة من قتل البشر ذبحاً وحرقاً وأكل قلوبهم وأكبادهم بطرق حيوانية بهيمية مقرفة ومقززة، وخاصة الضعفاء منهم من نساء وأطفال وشيوخ وأسرى وجرحى من مخلفات المعارك، كما قتل الآخر المخالف لهم في الرأي أو العقيدة أو التفكير، عدا الصهاينة بالطبع، كون مشروعهم يصب في صميم مصالحه، وامتهان إنسانية البشر من سبي النساء وبيعهن في أسواق نخاستهم، وأخذ الأطفال من أحضان أمهاتهم ليكونوا أدوات قتل وتفجيرات انتحارية ضد الآخر، بعد اللعب بعقولهم القاصرة، وفرض الجزية على منتسبي الديانة المسيحية والذين هم سكان المنطقة الأساس وأصل حضارتها، بما يعني ذلك من امتهان إنسانيتهم ومسخها بهذا اشكل الفج، كما تدميرهم للكنائس والمساجد والمقامات، وتدمير الآثار وحضارات المنطقة، والإتجار بهذه الحضارة بتفكير ملتو ” الآثار حرام لكن التجارة بها مع الإسرائيلي والغربي حلال”، كما التجارة بالأعضاء البشرية على نطاق واسع وفي جزء كبير منها والبشر أحياء، مع الإسرائلي “وغيره”، صاحب الخبرة الأوسع في هذا المجال….

*من الواضح أن من أهم أهداف الحرب الكونية على سوريا، عدا عن ضرب الجيش السوري وإضعافه وتفتيته، كمقدمة لقسيم سوريا إلى دويلات طائفية ومذهبية، لما لهذا الأمر من انعكاسات على محور المقاومة والدور الإيراني الثوري على هذا الصعيد، هو ضرب المقاومة اللبنانية بعد عزلها، كمقدمة ضرورية للقضاء عليها كبداية لا بد منها للقضاء على المحور نفسه. إذن فالموضوع هو عزل وقطع امدادت وتسليح ثم استنزاف مستمر وإضعاف للقضاء على المقاومة نهائيا، كمقدمة للقضاء على المحور نفسه. والأمر لا يتطلب ذكاءً كبيراً ليدرك المرء أن المستفيد الأكبر من الموضوع هو الكيان الصهيوني، المنخرط في الحرب بشكل لوجستي ـ مخابراتي ـ مزود بالأسلحة ـ والمساعدة العسكرية المباشرة أحيانا، لهذه الحثالات البشرية في داعش والنصرة وأخواتهما والتي كان آخر إنجازاتها المُمْتثله لنصائح الصهاينة (ليدخل الصهاينة على الخط كمنقذ للدروز)  هي المجزرة ضد دروز سوريا في الجنوب السوري، ولهذا السبب أولاً كان تسللهم (بمساعدة أقطاب من 14 آذار وبعضهم أعوان وتابعين للكيان الصهيوني) إلى منطقة القلمون كمنطقة حدودية بين لبنان وسوريا، ولولا تواجد حزب الله لدخلوا لبنان كله منذ زمن، ولأخذ اللبنانيون بكافة طوائفهم ومذاهبهم ودياناتهم نصيبهم من “خيرات” داعش والنصرة خاصةً الطائفة السنية كما جرى في غير مكان.

  • بعد ان إتخذت المقاومة والجيش السوري قرار طرد هؤلاء الحثالات من جرود القلمون، تم الهجوم ـ المعركة وبدأ الحثالات هؤلاء بالتراجع والفرار تاركين خلفهم رؤوس الجبال والأسلحة الثقيلة كالجرذان تماماً، الأمر الذي جعل المقاومة والجيش السوري يحققون إنجازات هائلة وفي ظرف قياسي وبأقل الخسائر.

  • في محاولة يائسة قام المحور الأمريكي ـ الصهيوني ـ الرجعي بفتح معارك جديدة،( مُستجلباً الآلاف من هؤلاء الحثالات البشرية القرغيزية والأفغانية وبدعم تركي مباشر، وبتسليح أمريكي بأموال آل سعود وحارات الخليج، بعد أن إستبدلوا لهم المسواك بمعجون الأسنان، وأطلقوا الشوارب واللحى وليس اللحى وحدها، وألبسوهم البنطال بدل الدشداش، فأصبحت داعش والنصرة قوات الفتح، وأضحت معارضة معتدلة)، في كل من الشمال والجنوب السوري، محققاً إنجازاتٍ مهمة، في محاولة لتخفيف الضغط عنهم في القلمون، إن لم يكن من أجل أن يسحب الجيش السوري قواته من تلك المنطقة وإرسالها للدفاع عن تلك المناطق.

  • ذات المواقع التي دخلها الحثالات وبعد أن إنشغل عنها أردوغان قليلاً بعد تراجعه المهم في انتخاباته الأخيرة، يتهاوى بعضها ويهرب “أبطال داعش والنصرة” منها أمام تقدم الجيش السوري. فنتائج الإنتخابات التركية ستنعكس سلباً على جنود أردوغان هؤلاء ومشروعه العثماني الفاشي الجديد في المنطقة.

  • سيحاول النظام الأردني أن يلعب الدور التركي وبصفاقة الآن، فهذا النظام الوظيفي والذي وُجد لأهداف وظيفية مُحددة في خدمة المشروع الصهيوني، وضرب حركة التحرر في كامل بلاد الشام والعراق، لن يستطيع رفض ما يُطلب منه أمريكياً أو صهيونيا أو من مملكة آل سعود وتحالفها الخليجي، فهو لم يوجد ليؤخذ رأيه، بل وُجد لينفذ مشاريع الإمبريالية في المنطقة، وبالتالي فغرفة العمليات “موك” الموجودة هناك” الأمريكية ـ الصهيونية ـ السعودية ـ الأردنية” بدأت دورها من خلال تجنيد بعض أعضاء العشائر السورية وتدريبهم، وبدأت فعلاً في إيصال حثالاتها على الأرض السورية، وبطرق عدة أهمها تقوية عدد وعدة الفتح ـ النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) في المناطق الفاصلة بين الكيان الصهيوني والدولة السورية، لإستمرار إستنزاف سوريا وجيشها وإضعاف دورها في المنطقة، إن كان من الصعب إلغاؤه، ومحاولة تحقيق حلم الصهاينة في خلق حزام أمني يمتد على طول الحدود السورية .

  • إن إمكانية تقليص الدور التركي الأردوغاني في سوريا أمر وارد على ضوء الإنتخابات الأخيرة، وبالتالي فتقليص إستجلاب تلك الحثالات البشرية للأراضي السورية عبر تركيا أمر وارد، الأمر الذي يزيل العقبة الأهم من أمام الجيش السوري وحلفاؤه، ويلغي الطموح العثماني الأردوغاني الفاشي الوقح، ويزيل إمكانية ما يُسمى بالمناطق العازلة والطرق “الإنسانية التي كانت طرق امدادات تسليحية لتلك العصابات كما أظهرت الكثير من الوثائق”، والغاء حتى التفكير في إقتطاع جزءاً من الشمال السوري الذي تم نهب مصانعه ومعامله وتخريب اقتصاده من نظام أردوغان صاحب شعار “صفر مشاكل”، وهذا لن يلغي أن الأمر سيتم بشكل متدرج وليس دفعة واحدة بأي حال، وأيضاً بشكل صعود وهبوط، يعني ربما تحقق هذه العصابات بعض الإنتصارات في هذا الطريق الطويل !!!

  • وعليه، فإنتصارات الجيش والمقاومة في جبال القلمون وجروده، ستكون البداية الحقيقية لبداية التخلص من هذه القاذورات البشرية، وستجعل من المصالحات الوطنية التي تقوم بها الدولة السورية أكثر سهولة وإمكانية، وستزيد من إمكانية الإلتفاف أكثر حول الجيش السوري من خلال اللجان الشعبيةالمقاتلة المحيطة به، وسيجعل إمكانية واقعية للإتفاق على برنامج وطني بين الدولة السورية وكل أطياف المعارضة الوطنية أو معظمها، وبدستور جديد يُشارك به ويتفق عليه الجميع، تُبقي سوريا دولة علمانية مدنية، وتجعلها دولة لكل مواطنيها، وليس دولة هذا الحزب أو ذاك….. فهذا الشعب السوري يستحق ما هو الأفضل، وبناء الدولة بحاجة الى كل الجهود من قوى سياسية ومنظمات مدنية حكومية وغير حكومية وأفراد.

محمد النجار

آل سعود …حكام الأمة الحكماء

من قال أن أمتنا العربية الكبيرة الممتدة من المحيط الى الخليج ، بدون قيادة؟ إن الجهلاء ـ مثلي ـ هم وحدهم من ظنوا ذلك، وهم وحدهم من لا يعلمون، وكون أن بعض الظن إثم، فقد إستغفرت ربي، وصمت يومي إثنين وخميس، وأطعمت مسكينا ، ليتوب الله علي ويغفر لي شر شكوكي وظنوني . وكون عدم المعرفة أو الجهل بالشيء لا يعني نفيه، لذلك فعدتُ واكتشفت ما فاتني حتى ولو متأخراً، أن لهذا الشعب قيادة، هي قيادة الملوك والأمراء من آل سعود، أطال الله عمرهم، ومن حولهم من حارات وزواريب خليجية، ومن لف لفهم من رؤساء وملوك أخرين، وأن لهذه القيادة حِكْمة لا توازيها حكمة، من أي طرف أو أيٍ كان، وللمتشككين في هذا الحديث أسوق الإثباتات التالية لوجه الله غير طالب لا حمداً ولا شكوراً، بعد أن كلفني ما كلفني إكتشافها بحمد الله وفضله، ومنته علي بإكتشافها:
* بعد عاصفة الحزم التي شنها أصحاب الجلالة والسمو على “شيوعيوا وملحدوا” اليمن من جماعة أنصار الله وتحالفاتهم، وبعد أن حققوا كل ما رسموه وخططوا له، بدءاً بإعادة الشرعية وصولااً الى تثبيت الدستور اليمني الديمقراطي مثل ديمقراطية بلادهم المشهود لها في العالم أجمع، قرروا وبدأوا في مرحلة إعادة الأمل، ورغم أن المغرضين قالوا أن إعادة الأمل هذه من أجلهم هم، وليس من أجل الشعب اليمني، إلاّ أنني أأكد عكس ذلك، فما حاجتهم هم للأمل ما داموا دمروا اليمن فوق رؤوس أهله”الكفرة”، ودمروا تراثه وحضارته ومساجده وأضرحته ومدارسه التي تُعلم الكفر والإلحاد والتشيع، “وتركوا المدارس الأخرى دليل دقتهم وعقلهم النيِّر”، كما أنهم ليسوا بحاجة للأمل ما دام الأمل موجود بدعم الحلفاء الأمريكان والإسرائيليين، الأمر الذي يدلل على تحالفات الديانات السماوية الثلاث ضد كفرة اليمن ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين أيضاً، التي خُدعوا على مدار عقود بتأييدها، دون أن يعلموا مدى إلحاد شعبها وكفره وعناده أيضاً. كما أنهم مصممون على إعادة عروبة اليمن إلى أهله وشعبه وناسه وأرضه وصخره وكل شيء فيه، ولو بالتضحية بالجنود السنيغاليين إنشاء الله.
* عندما قصفت الطائرات “الإسرائيلية” السودان، وأسقطت السودان طائرة إستطلاع لهم، ورغم أن أحداً لم يسمع أي إعتراضٍ منهم ، إلاّ أنهم عنّفوا وبهدلوا ووبخوا السودان “حكومة ورئاسة”بشدة، كونه أولاً أعلن الخبر، وخصموا عليه جزءاً من أجرته التي وعدوه بها لينضم الى عاصفة الحزم، كونه أسقط طائرة أحد الحلفاء والتي قد تؤدي الى إضعاف الحلف نفسه، غير مدرك لأهمية الحلف ولأهمية أن يُدير خده الأيسر إذا ضربه أحد الحلفاء على خده الأيمن، وأحياناً يُمكن أن يُدير مؤخرته لتستوعب “شلاليط” الحلفاء أيضاً، خاصة إن كان هذا الحليف من علية القوم، أو من شعب الله المختار.
* ان هذه القيادة أكدت مراراً وتكراراً كذب إدِّعاءات المغرضين، الذين قالوا أن الملك الأعظم أو “الشاه الجديد حتى عودة القديم أو من ينوب عنه” ـ وهنا تجدر الملاحظة كي لا يُحوِّر المحرفون والمغرضون كلامنا، أن كلمة الشاه هنا لا تعني العنزة بأي حال من الأحوال، بل تعني ملك الملوك، والله من وراء القصد،بأن ملك آل سعود كلهم لم يذهب لأمريكا نتيجة مرض الزهايمر، أو المشي أثناء النوم، ولا خوفا من أن يضيع في صحراء كامب ديفيد، أو بين غرف القصر، بل كونه لم يُرد أن يُوبخ الرئيس الحليف في بيته وأمام قومه، الأمر الذي تأباه الشهامة العربية، وحكمة طويل العمر.
* إن دخول الكفرة الملحدين من جماعة أنصار الله والمتحالفين معهم إلى المناطق الحدودية السعودية، ما هو إلاّ تكتيك ياجهلة، وأن طويل العمر نائب الملك ونائب نائبه، بعقليهما الراجحين كما مليكهما ومليكنا جميعاً، مدركون أن هذه الأرض هي يمنية، وبالتالي خسئوا أنصار الله من أن يدخلوا مناطق المملكة، فالحرب ما زالت على أرض اليمن، ورغم ذلك سيعرف طويلوا العمر كيف يسترجعون تلك الأرض. أما المحرضون والمغامرون الذين يُطالبون صاحب الجلالة ـ طال عمره ـ بتحرير الجزر التي تحتلها إسرائيل، فيقول لهم وزير الدفاع طال عمره، “أننا لن ننجر الى القتال مع حليفنا من أجل جزيرتين صغيرتين في البحر الأحمر، وأن القول بأن الملك طال عمره نسيهما كلام كاذب، لأنه طال عمره لم يعرف بهما أصلاً، فعقله ليس دفتراً ليتذكر كل مناطق المملكة الواسعة، وعندما عرف بالأمر وقبل أن يمرض ويفقد خمسة أرباع عقله، قرر التصدُق بهما لحليفه اسرائيل، والصدقة يجب أن تبقى سرية ، فلا تعرف اليد اليمنى ما قدمت اليسرى، ولهذا فهو وأبناؤه وعائلته لا يتحدثون بأمرهما أبداً.
* ومن الحِكَم التي يجب تعميمها أن صاحب الجلالة اكتشف أن الحل بين الفلسطينيين والإسرائليين ممكن جداً وبيسر وبساطه، وأنه لتحقيق ذلك يجب كسر تعنت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإغداق المال عليه وعلى خالد مشعل، ومن تستطيع شراءه يسهل ترويضه، وأن الحُجج التي يقولها الطرف الفلسطيني واهية جداً، فلا الإستيطان ولا القتل والسجون وهدم البيوت يمكن أن تمنع السلام، وألإكتشاف الأكبر الذي يوازي إكتشاف قانون القيمة الزائدة، أو كروية الأرض، أن المسجد الأقصى يمكن زيارته وهو تحت الحكم الإسرائيلي أيضاً، فلماذا كل هذا الضجيج إذن؟
* إن أصحاب الجلالة إكتشفوا التشابه بين قضايا الكفرة في المنطقة من اليمن الى فلسطين، وعليه قرروا أن يُحاربوا بنفس الأسلوب الذي حارب به حليفهم الإسرائيلي، ولذلك وبعد أن دكوا اليمن كما دُكت غزة وجنوب لبنان قبلها، فإنهم قرروا أيضاً محاصرة اليمن براً وبحراً وجواً، تماماً كما تحاصر “إسرائيل” غزة، ليرى ويعلم شعب اليمن الكافر “أن الله حق” بعد أن يجوع ويعرى ويحفى، الأمر الذي يُؤدي لإستسلامه. وأن أصحاب الجلالة بذلك يُشبهون حليفهم، ومن شابه حليفه ما ظلم…
* يؤكد طويلوا العمر جميعاً، أن المنطقة مترابطة مع بعضها البعض، وأن ما يتم في كل الدول المحيطة يصب في نفس الهدف كما يقولون، وكيف لا يعرفون وهم الذين نظروا ونظموا ومولوا وسلحوا؟ فالأهداف الكبرى تستحق التضحية، وعلى أعضاء الحلف الذي يقودونه أصحاب الجلالة والسمو أن يتعلم من التاريخ ومن حلفائه ومن أعدائه أيضاً،” ليس من الأعداء اللدودين مثل ما يسمونه بمحور المقاومة… ونسميه محور إيران”، وعليه ورغم هروب جبهة النصرة كالجرذان في القلمون ، إلاّ أن الملك سلمان عتب على “ولد الشيخة موزة وتربيته وتربية أبيه من قبله”، فتربية تميم وِلْد حمد الصغير بانت إنها تربية ضعيفة “وعودها طري”، الأمر الذي جعل صاحب الجلالة يصمم على أن يبعث بالدواعش “جماعته وترباته”، ليقومون بالواجب، ويرون حمد وولده أصول التربية، ويُوَرُّون حزب الله العميل الإيراني الذي يرفض الهزيمة والهريبة، ويشكل أحد أذرع الأخطبوط الإيراني، ولا يريد الإستسلام أمام الحليفين الكبيرين “مالة”طويلوا العمر، أميركا وإسرائيل، حتى تصبح المنطقة خالية من “شي إسمه المقاومة والمقاومين في القرن القادم” بعون الله.
* يؤكد أصحاب الجلالة والسمو ، أنهم يستحضرون التاريخ دائما في قتالهم، فكما فعلت الدولة الآسلامية العثمانية العظيمة، ضمن ما فعلت في حروبها، من سلب الأطفال من أحضان أمهاتهم لتجييشهم والمقاتلة بهم، فها هم من قام طويل العمر بتربيتهم مع أصحابه الأمراء ومع العثماني الجديد أردوغان، من دواعش يسلبون الأطفال ويخطفونهم من أمهاتهم، كما فعلوا مع الأزيديين وبعض الديانات والملل والمذاهب الأخرى سائرين على طريق الأسبقين المؤمنين من العثمانيين القدماء في دولة الإسلام، وعلى طريق من سبق هؤلاء أيضاً من الوهابيين…وإلاّ كيف يمكن إنتاج كل هذا العدد الضخم من الإنتحاريين من أجل تحقيق النصر على كل هؤلاء الظَلَمة؟
* كما أن عقل أُلي الأمر واسع وكبير، ولأن المعركة معركة حاسمة بين الإيمان والكفر في المنطقة بأسرها، فإنهم أعطوا للإعلام حقه، فبه يمكن أن تنتصر دون نصر، وتهزم دون جيش أحياناً،وبه تُحرِّض وتُمجد، وبه تشتم وتسب وتقذح وتمدح وتذم، وبه تُحرض كي لا تترك أي من الأعداء يقول ما لا تريد، ويعلم الناس ما لا يجب إعلامهم به، مثل بعض نواب الكويت الذين عارضوا خطط أصحاب الجلالة في اليمن، فسلط عليهم كما على غيرهم طويل العمر الملك ذات نفسه، من يعلمهم الأدب والإحترام وزج بعضهم في المحاكم والسجون.
وبذات الوقت حرّض اإعلام على الرئيس المصري والذي يعتبره طال عمره بوجهين، رافعاً بوجهه الدراهم والريالات مرة، ومرة أخرى نشرة أخبار تقول فيها مثلا : “الحكم بالإعدام على شهداء فلسطين، وإعدامات لأسرى فلسطينيون في سجون الإحتلال منذ عشرين عاما، أو الإعدامات لفلسطينيين لم يدخلوا يوماً مصر”، وكل ذلك كلام حق يُراد به باطل كما هو معروف، وسيبقون يتكتكون فيه حتى تحين لحظة التخلي عنه، “وبعدها الله لا يرده، لأنه هو اللي جابه لحاله”.كما ويعطون الملك وأبناؤه مثالاً بارزاً لما ساقوه لاحقاً، وهو كيف شيطنوا الحشد الشعبي في العراق، وزرعوا اسفيناً بينه وبين الحكومة في العراق، لتستطيع أمريكا أن تُخلي الطريق أمام داعش ليقتحم الأنبار، وهم حاولوا أن يفعلوا الشيء نفسه مع الكفرة من حزب الله في القلمون وتخويفهم ولكنهم فهموا اللعبة قاتلهم الله هؤلاء الأبالسة الزناديق.
* إن أصحاب الجلالة والسمو وعلى رأسهم سارق… أقصد خائن …(عفواً أقصدخادم الحرمين وليس ما سقط سهواً سابقاً)، أقسموا الأيمان الغلاظ على أن يستمروا في أهدافهم المُعلنة ” بتجميع القوى السنية ومواجهة الكفرة والملحدين والشيعة والنصارى وأصحاب الكتاب “ما عدى فريق واحد ليس المجال لذكره الآن”،وأهدافهم السرية أيضاً والتي لا يمكن كشفها والبوح بها الآن وفي هذه المرحلة، بل يجب أن تُترك للتاريخ ليفعل ذلك، رغم عدم تفضيلهم لهذا ولا ذاك، لكن ما باليد حيلة… وعودة على بدء يقول أصحاب السمو أنهم سيدافعون عن الإسلام السني وبعض الديانات الحليفة له، والتي لن يبوحوا بها في هذه المرحلة، أو يهلكوا دونه، وأنهم يُعلمون القاصي والداني، أنهم وإن كانوا ما زالوا يجاهدون بأموالهم وبأيدي الغير حتى الآن وبهذه الشراسة، فكيف بهم إن حلت ساعة الصفر الحقيقية، وتطلب الأمر أن يجاهدوا بأموالهم وأيديهم أيضا؟!!! فقط الله وحده يعلم ماذا سيفعلون!!!
محمد النجار

فاشيون كانوا ولم يزلوا

*أحيا الشعب الأرمني منذ أيام قلائل “أواخر نيسان”، الذكرى المئوية للمجازر والمذابح التي قام بها العثمانيون “القدماء”ضد الشعب الأرمني، في بداية القرن الماضي، حيث تم تقتيل وتذبيح مليون ونصف المليون إنسان، تلك المذابح التي إبتدأت عام 1915، وتعتبر من أكثر المذابح في القرن العشرين فاشية وقسوة، واستمرت على مدار سبع سنين كاملة، حيث أجبرت العثمانية القديمة الشعب الأرمني من شيوخ ونساء وأطفال، على ترك بلادهم وأراضيهم وبيوتهم وأملاكهم، وعلى السير على الأقدام الى الصحراء الشامية دون غذاء أو ماء ليبيدونهم هناك كجزء من حملات الإبادة التي طالت الكثير من المسيحيين، بشكل شبه كامل، كما إستخدموا بعض القوميات الأخرى “كالأكراد” لمواجهة وطرد وإبادة ومهاجمة مسيحيين آخرين، وبأوامر مباشرة من السلطان عبد الحميد. وبإسم الإسلام…

*كما قامت العثمانية القديمة بتجميع الشخصيات الأرمنية من مثقفين ومفكرين وطلاب علم وتجار وبالآلاف، وأعدموهم في ساحات اسطنبول، و”طهروا ” منهم كل بلاد الأناضول بشكل شبه كامل، وصادروا أراضيهم وبيوتهم وكل أموالهم، لا لسبب، إلاّ لكونهم مسيحيين. وبإسم الإسلام…

  • حالات التذبيح والتقتيل استمرت مع المسيحيين اليونان وتم إحراق كل الأحياء الأوروبية وتهجيرهم من أراضيهم، والأمر نفسه مع السريان الذين ذبحت منهم العثمانية القديمة ما يناهز نصف مليون إنسان، ولنفس الأسباب العصبية الدينية”مسلم ـ مسيحي “. وبإسم الإسلام…

  • قامت العثمانية القديمة بتخريب الأراضي، وفرض الضرائب الباهظة، لدرجة أن الفلاحين في المناطق العربية الخاضعة لهم لو عملوا أضعاف ساعات عملهم، ولم يأكلوا من إنتاجهم الذي اشتروه بأموالهم، فلن يكفي الإنتاج لتسديد الضرائب التي فرضتها العثمانية تلك، الأمر الذي أدى إلى الإفقار والتجويع والتهجير وإنتشار الأمراض، وبالتالي حالات الموت الكبيرة. وبإسم الإسلام…

*أجبرت العثمانية القديمة الرجال على التجنيد الإجباري، والدخول في جيوشها الغازية للأقوام والديانات الأخرى من أجل مصالح أمرائها، {وربما استعادة قصة “مشعل ” الفلسطيني الذي هرب من التجنيد العثماني، والتي كانت رمزاً وأصبحت قصة شعبية، تدلل على ذلك}، كما وأخذت الأطفال من الأهالي عنوة من أجل التجييش مع الدول الأخرى. وبإسم الإسلام…

*التفرقة القومية مع الآخرين، خاصة العرب، وتميز أنفسهم بعنصرية ونرجسية هائلة، وعزل العرب وإبعادهم عن كل المناصب الهامة في الدولة العثمانية. وبإسم الإسلام…

*قامت العثمانية القديمة بتعميق الإستبداد الديني والسياسي، وملاحقة وقتل المصلحين والمفكرين، والتحريض المذهبي “سني ـ شيعي”، وعمَّقوا التجهيل والأمية والرشوة، وخلق الأمراض والجوع والتخلف. وبإسم الإسلام…

*سلمت العثمانية القديمة البلدان العربية للإستعمار الغربي، وتعاونت مع الحركة الصهيونية والإستعمار الإنجليزي في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين. وبإسم الإسلام…
من الواضح أن ما سبق ذكره ، وفي هذه العجالة، ماهو إلاّ إبادة جماعية للقوميات المختلفة والديانات المختلفة والمذاهب المختلفة، لتشكيل دولتهم التركية الحالية نافين الآخر وعلى حسابه، ولا يوجد له مثيل منذ ذلك الحين وحتى الآن إلاّ لما قام به الكيان الصهيوني وحثالات الأرض من أكلة قلوب البشر، في داعش والنصرة وأخواتهما….
أمّا العثمانية الجديدة، فأول إنقلاب فعلته كان على مقومات وأسس تركيا العلمانية نفسها، وبأشكال مختلفة لا مجال لذكرها الآن، لكن ما يخصنا من فاشيتهم الجديدة نبرزه ملخصين في النقاط التالية:

*بقيادة الإخوان المسلمين الأتراك، الذين يشكلون نواة وأحلام “العثمانية الجديدة”، والذين شكلوا مع بقية فروع الإخوان المسلمين في العالم العربي، منبع حثالات الأرض ومُصنِّعيهم، ومنبع الطائفية والمذهبية، بالهجوم على البلدان العربية” ونتحدث عن الأوطان وليس عن الأنظمة”، مبتدئين بمشاركة الإمبريالية الأمريكية وحلفائها من رجعيات عربية تقودهم جلاليب آل سعود، بحصار الشعب العراقي، ليموت من أطفاله ونسائه ما يزيد على مليون ونصف المليون نسمة، ومحرضين وعاملين على تقسيم الوطن العراقي…

*منذ عام 2011 وحت الآن، يقوم العثمانيون الجدد، بدعم إمبريالي أمريكي غربي، وبدعم مالي هائل من آل سعود وحارة قطر، وبتجييش أكثر من ثمانين دولة، بتدريب وتسليح ونقل وتهريب وتأمين مخابراتي وأمني ولوجستي، وإرسالهم إلى سوريا والعراق، ومحاولة تقطيع هذه البلدان وتمزيقها لطوائف متحاربة ليسهل قضمها لاحقاً.

*تدمير الجيش السوري الذي كان هو الجيش الخطر الوحيد في بلدان الطوق على الكيان الصهيوني، وتدمير البنى التحتية للوطن السوري، وضرب وحدته الوطنية وإدخال الطائفية والمذهبية البغيضة لتقسيم الوطن السوري ومحاولة فك مناطقه الحدودية لضمها لاحقا الى الدولة التركية.

*ضرب الإقتصاد السوري وسرقة مصانعه وتدمير ما لم يتمكنوا من سرقته، ونهب ثرواته وثروات العراق النفطية ونهب كل ما استطاعت من آثارهما وإيصال الجزء الأكبر منها الى الكيان الصهيوني، للإستفادة منها في تزوير التاريخ، وللإنتقام من نبوخذ نصّر الذي سبا دولتهم ومزقها سابقاً..

  • زيادة التعاون مع الكيان الصهيوني، تجارياً ليصل إلى أقصاه في عهد الإخوان المسلمين الأتراك روّاد العثمانية الجديدة، وتدريبياً حيث الطائرات الإسرائيلية والسفن العسكرية في سماء وبحار تركيا…

*المشاركة مع الإمبريالية الغربية، مع الدول الرجعية والكيان الصهيوني، بغرف القيادة المشتركة في الأردن وإسرائيل وتركيا لقيادة العمليات ضد الشعب السوري والعراقي، كما ويقوم العثمانيون الجدد بتدريب إرهابيوا العصر من داعش ونصرة وأخواتهما” في 3 مراكز تدريبية مختلفة في تركيا والإشراف على أخرى في الأردن” وإرسالهم لتقتيل الشعب السوري وعلماؤه وأساتذة جامعاته، وقادة جيشه ومفكريه ومثقفيه، “كما فعلوا تماماً في العراق”حيث استشهد حتى الآن ما يزيد على ربع مليون شهيداً سورياً، وهو ما يزال يرسل حثالات الأرض الدواعش والنصرة وأخواتهما، ويدمر وينهب الحضارات المختلفة التي احتضنتها منطقتنا ولا زالت، مُهجرين الملايين من أهلها وخاصة المسيحيون بأفرعهم المختلفة، باذلين كل الجهد لنشر الثقافة الوهابية التكفيرية الظائفية والمذهبية وخاصة “شيعي ـ سني”.

*قبل العدوان الإمبريالي الرجعي السعودي بأيام على اليمن ، كانت الطائرات التركية والقطرية تنقل القاعدة والدواعش الى جنوب اليمن، وها هم يسيطرون على حضرموت، وبأسلحة أمريكية وتدريب تركي وأموال من آل سعود، ويقوم بمساعدة الكيان الصهيوني بمحاولات لتفجير الوضع ضد الجيش المصري، ومحاولة تأجيج الأمر لينتقل الصراع الى مسلم ـ قبطي…

  • يلعب ولعب العثمانيون الجدد مع حارة الشيخة موزة في قطر الدور الأكبر في تقسيم السودان بعد أن أوصلوا الأمور ألى طريق اللاعودة وبنفس الشعارات الدينية البائسة ” فرض الشريعة في بلد ثلثيه من غير المسلمين”، وفي ليبيا من خلال إستقدام القاعدة والإطاحة بالعقيد القذافي وتدمير ليبيا ونهب ثروتها من الإمبريالية، واستمرار حالة الحرب التي أدت الى ما يزيد عن 200 ألف قتيل وما يقارب من نصف مليون جريح، (للمفارقة أول ما دمّر وخرّب الديمقراطيين الجدد في ليبيا هو النهر العظيم) الذي أحيا عشرات آلاف الهكتارات الزراعية، وها هم يحاولون نقل المعارك للجزائر من جديد من خلال الحدود الليبية، (بالمناسبة يوجد في ليبيا مركزين لتدريب الدواعش في الجنوب الليبي تحت نظر وسمع الأمريكان تماماً كما الموجودة لدى الأتراك)، ومحاولة تفجير الوضع التونسي بعد أن خسر الإخوان المسلمين في الإنتخابات الأخيرة.

إذا قمنا بأي مقارنة بين الماضي العثماني والجديد منه، سنجده متقارباً وحتى متطابقاً في كثير من الوجوه، ونلاحظ أن الفاشيون القدماء الجدد، وكأنهم وحلفهم الأطلسي والإسرائيلي، لم يتعلموا شيئاً من التاريخ، ولا يريدون أن يروا أن المنطقة كلها في حالة غليان، بركان ابتدأ ولن يتوقف، حالة مخاض لن تكون “حَمْلاً كاذباً “أبداً ، بل طفلاً جميلاً كامل الأوصاف، ممتداً على طول المشرق العربي وبلاد ما بين النهرين ولاحقاًشبه الجزيرة العربية، بعد خلع آل سعود غلى يد رجال اليمن والحجاز ونجد، الذي سيعود سعيداًً كما كان في التاريخ، كما بلدان المغرب العربي وشمال إفريقيا، لوحدة الوطن العربي كله…. وطناً لكل مواطنيه، دون تفرقة في الدين أو اللون أو الجنس أو القومية….و لإزالة كل هؤلاء الحثالات الإرهابية، وإقتلاعهم من وطننا العربي كله، هؤلاء الذين لم يسمعوا يوماً بقول الشاعر:

سنُفهم الصخر إن لم يفهم البشر أن الشعوب إذا هبّت سوف تنتصر

محمد النجار

معبر رفح… إلى متى؟ ومسؤولية مَنْ؟

رغم كل شيء يظل معبر رفح مُغلقاً، فالسيادة والأمن الإقليمي من وجهة نظر “السيسي”، لا علاقة لها بغزة أو فلسطين والعياذ بالله، بل بعيداً هناك، وفي اليمن على وجه التحديد، حيث “اليهود” وتوراتهم وأصلهم وفصلهم (كما أكد وبقدرة رائعة وإثباتات علمية، تعتمد على الوقائع والأحداث والأنساب والآثار السيد كمال الصليبي في كتابه الرائع {التوراة جاءت من جزيرة العرب})،ورغم توقعنا أن “السيد الرئيس “لم يقرأ الكتاب، إلّا أنه نقل لنا الأمن القومي المصري الى هناك، بفطرته وعبقريته!!!، مبتعداً قدر إستطاعته عن فلسطين وما يخص فلسطين، ومعتقداً أن “اليهود” الذين إحتلوا فلسطين قاموا بالأمر هناك وليس على حدوده، ونحن بالمناسبة لا نوجه له دعوة لفلسطين كقضية، ولا برفع سلاحه لحمايتها أو إستعادتها، وذلك أولاً لأن “للبيت رب يحميه”، مُشَكَّلاً من أبنائه وأبناء جلدته من عرب بما فيهم مصريين، لكن من الوطنيين الغيورين على قضايا شعبهم، من العارفين أن خنق شعب فلسطين بالحصار ليس له علاقة بعرب أو عروبيين، وفاعليه ليس لديهم ذرة كرامة أو وطنية، كون أبناء فلسطين هم خط الدفاع الأول عن مصر والعرب جميعاً، شاؤوا ذلك أم أبوا، وكون ما يتم الآن من محاولات تفتيت في البلاد العربية للوطن والمواطن والجيوش، بما فيها مصر نفسها، هو في خدمة المشروع الصهيوني وأسياده الإمبرياليين، الذي تشير كل المؤشرات الى تحالفه معهم، وحتى لو أغمض أعينه عمّا يتم في بلده فهذا لن يُغيِّر من الواقع شيئا، وإن علم ـ كما في حالتنا ـ وتجاهل فالمصيبة أكبر، والأمر الثاني كونه من الأساس لم يُمزق إتفاقيات الخيانة الوطنية التي قام بها مثيله السادات، والثالث ما نراه من تملُّق وتعهدات وبيع للشعب وحضارته وحقوقه للبرجوازية الطفيلية التي ما تزال ثحكم مصر، وآخر دليل تبرئتها في المحاكم الهزلية بكل ما سرقت ونهبت من أملاك الشعب المصري وأمواله المسلوبة على مدار عقود…. ومحاولته الرخيصة الفهلوية على حكام الخليج ليرشوه ببعض المليارات، وكأنه لا يعرف أن من يرتمي في أحضان أعداءه ليحموه لن يكون أمره بيده، ولا بقرار مستقل. كما هم وهو على خُطاهم… وأن إقتصاد مصر وتطورها ونموها بالتأكيد ليس من الشحادة لأموال الخليج، راكعاً أمام أبوابهم، بل بتصنيع الدولة، وتطوير زراعتها وحمايتها، بتطوير تعليمها وأبحاثها وملاحقة أموال الشعب من اللصوص الذين يرشوهم ويُبرئهم، وبمحاربة الفساد والإفساد وملاحقة البيروقراطية، بإعطاء الشعب الديمقراطية الكاملة وبكل حقوقه من حق الكلام والتعبير والإختيار والتظاهر وتشكيل الأحزاب وحرية الصحافة والتداول السلمي للسلطة، ونسج الثحالفات مع قوى الثورة العالمية والمنطقية، وعلى رأس كل ذلك العداء بكل الأشكال للصهيونية ووليدتها إسرائيل وداعميها الدوليين. لكن الأمر الأخطر ما يتم الآن من سلب لمنتجات ثورة 25 يناير وثورة الشعب المصري على حُثالات الإسلام السياسي ” الإخوان المسلمين “، في 30 يونيو التي يدعي السيسي محاربتها وهو يُنفذ سياساتها وتحالفاتها وقوانين دكتاتوريتها، بشكل مشين!
وللحق لم يُفاجئني يوماً موقف رئيس مصر، حتى من قبل إنتخابه، وذلك ليس كوني مُنجماً أو عرّافاً كما لدى آل سعود في القصور، بل كونه لم يمتلك يوماً برنامجاً كاملاً واضحاً في أي شيء، وكان يتخبط منذ ظهوره ويتملق ويفتعل الهدوء والحرص على الشعب دون أن يقول شيئاً ولا ماذا يُريد. فيتحدث طويلاً ولا يقول شيئاً، والسؤال الذي يلح على كل مُراقب هو: ما مصلحة مصر وشعبها من المشاركة في حصار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟ فمبيع المواد ـ أي موادـ كطعام وشراب ودواء وكساء ومواد بناء هو أولاً وأخيراً لصالح الشعب المصري، ولمصلحة إقتصاده الهش، وكذلك سفر الأفراد والبضائع وما يدفعون من نقود في المشافي، كلها لمصلحة الشعب المصري، وإن كان النظام لا يعمل ولا يريد العمل لمصلحة شعبه، فلمصلحة من إذن؟ ومن المستفيد من هذا الحصار، غير عدو الشعب المصري “إسرائيل”، والدليل أنها عدوكم هو أن دماء أسراكم لم تجف بعد، ومدرسة حوض البقر ماثلة في الأذهان، ومشاركتهم الفاعله مع بريطانيا وفرنسا في العدوان الثلاثي على بلدكم لتأميم الرئيس المرحوم عبد الناصر قناة السويس أكبر دليل وبرهان، وإن كان هذا تقادم من وجهة نظركم، فما قولكم بتنظيم الشباب المصري نفسه وغيره للتجسس على أمن مصر الآن، وما بالكم بتخريب أراضيكم بالمواد السرطانية التي قتلت عشرات آلاف الهكتارات لعشرات السنين؟ (للاسف، في غهد تأثير أموال النفط صار من الضرورة إقناع البعض بأن إسرائيل ما تزال عدواً، وليس الشعب الفلسطيني) يا لمساخر الأقدار…!!!
هذا على الجانب المصري، لكن للموضوع جانب آخر، ألا وهو السلطة الفلسطينية، هذه السلطة التي رغم إغلاق المعبر طوال الوقت وعدم فتحه على مدار عمر هذه السنة سوى أيام لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة، فهي لم تعترض يوماً أو تطالب بفتحه، رغم قربها من برامج السلطة المصرية، ورغم أنهما “والنظام المصري” قارئين عند شيخ واحد وراقصين على دفٍ واحد، وكأن الشعب الفلسطيني في القطاع ليس جزءاً من الشعب الفلسطيني الذين يدّعون تمثيله، ربما معهم حق أن مثل هذا الشعب لا يتشرّف بأمثالهم، وأنه لن يستجديهم ليفكوا الحصار الناجم عن “الجغرافيا” وضغوط أمريكا وإسرائيل عليه، وأنه يعلم تمام العلم أن الذين يتخلون عن مُخيم اليرموك ولم يفعلوا شيئاً لإيقاف تذبيح سكانه، وتهجيرهم، ليمحوا بذلك رمزيته كأحد أكبر التجمعات الفلسطينية في الشتات الذي يرفع كبقية الشعب شعار حق العودة الذي يزعجهم ويدق مضاجعهم، وها هم يسكتون لما يُحاك من نفس الأطراف من مؤامرات ولنفس الأسباب لمخيم عين الحلوة في لبنان، وسيسكتون مقابل حفنة مال من قطر ومن آل سعود، ولا فرق كبير بينهم وبين إخوان المسلمين الحمساويين الذين استجلبوا “القاعدة” لتذبح وتُدمر وتُهجر في المخيم بصناعتها لفصائل مسلحة مثل “أكناف بيت المقدس”، وأيضاً بأموال قطر وآل سعود… وهؤلاء يدّعون حرصهم على الثورة، تماماً كما ادّعت ذلك قيادة المنظمة وسلّمت رؤوس شعبها وشهدائها وجرحاها، ووظفتها عند آل سعود، والنتيجة أوسلو… والسجون ملأى، والأرض تُهود وتُصادَر ،والقدس يحاولون مصادرته بما فيه الأقصى والقيامة وكل المقدسات، وحائط البراق الذي أصبح حائط المبكى دون إعتراض جدي من أحد منهم أو من الأنظمة التي تدعمهم بالمال …والمال فقط، وعلى كل حال، لن نقول لكم هنيئاً لكم بما فعلتم، بل سنقول أن شعبنا الفلسطيني خاصة، والعربي عموماً، والذي أذهل العالم بصموده رغم فساد قياداته، سيعرف كيف يفك حصاره بنفسه، وبمساعدة قوى الثورة العربية والعالمية، مهما طال الزمن أو قصر…
محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة 14

يتسابق الإعلام الرجعي، والخليجي على رأسه، بشكل هستيري، في استحضار عدو جديد مفتعل، بدلاً من عدو حقيقي قائم ، يحتل أرض فلسطين كلها وأجزاءاً من الوطن العربي، وهو الكيان الصهيوني، في محاولة لتحويل العداء، وليصبح العدو الحقيقي لاحقاً حليفاً طبيعياً معلناً وليس شبه علني كما هو عليه الآن، ولإبعاد الناس وحركة الجماهير التي ترى ودون جهد، وحركات التحرر العربية بما فيها الفلسطينية،وتعميها عن رؤية داعميه في صراعه مع حليف هذه الأنظمة الأساسي، و حرف البوصلة من جديد. وما يميز هذه الحملة الجائرة، أنواع عديدة من المثقفين يتزعمهم مثقفوا الإخوان المسلمين، والذين ما إنْ ذكّرتهم بالعدو الحقيقي حتى يهبون بك”ما الذي حشر فلسطين في موضوع اليمن؟”، وإن تمعنت وفكرت وقرأت مايقولون ويقول حكام تلك الدول وعلى رأسها حكام آل سعود، سيدهشك أن أصل الأمر يتعلق بسوريا وليس في اليمن، “رغم أهمية اليمن لآل سعود، الذي سيكون المسمار الأول في نعش آل سعود، والدلائل بدأت”،حيث أن الإخوان المسلمين الذين عقدوا الصفقات مع أمريكا،” من خلف الحركات الجماهيرية التي بدت وفي كل الدول على حق وبمطالب مشروعة”، من خلال تركيا وقيادات الجماعة في مصر، لحكم الوطن العربي بعثمانية جديدة تقودها تركيا منتزعة الموصل وما حواليه من العراق، وحلب وما حواليها من سوريا، وضمهما الى أراضيها، مسلمة الجولان المحرر ليكتمل مع أخيه المحتل للكيان الصهييوني، مدمرةً مقسمةً مصر الى كيانات مختلفة، ومعلنة عن ولايات تابعة يقودها آل سعود والإخوان المسلمين، ولما استطاعت سوريا صد العدوان بمساعدة ايران، قدّر هؤلاء أنه لولا ايران لما صمدت سوريا، ولكان أُنجز مشروعهم، ومن هنا كل الغضب الإخواني على إيران وتحميلها مسؤولية ما يجري من تصد للثورة المضادة التي يقودونها، لدرجة أنهم حاولوا وما زالوا أن ينكروا دعم ايران لكتائب القسام في غزة، من خلال أكاذيب بعض قيادييهم وعلى رأسهم خالد مشعل ربيب الحلف القطري التركي السعودي،ورفيقه أبو مرزوق صاحب برنامج الهدنة طويلة الأمد مع الكيان الصهيوني. لولااعترافات قادة القسام نفسها التي كذّبتهم وعلى الملأ.
اذن، يصرخون وبكل وقاحة الإخوان المعروفة، ويرغون ويزبدون، لماذا استحضار فلسطين؟ طبعاً لماذا؟ فأكثر ما يزعجهم أن تظل البوصلة في اتجاهها الصحيح، وكأن فلسطين قد غابت يوماً عن أجندة القوى الثورية والوطنية؟
أما الأمر الذي لايريدون الإعتراف به، بغض النظر أنك مؤيد أو معارض للنظام في سوريا، أنه لو لم يكن للنظام حاضنته الشعبية وجماهيريته، لما استطاع الصمود أربعة شهور وليس أربع سنوات، ولما استطاعت لا ايران ولا روسيا ولا العالم كله انقاذه، والأمر الأهم الآخر أن السوريين رأوا من يريد “تحريرهم” ،هم أصحاب “الخلطة العفنة النتنة الوهابية” والتي دعموها بأموالهم وأسلحتهم وبمخططات أمريكا وإسرائيل لهم، ولا يمكن اتمامها بدون انتاج وتصنيع واستجلاب الإخوان وتحالفاتهم من حثالات البشر في العالم أجمع، من شيشان وأفغان وما في سجون آل سعود وتونس ومصر وليبيا وعشرات الدول الأخرى،{وأهم ما يميز الإخوان أنهم لا عهود لهم ولا وثوق، لم يصدقوا بكلمة أو بوعد وإن كانت آية المنافق ثلاث، فهم بثلاثة عشر،وما دامت الأموال قادمة، فهم أكثر المُشرّعين والأصحاب لهؤلاء الحكام “وبستعشر ملّة” ومن يعترض فليقرأ}وعندما تسأل لماذا لم تقدموا أنتم وآل سعود و”حارة” قطر، وتركيا ومن لف لفكم لفلسطين عُشر ما قدمتموه لسوريا، يهبون بك ما الذي استحضر فلسطين؟!!! لماذا لم تتخذوا قراراً”مجرد قرار” جريئاً من أجل فلسطين ما دامت عندكم هذه الرجولة لهذا الحشد في اليمن، يصرخون بك العدو هو ايران، {وللحق فمعهم كل الحق ما داموا ملتزمون بقرارات أسيادهم،”قلق اسرائيلي أمريكي” من تنامي قدرة انصار الله، التي تشكل خطراً مكملاً لخطر حزب الله}،وسرعان ما ينتقلون لمحاولة ايران تشييع العرب، ناسين أو متناسين أن الأئمة الإثنى عشر هم عرب بالأساس، عرب يا عملاء العصر الجهلاء، تبعتهم ايران وتشيعت وليس العكس، وأن الشيعة شئنا أم أبينا مسلمون، ولا يعلم الأّ ربك في نهاية الأمر من المحق في تفسيره للدين، والقيم على الدين ليس لا آل سعود ولا الشيخة موزة، ولا الإخوان المسلمين، في نهاية النهايات.
وها هم ما زالوا يبشروننا بالعثمانية الجديدة، التي لم ننسَ علقم قديمها بعد، فبعد أن كنا في مقدمة العالم، أصبحنا في مؤخرته بعد ما يزيد عن أربعمائة عام من “اسلامهم الذي يؤيده الإخوان”، وخرجوا من بلادنا ليسلموها للإستعمارين الإنجليزي والفرنسي، بعد أن تركونا أكثر سوءاً وتخلفاً وجهلاً مما دخلوا، وبعد أن نهبوا بلادنا وثرواتنا وقتلوا رجالنا في حروبهم التي لم يستفد منها أحد غير تركيا، واقتطعوا في نهاية الأمر لواء الإسكندرون وضموه لبلادهم. وها هم مع الإخوان يدمرون سوريا وطنا وشعبا، وأصبح النظام”البعبع الذي أخافونا منه، والذي لم ندافع عن أخطائه أبدأ ولن نفعل” هو المدافع عن شعبه ووطنه ، لا بل والأمة العربية جميعها من غزو كوني غير مسبوق.
وما داموا مصرين على أن العدو هو ايران، ارتأينا أن نقوم بمقارنة سريعة بينهم وبين ايران، فربما توضح ما لا يريدون أن يتضح، منوهين أن ايران ليس مثال الدولة بالنسبة لنا، رغم انبهارنا بما استطاعت تحقيقه وهي محاصرة من العالم وفي مقدمتهم الإمبريالية وتوابعهم في المنطقة، إمّعات آل سعود ومن لف لفهم:
* في عصر شاه ايران وشاههم الذي كان يأمرهم بحذائه”نحن لا نشتم هنا بل نصف فقط”،كان التدخل الإيراني في شؤون الدول الخليجية على أشده، لتحديد أسعار النفط، والتبعية الممنهجة له من خلال قرارات السافاك ـ الموساد ، ومن خلال فرض كل ما تريده ايران، وحروبها التي شنتها على حركات التحرر في المنطقة، خاصة على الجبهة الشعبية لتحرير ظفار والخليج العربي، وتدمير قواعدها وأسلحتها وأماكن تواجدها في الجبال، وضرب ينابيع مياهها وتجفيفها، وقصف كل معالم الحياة لديها من أشجار وحيوانات، لم نسمع أن هذا تعدٍ على الدول العربية، وأنها قادرة على خلع شوكها بأيديها كما نسمع الآن.
* ان شاه ايران هو من احتل الجزر الثلاث من الإمارات، ولم نسمع احتجاجات رجال آل سعود الّا بعد انتصار الثورة، وليس من باب الحوار حولها بل من باب التحريض على الأمر.
* كان لدى إيران برنامجاً نووياً مدعوماً صهيونياً، لم نسمع صوت آل سعود محتجين لا همساً ولا علناً.
* ظلت إيران الشاه تتابع والموساد الثورة الفلسطينية وكادراتها وتصفيهم متى استطاعت، دون أن نسمع “لذكور” آل سعود حساً أو محاولات كلام.
* منذ سقوط الشاه، ونجاح الثورة الإسلامية، التي هي ثورة شعبية بإمتياز، احتضنها عشرات الملايين من البشر، تحت قيادة ثورية صادقة أمينة،”سواء اتفقت معها أم لم تتفق”، أول ما فعلته هذه الثورة تحويل سفارة آل صهيون الى سفارة دولة فلسطين، مقدمة الدعم لهذه الثورة من اليوم الأول لأنتصار الثورة الإسلامية، ومنذ ذلك الحين إبتدأ عداؤكم لهذه الثورة المجيدة، “وبالمناسبة ازداد تحالف آل سعود مع كافور مصر الجديد الذي خان توجهات ملايين الشعب المصري الذين ارتأوا به بطلاً مثل ناصر، لمّا شاهدوا أنه لم يمزق اتفاقات كامب ديفيد، والتي حافظت على الإلتزام بها أيضا قيادة الإخوان المسلمين، بإتفاق مع الأمريكان ضمن صفقة تدمير الوطن العربي وقيادته منهم ومن أردوغان،ولما لم يقم بخطوات اقتصادية لمصلحة هذا الشعب”.
* على الفور قمتم بدعم الرئيس العراقي صدام حسين لشن حرب على ايران،بمئات المليارات من الدولارات، وبالأسلحة والدعم الغربي، بحرب استمرت ثماني سنوات، دمرت العراق وإيران ومزقت جيشهما وشعبهما وإقتصادهما.
* لما أُوقفت الحرب، ورفع الرئيس العراقي شعار نفط العرب للعرب، وازداد تأييداً لقضية فلسطين، استعديتموه وافتعلتم له شرك الكويت التي أخذت بسرقة نفطه، واستجلبتم التحالف الغربي لينهي العراق جيشا ووطناً، وحاولتم مع امريكا واسرائيل تمزيقه وما زلتم، واستجلبتم له حثالات الأرض وفجرتم شعبة وحضارته ودمرتم ثروته، بعد أن حاصرتموه سنواتٍ وقتلتم ما يزيد عن مليون ونصف المليون من أطفاله.
* ورغم ذلك، بنت إيران نظاماً ديمقراطياً، ينتخب المواطن فيه بلديته وبرلمانه ورئيسه، ومهما قلتم فيه فهو نظام المواطنة المتساوية،وخير منكم حيث لا دستور للبلاد والعباد،ولا وجود لقيادة لأي شيء خارج العائلة المالكة، وحيث البشر لديكم ليسوا سوى قطيع من الماعز، وحيث التمييز بين المواطنين داخل بلدكم نفسه،فالمناطق الشرقية حيث تسلبون النفط لا يتمتع سكانه سوى بالفقر المدقع بفضل قيادتكم.
* حاصرتم إيران مع حلفائكم وداعمي نظامكم، ورغم ذلك، ورغم أن ايران لا تمتلك نفطاً قدر كميات نفطكم، فقد قاومت الحصار معتمدة على شعبها وبنت ضمن ما بنت ترسانة عسكرية متطورة جدا، وبقيتم أنتم أكبر مستورد للسلاح في العالم.
* تابعت إيران تطورها العلمي فأرسلت مراكب فضائية للفضاءالخارجي، وأصبحت دولة نووية سلمية، وأنتم لاتجرؤون حتى أن تطلبوا هذا الأمر، لأن اسرائيل حليفكم ستعارض ذلك، كونها واثقة أن نظام دولتكم سيسقط وسيمسك شعب نجد والحجاز بعناصر قوته وسيكون بالتأكيد مناوئاً لهم، وأنتم تعلمون سر رفضهم هذا، لكنكم تصرخون مع الكيان الصهيوني، “سلاح” ايران النووي!!! أليس الأجدر بكم أن تحاولوا أن تعرفوا ما لديكم في الربع الخالي، ما دمتم لا تملكون حق النظر الى الفضاء؟!!!
* طورت ايران اقتصادها، رغم الحصار، ولم تعد تعتمد على النفط فقط فيه بأكثر من 30%، وب 70% منه يعتمد على الصناعة والزراعة، وأنتم تعتمدون بنسبة ما يزيد عن 95% في اقتصادكم على النفط، والفرق أن ايران تستفيد من نفطها كله، لأنه ملك للشعب، أما نفطكم فلا تأخذون منه سوى 25% والباقي للشركات الأمريكية ، التي ما زلتم تبوسون أقدامها، وما زلتم وبقية دويلات خليجكم تستوردون خضاراً من أمريكا لوحدها،ب30 مليار دولار سنوياً، أيها الكسالى الأوباش، هذا عدا عن استيرادكم لنفس المادة من الدول الأخرى، كما عدا المواد الإستهلاكية الكثيرة التي يستحيل تعدادها بهذه العجالة، وهكذا دواليك، وايران تعد 90 مليون وأنتم 20 لا بارك الله فيكم،وتبيع أقل من ربع ما تبيعون من النفط، وتجرؤون على اتهامها ومحاولة محاربتها، فوالله لو أرادت ايران أن تبصق في وجوهكم لأغرقتكم ومتم غير مأسوف عليكم وقت قيلولتكم الطويلة.
* طورت ايران نظام التعليم فيها وجعلت الدين كما يجب أن يكون، في خدمة الإنسان، واجتهدت فألغت”للرجل مثل حق الأنثيين”، وأعطت للمرأة كما الرجل تماماً في العمل المتشابه المتساوي، ولم تجعل من الدين مادة لتجميع حثالات الأرض كما فعلتم في سوريا والعراق، وكما فعلتم بها أيضاً من تفجيرات وقتل بعد أن أعلنت ثورتها بمعاداة الصهاينة، أم أردتم أن تلعب لعبتكم لتساعدكم وحلفاؤكم في تصعيد صراع سني ـ شيعي ليس له أي مصوغ ومعروف المستفيد الأكبر منه :اسرائيل”، نقول طورت التعليم وأصبحت نسبةالأمية تكاد تكون صفراً%،وأنتم ـ ياماشاء الله عليكم ـ وبكل أموالكم لديكم ما يفوق ال40%، وتحديداً في مملكة آل سعود، وجعلتم من الدين بؤرة تخلف وعصا في أيدي مطوعيكم، وأموالاً لتفتي كذباً برغباتكم من شيوخ الضلال العُجّز الكسالى مثلكم.
* نظام الصحة والطبابة في ايران، ورغم الحصار تطور على مستوى المهنية وليس الأجهزة، وهو نظام يكاد يغطي معظم جوانب الحياة الصحية، وأصبحت من أوائل الدول التي تعتمد على تسخير الطبيعة في العلاجات وصناعة الأدوية، أما أنتم فإن آلمتكم خصيتكم أيها المخصيون، فتحجون الى أمريكا، فهناك يحلو العلاج، وشعوبكم تموت فقراً ومرضاً وجهلاً، وتُجبرون على شراء اللقاحات من انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير غير الموجودة في بلادكم “إذا إستثنينا العلئلة الحاكمة أجلكم الله”، بمئات الملايين من الدولارات كي لا يغضب العم سام ويفرك آذانكم
* ان ما ترصده ايران للتطوير العلمي في السنة الواحدة، يزيد عما ترصده الدول العربية مجتمعة في عشر سنين، ويزيد عما ترصدونه أنتم ياآل سعود ـ رغم ترسانتكم المالية ـ بنصف قرن، “رغم أن لديكم فائضاً مالياً ثلاثة تريليون دولار،في بنوك العم سام ودون فائدة ربحية،”لأن الربا حرام” يامتخلفوا العصر والتاريخ، وشعوبكم تموت ليس جوعاً فقط بل عطشاً أيضا،” لكنكم لا تجرؤون أن تسحبوا منها شيئاً دون اذن أمريكي ومعرفة أين سيصرف المبلغ المذكور!!! لكنكم وللحق طورتم كيفية طبخ اللحم والفتيت،وهداكم الله لأكلها بشيء اسمه الملعقة، وها أنتم تُخَفِضون أسعار النفط الى اقل من سعرها الأصلي، لتضربوا اقتصاد ايران وروسيا وفنزويلا” العدو الجديد لكم كونه معادٍ لللإمبريالية وإسرائيل”، وكأن النفط ملك شخصي لكم، ورثتموه عن آبائكم، وليس ثروة شعوب المنطقة!!!، وعملتم بمبدأ”جَكَرْ في الطهارة شخ في لباسه”، فأنتم تخسرون أضعاف ما تخسر ايران.
أمّا بالملموس، فلدينا التالي:
* اسرائيل العدو الحقيقي للمنطقة، ودولة فاشية عنصرية مثلها لا يمكن إلّا أن تكون عدوةً لللإنسانية جمعاء، ولا تزال تحتل أرض فلسطين وأراض بعض الدول العربية التي ـ كما قلنا في غير مكان ـ أرض جزركم ياآل سعود جزءاً منها، جزيرتي تيران وصنافير” نخبركم بأسمائهما اللتين نسيتموهما دون شك، كما نسي حليفكم في العدوان على اليمن ـ النظام الأردني ـ أم الرشراش، مثلكم، وها أنتم لم تجرؤوا على تسميته بالعدو الاّ مجبرين في بيانات واهية مثلكم.
* ايران ما زالت تحرض وتدعو لأيام تضامن مع الشعب الفلسطيني، مثل يوم القدس، وتطالب الدول والمنظمات بذلك، وأنت لم تدعوا يوماً لا ليوم قدس و لا لرام الله، والقدس يُدَمّر كبشر وحجر وكثالث الحرمين،وكنائسه تُسرق أراضيها وتستباح، والمدافعين عن القدس يبادوا ويُقتلوا ويُحرقوا أحياء أمام عيونكم، ماذا فعلتم أنتم يا أصحاب “الحزم” في اليمن؟!!!
* ايران دعمت المقاومة اللبنانية بالسلاح والمال، حتى استطاعت تحرير معظم أراضي لبنان من العدو الإسرائيلي، قلتم أنها مقاومة شيعية، وقبل ذلك نعتم المقاومة بالشيوعية كيلا تدعمونها، ولما دعمتم بعض فصائلها حرضتموها على الآخرين من أجل الإقتتال الفلسطيني الداخلي، مادمتم تتذرعون مرة شيعي ومرة شيوعي، لماذا لا تدعمون سنة العرب ولبنان بالمال والسلاح لمحاربة اسرائيل كما دعمتم حثالات الأرض للحرب في سوريا والعراق وليبيا ومصر، والآن في اليمن؟!!!
* وعندما دعمت ايران “سنة فلسطين” لماذا تآمرتم مع اسرائيل لشن عدة حروب متتالية عليها؟ وطالبتم اسرائيل بإستمرار الحرب ليتم القضاء عليها، بدل دعمها والوقوف بجانبها؟ أم أن الفلسطينيين تشيعوا أيضاً؟ أم أن كل مَن يقاوم “اسرائيلكم” بالضرورة أن يكون شيعياً، طوبى للشيعة والله إذن، ويا له من شرف خسئتم أن تمتلكوه، لأنه يريد شرفاء ليحملوه وأنتم لستم أهلاً لذلك، ولم تكونوا يوماً!!!
* ظل قطاع غزة محاصراً مدة ثمانية أعوام، وليس لديه حتى مياه شرب نظيفة، ولم نسمع منكم اعتراضاً أو مساعدة، ولما هبت ايران للمساعدة بالمال وتكنلوجيا تطوير الصواريخ ليستطيع الناس الدفاع عن أنفسهم، رفعتم من وتيرة الحصار عليهم من خلال “كافور” مصر الجديد الذي اشتريتم نظامه بحفنة مال، فأصبح حليفكم المؤتمن، مغلقاً المعابر، مدمراً للأنفاق،ضاغطاً لتصفية المقاومة بإستمرار الحرب عليها، والضغط بمزيدٍ من قتل الأطفال.!!!
* حاصرتم الشعب اليمني منذ عشرات السنين، ووضعتم الحكام، واشتريتم الذمم، وأفسدتم، وحرمتم الشعب من استغلال ثرواته، وأبقيتم قراره السياسي بأيديكم، ورحّلتم مواطنيه وسرقتم أتعابهم، وسلمتم عنقه الى البنك الدولي، ولما ثار الشعب ضد سياستكم وجرعتكم النفطية، وضد سياستكم وتجبركم، وأياديكم القذرة من آل الأحمر وغيرهم ، قلتم آه… انه الحوثي، وكأن الحوثي ليس مكوناً أساسياً من الشعب اليمني، ثم صرختم …إنها إيران… الشيعية، محاولين إيجاد عدو وهمي، والحقيقة الساطعة أنكم أنتم الأعداء، أعداء شعبكم وأعداء شعب فلسطين ولبنان ، أعداء كل الشعوب العربية، أعداء الشعوب المعادية للإمبريالية وإسرائيل، أعداء السنة و الشيعة مجتمعين، ماذا تعرفون أنتم عن الدين، فالإسلام يحوي عشرات الملل والمذاهب، كما الديانات الأخرى، أتريدون أن تحارب فئاته بعضها البعض لتفنى ويجلس آل سعود على أطلاله وبقايا جثثه؟!!! هذا لن يتم يآل سعود ولن ينفعكم منظروا الإسلام السياسي من الإخوان المسلمين، فها هم مجرد سنة واحدة في حكم مصر،وهووا كما لم يهوِ أحد من قبل، تقولون إنقلاباً، ربما ، لكنه مدعوم بعشرات الملايين من البشر، رغم محاولة”حليفكم الجديد” سرقة آمالهم وأحلامهم وربط قرار أرض الكنانة بذيول آل سعود، و في تونس أيضاً وبإنتخابات ديقراطية هوى بهم شعب تونس من أعلى السلطة، بعد أن بدأوا بممارسة الإغتيالات التي يعرفون ممارستها عن ظهر قلب، بإغتيالهم للمناضل شكري بلعيد ومحمد البراهمي…
وفي النهاية فالشعب كما الله، تعلم من خالقه مالم تعرفون، تعلم أن يمهل ولكنه لن يهمل ….أبدا….

محمد النجار

انها لحظة الحقيقة 13

لو راجعنا أهم الدول المؤيدة لعدوان آل سعود ومواقفها من مجمل القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، لأدركنا دون كبير جهد، أن هذا العدوان كان يتنامى منذ اللحظات التي بدأ فيه “أنصار الله” في رفع شعار “الموت لأمريكا والموت لأسرائيل”، لأن هذا يعني أيضا “الموت لآل سعود”، والموت للرجعية العربية كاملة، ورأس أفعاها عائلة “آل سعود”:
1ـ مملكة آل سعود:

*بعد اكتشاف النفط، تمت المعاهدة مع بريطانيا العظمى لحمايتهم مقابل النفط، وانتقل الإتفاق لأمريكا بعد الحرب العالمية الثانية، مع صعود الامبريالية الأمريكية.
* ابتدأوا مؤامراتهم على مصر، وبشكل كبير، منذ لحظة اعلان الزعيم عبد الناصر عن تأميم القناة، واستعادته لقرار مصر المستقل، وازدادت المؤامرات بعد تأميم قناة السويس، وإعلان عداءه للإمبريالية العالمية، وتأييده لحركات التحرر العربية والعالمية.
* تم احتلال فلسطين سنة 1948، ولم يقدموا شيئاً للشعب الفلسطيني، بل ساعدوا في تهجيره من خلال اقناع الناس للخروج المؤقت، “لأن الدول العربية ستشكل جيش العودة”!!!
*احتلت باقي فلسطين عام 1967 وأجزاء من العالم العربي، وتم احتلال جزيرتين تابعتين لدولة آل سعود، وهما جزيرة صنافير وجزيرة تيران، ولم يطالب بهما يوماً آل سعود!!!
* تم محاصرة الثورة في أحراش عمان، وقتل ما يزيد عن 25 ألف فلسطيني على يد النظام الأردني وبمساعدة نظام آل سعود، وظل آل سعود يحرضون الفصائل الفلسطينية على بعضها البعض لإشعال الإقتتال الداخلي في الساحة الفلسطينية.
* تم محاصرة الثورة في بيروت بقوات الكيان الصهيوني لمدة ثمانية وسبعين يوماً، والقصف والمجازر وتدمير المخيمات وتدمير الشعب اللبناني والفلسطيني ونظام آل سعود لم يحرك ساكنا.
* ابتدأت وانتهت الانتفاضة الأولى من 1987 الى 1993، وانتفاضة 2000، وكان آل سعود في سبات عميق كأهل الكهف، بل ضغطوا على القيادة الفلسطينية للإستسلام للصهاينة.
* حروب تلو أخرى على غزة، وقتل وتدمير وحروب مستمرة، تحرك العالم وظل آل سعود يتآمرون ويطالبون المحتل الصهيوني بانهاء ظاهرة المقاومة.
* اعلانهم العداء لحزب الله بمجرد اعلانه عن بدء أعماله العسكرية ضد الكيان الصهيوني.
* حاول آل سعود بكل طاقتهم ان يظل القصف الصهيوني عام 2006 على لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته، كي يُهزم حزب الله ويسلم سلاحه، وتنتهي ظاهرة الكفاح المسلح ضد الكيان الصهيوني. ووصفوا المقاومة بالمُغامِرة.
* منذ سقوط شاه ايران، وقفوا موقفا لا لبس فيه ضد الثورة الإيرانية، وابتدأوا أعمال تفجيرات داخل ايران، وسرعان ما دعموا النظام العراقي ليشن حرباً دامت 8 سنوات، دمرت قدرات العراق وايران في الوقت نفسه.
* بعد اعلان العراق عداءه لأمريكا، ورفعه شعار “نفط العرب للعرب”، حرضوا النظام الكويتي لسرقة نفط العراق، فتدخل العراق في الكويت، ثم استدعى آل سعود الغرب لإحتلال العراق وتدميره، وابتدأوا باستدعاء القاعدة ليفجروا، ويصبح العراق ساحة للحرب الطائفية “السنية الشيعية”.
* بالمقابل تدخلوا فورا بالجيش والسلاح والقمع على الثورة الشعبية السلمية في البحرين، كما هدموا الحرم الشريف في مكة، مدعوا الدين هؤلاء، على رأس جُهيمان العتيبي، وظلوا يقمعون أي صوت محتج حتى لو كان خافتاً.
* وها هم يدخلون القاعدة وداعش في العراق وسوريا وليبيا ومصر، ودمروا الأوطان وقتلوا البشر والشجر والحجر، ويريدون فرض الأمر نفسه في اليمن، هم و”حارة ” قطر.
* إنهم معنيون أن يظل اليمن ضعيفا، وقتل أي روح للثورة فيه، كي يبقى كيانهم في منأى عن الأفكار الثورية، وأفضل وسيلة لذلك هي أن يكون اليمن مقسماً مناطقياً، وطائفياً، وقبلياً…. وما دامت حركة أنصار الله حركة وحدوية، ثورية، معادية للإمبريالية والصهيونية، فبالضرورة أن تكون معادية للرجعية المرتبطة بهما، وبالتالي فهم يشكلون العدو الرئيس لآل سعود.
* هناك بعض الدراسات التي تؤكد أن اليمن يعوم على بحر هائل من الغاز والنفط، وكميته تفوق ما لدى آل سعود، كما لديه كميات تجارية ضخمة من اليورانيوم، من المجوهرات، وكذلك من المعادن المختلفة، التي ان أستُخرجت، ستفوّق اليمن على غناء آل سعود، الأمر الذي يفسر لماذا ظل آل سعود معنيين بأن لا يستخرج اليمنيون ثروات بلادهم، ليظلوا فقراء، ينتظرون فتات مال آل سعود وتحت رغباتهم وأوامرهم.
2ـ مصر:

*بعد موت الزعيم عبد الناصر واستلام السادات قيادة مصر، أرجع السادات الأراضي الى الإقطاعيين، مبقياً الأغلبية الساحقة من الفلاحين فقراء مشردين، وخدما لدى طبقة الاقطاعيين الجديدة.
* وضع كل أوراق اللعبة بيد أمريكا، وبعد حرب 1973 التحريكية، (حيث أراد السادات منها تحريك الواقع السياسي وليس تحرير الأرض) كما قال هو نفسه، الأمر الذي أوصله الى زيارة الكيان الصهيوني، ومن ثم كامب ديفيد، الذي أنهى حالة الصراع، وإخراج مصر من دائرة الصراع مع العدو .
* ابتدأ السادات سياسة الخصخصة وبيع القطاع العام، لزبائن النظام، الذين استولوا على ثروات البلد.
* واستمر الوضع في فترة مبارك، وازداد الفقر، ودخلت “اسرائيل” مصر، وجندت، ونظمت، وصدرت بضائعها بأسماء مختلفة، تحت أعين النظام.
* تم تحريم الأحزاب ـ عملياً ـ وإطلاق الإخوان المسلمين، الذين كانوا يد النظام الأولى في محاربة القوى الوطنية نظرياً، من خلال المساجد والتحريض، وبمباركة من النظام.
* انتقل النظام الى الحليف الأكبر للامبريالية والصهيونية في المنطقة، وفرض رقابة صارمة ـ وما زال ـ على الفلسطينيين العائدين الى الأرض الفلسطينية من خلال مصر، من خلال الإهانات، التأخير، الأعتقال أحيانا، التحقيق، إرجاعه من حيث أتى والترحيل في أحسن الأحوال،”إحضار دورية جند على حساب الفلسطيني القادم أ و باص وتدفيعه ثمن الطريق، ورشوتهم واطعامهم في الطريق، ورشوة السائق والّا سيسير به بسرعة “السلحفاة”، الأمر الذي انعكس على أن العديد من المرحلين فقدوا بطاقات هوياتهم، ولم يعودوا للأرض المحتلة.
* قام النظام المصري وآل سعود باستدعاء أمريكا لتدمير العراق، وبدعاية محرضة على حزب الله، ولم يقدم أي مساعدة لحركات المقاومة، بل كان محرضاً على استمرار الحرب على جنوب لبنان وغزة.
*عقدالنظام صفقة لبيع الغاز المصري لإسرائيل بعُشر السعر العالمي، والآن يشتري منهم الغاز بسعر السوق العالمي، الأمر الذي يدلل على “استقلالية قراره تماماً كما يدعي…”!!!
* هذا النظام لم يجرؤ، رغم الملايين التي دعمته، ورغم شباب مصر الذين تسلقوا مواسير المياه ليصلوا الطابق الثالث عشر ليمزقوا العلم الصهيوني، أقول، لم يجرؤ على تمزيق اتفاقيات الذل، اتفاقيات كامب ديفيد، الأمر الذي يؤكد أنه لن يكون معادٍ لهذا النظام الصهيوني، بل لكل شعب معادٍ للصهاينة، سواء كانت فصائل المقاومة، أم أنصار الله، أم حزب الله… وأول الغيث كان في اغلاق غزة، لخنق سكانها وإضعافهم أمام الحرب الصهيونية، والآن في حربه على اليمن وشعبه.
* ولا يجب ان ننسى أن الحرب على لبنان عام 2006 خرجت من أفواه الصهاينة في شرم الشيخ في مصر، ومن مصر أُعلن شن الحرب على غزة في عام 2009، ومن ذات مصر، من شرم الشيخ، يُعلن تشكيل قوة التدخل السريع لغزو اليمن!!!
* حتى أن محاكِمه وقضاءه يُخرج كل أعمدة النظام السابق من السجون، بضغط من نظام آل سعود!!!
3ـ النظام في السودان:

  • أهم انجازاته ضرب الزراعة، وبدلاً من أن يكون سلة غذاء الوطن العربي، لم يعد لديه غذاء للشعب السوداني فقط.

  • التصحّر أتى على 90 في المائة من الأراضي الزراعية، وما زالت الرمال تزحف على الأراضي الزراعية، وكل ما يهمه كيف يقسم البلد الى دوائر كي يفوز في الإنتخابات، وبعد وجوده في الحكم كل هذه السنوات، لم يستطع أن يصل الى اتفاق مع المعارضة، لا انتخابي، ولا وطني، ليبعد البلاد عن شبح الحرب القادمة في الشرق.

  • كاد يدخل السودان في حرب مع ليبيا، بدعم قطري، بزعم دعمهم للمعارضة، وفي الوقت الذي يتمتع السودان بتشكيلة قومية ودينية مختلفة وكثيرة التنوع، بما في ذلك الوثنية، طرح فرض الشريعة في السودان، قامعاً المعارضة بكل الطرق، (ولم ننس بعد محاكمة الفتاة لأنها لبست بنطال، لأنه يتنافى والإسلام !!! واقامة الحد على فتاة وتطليقها من زوجها، على غير رغبتها لأنها تزوجت مسيحيا!!! وكأن السودان لم يعد به من مشاكل الّا هذه)، مستخدما الجنود الجنوبيين في قمع الشمال، والشماليين في قمع الجنوب، والنتيجة تقسيم السودان بمساعدة وأموال “حارة قطر”، وبنصائحها أيضاً، والآن “الله يبستر” بماذا سيفاجئنا في دار فور، ما دام يسير على نصائح تميم، وأبو تميم، وأم تميم الشيخة موزة، وكما يقول المأثور الشعبي” لاحق البوم يدلك ع الخراب”.
  • والآن يعِده آل سعود بأن يرفعوا اسم رئيسه عن لائحة مجرمي الحرب الدولية، وبدعم مالي، ليتخلص من مشاكله الكبيرة، فيستعمل الدين للغطاء على قراره البائس، وكأن جماعة أنصار الله يقودون حرباً صليبية، أو أنهم ليسوا عرباً ومسلمين!!!!
    4ـ الأردن:

*مشروع الإستعمار الوظيفي في المشرق العربي، الذي تم “تصنيعه” لضرب الحركة الوطنية السورية والفلسطينية ضد الدول الإستعمارية في المنطقة.
*شُكّل ومنذ تأسيسه، وما زال، حماية فاعلة للاحتلال الإسرائيلي، ولم يطلق يوما رصاصة واحدة على الإحتلال، وسلم العديد من المناضلين الفلسطينيين المطلوبين للإحتلال.
*قام الملك حسين بنفسه، بإخبار غولدا مائير بإحتمالية أن يشن السوريون والمصريون حرباً عليهم عام 1973، كما ذكرت مائير في مذكراتها.
* قصفت قوات الثورة الفلسطينية، وانهاء ظاهرتها من الأردن، حيث كانت المكان الأكثر مناسبة لقتال المحتل.
* رغم دعايته ووقوفه اللفظي مع العراق في حرب الخليج على العراق، الّا أنه تمت مهاجمة العراق من الأراضي الأردنية أيضا!!!
هذه أهم القوى التي تحارب أنصار الله، والتي تقوم بإمتهاننا وعدم احترام عقولنا، مدعين أنهم يحاربون أنصار الله لمصلحة الأمة!!! وهي التي على مدار تاريخها مسخت هذه الأمة، وتآمرت عليها، وما زالت.
*يدّعون أن ايران ستكون على باب المندب، وهم لا يقبلون بوجود من ـ ربما ـ يشكل خطراً على مصالح بلدانهم!!! فماذا يمكن أن يخبروننا عن القاعدة الأمريكية على الضفة الأخرى من باب المندب، في جيبوتي، والملأى بالموساد الإسرائيلي، الذي يراقب دخول الأسلحة التي هربتها ايران الى غزة من باب المندب عبر البحر الأحمر؟!!! لماذا لم يهربوا هم قطعة سلاح واحدة الى الثورة الفلسطينية، أصحاب الجلالة من رؤساء وأمراء؟ فالأمر عليهم أسهل بكثير، فهم ليسوا بحاجة الى باب المندب ليفعلوا ذلك، فالأردن لديها حدود بمئات الكيلومترات، ومصر لها حدود، وآل سعود لديهم فائض مالي حرقوا بجزء منه نصف العرب وأوطانهم، أم أنهم يريدون منع محاولات إيران من دعم الشعب الفلسطيني، ومن هنا التخوف على باب المندب؟!!! يعني كما يقول المأثور الشعبي “لا خير منكم ولا كفاية شركم”؟!رغم أن أنصار الله ليست ايران.
* ثم لماذا غزوا اليمن، نعم اليمن، وليس فقط أنصار الله؟ وما دمتم تريدون تحويل الأمر وكأنه طائفي، فلكم في الكيان الصهيوني هدف أوضح، فهم يهود أولاً ـ وان كنت من أشد معارضي الحروب الدينية، أو الحروب المغطاة برداء ديني كاذب ـ وهم عنصريون ثانيا، ومحتلون لأراضي الفلسطينيين وأراضيكم يا آل سعود، أم نسيتم جزركم “صنافير وتيران”، وأنت ياملك الأردن، أنسيت الأرض الأردنية التي لم تطالبوا بها يوما، والمسماة ب”أم الرشراش”؟!!!
* وهل الأمن القومي المصري يبدأ وينتهي في الخليج؟ طالما ظل الدفع قائماً، واسرائيل بلد جار مسالم لم يقتل جنوداً أو أسرى مصريين، ولم يحتل أراضيكم ولم يسمم مزروعاتكم ويسرطنها؟!!!
* ثمة ما يمكن أن يُسأل: لماذا لا يقوم آل سعود ببناء مفاعل نووي بدلاً من الإعتراض على المفاعل الإيراني؟ لماذا لا تدعم هي الثورة الفلسطينية بدلاً من “الفرس” الإيرانيين؟ لماذا يجب تدمير سوريا والعراق، وبالعنف لكن مع الصهاينة فالمفاوضات خيار استراتيجي؟ لماذا لا تطبق الديمقراطية التي تطالب بها في سوريا، في بلدانها أيضا؟ لماذا لا تقوم بالتوزيع العادل أو شبه العادل للثورة، بدل من أن يظل المال العربي في بنوك أمريكا، أم أنها لا تجرؤ على التحكم، أو حتى المطالبة بها؟
* ويبدو أن دماء الشعب المصري والأردني والسوداني والمغربي، ومعظم الشعوب العربية، أرخص بكثير مما يظنه الشعب العربي، عند حكامه، ويبدو أننا عندهم مجرد أرقام، يمكن محو قدر ما يريدون ومتى يريدون منها!!!

محمد النجار

إنها لحظة الحقيقة 12

بدأ آل سعود وحلفاءهم هجومهم “لتحرير” اليمن من الحوثيين وحلفاءهم، الذين تجرأووا ورفعوا شعارات معادية لأمريكا وإسرائيل، ورفضوا الأوامر السعودية بتقسيم اليمن وبيعه بالمفرق، ليطيلوا عمر آل سعود أكثر. وقبل البدء، يجب أن نعرف بعض التفاصيل التي ستوضح المشهد هناك:

  • إن “الحوثيين”، الذين يحاول اعلام آل سعود ومن لف لفه ايهامنابأنه مجموعة ميليشيات ارهابية أو بضعة “زعران وقاطعي طرق”، هم في الحقيقة مكون أساسي من مكونات الشعب اليمني، يقارب عددهم حوالي 40% من اجمالي الشعب اليمني، (يعني ما يزيد عن عشرة ملايين نسمة)، ولديهم تحالفات مختلفة من قوى سياسية ومكونات أخرى في اليمن، وبالتالي تمثل مع حلفائها أغلبية الشعب اليمني، هذا إذا افترضنا أن كل بقية الشعب اليمني على نقيض معهم ومع سياساتهم، الأمر الذي لا يمت للصحة بصلة.

  • لكن حقيقة الأمر من وجهة نظر التحالف الإمبريالي ـ الصهيوني ـ الرجعي على اليمن يتركز في وأد الثورة اليمنية في مهدها قبل أن تكبر وتتمدد وتصبح عاملاً مهماً، له تأثيراته الداخلية والخارجية… والمراد أن يظل الشعب اليمني دون كرامة أو عزة أو شموخ أو عنفوان، و أن ينسى ويشطب من رأسه أرضه المحتلة منذ ما يقارب الثمانية عقود من قبل آل سعود (جيزان، نجران، عسير).

  • يجدر التنويه أن الحوثيين هم أقرب من السنة بكثير منهم الى الشيعة، وأن الكثير من الأئمة السنة يعتبرونهم فرعا خامساً من هذا المذهب، وأن محاولة ربطهم بإيران كمذهب ديني هو نوع من ذر الرماد في العيون. وان كان الأمر ليس له أهمية، فالشعب اليمني بنسبته العظمى فقير ومتضرر من تدخلات آل سعود وأسيادهم الأمريكيون والصهاينة.بغض النظر عن مذاهبه المختلفة.

  • في زمن الردة وتدمير الأوطان (ولا نقصد الأنظمة) بأموال العرب التي يسرقها آل سعود وحلفاؤهم من أنظمة رخيصة في مصر والأردن والمغرب، تتعامل مع شعوبها تماماً كما يتعامل آل سعود ـ كقطيع من الماعزـ تسوقه الى الهلاك في حروب لا تخدم سوى تقسيم الأوطان واهدائها للصهيونية. ففي حين يريد النظام المصري اقناعنا بأمنه القومي الممتد من الخليج العربي (مقابل حفنة من المال) فإن نفس الأمن لا يعنيه وهو على حدوده مع الكيان الصهيوني فيغلق معبر رفح، ويدمر البيوت في رفح المصرية، ويمنع الخروج والدخول من والى غزة، ولا يجرؤ حتى على الإحتجاج أو الإشارة بأن مصدر الإرهابيين وتمويلهم وجلبهم الى مصر ليقتلوا ابناء الشعب المصري هم آل سعود نفسهمواو”حارة” قطر والكيان الصهيوني. وبذلك يقتل شهداء فلسطين مرتين: مرة عبر الإحتلال الصهيوني في حروبه المتتالية، ومرة من خلال غض الطرف عن قاتلي ابناء الشعب المصري نفسه، وكذلك يفعل النظام الأردني ذو المنشأ الوظيفي المحدد منذ قيامه، وبقية الدول المشاركة لمجلس التعاون الخليجي في هذا العدوان ( سنشرح عن كل نظام من الأنظمة المشاركة في مقالنا القادم)…

  • يحاول آل سعود اذاً إخماد الثورة اليمنية وتحويل اليمن الى دويلات، وتثبيت باب المندب كمدخل بيدهم، وبالتالي بيد أمريكا، ظناً منهم أن هذا الأمر سيخدمهم مرتين، واحدة ليثبتوا للامبريالية والصهيونية انهم خدماً طيّعون، وأنهم ما زالوا قادرين على حماية مصالحهما، كي لا يتم الإستغناء عنهم بأنظمة اخرى أكثر تبعية (إن وجد مثل هذه الأنظمة)، والثانية لإبعاد شبح الثورة عن أنظمتهم، في محاولة لإطالة عمر هذه الأنظمة… لذلك فلا بأس أن يدمروا هذا الشعب اليمني العريق، الجسور، صاحب الحضارة الممتدة بجذور عميقة في عمق التاريخ منذ آلاف السنين، ولا بأس أن يظل فقيراً مريضاً جوعاناً مهدداً، وأن يقف تطوره ونهوضه، وأن يظل تحت شفقة مساعدات آل سعود الهزيلة، التي استخدمت في الفساد والإفساد، بدلاً من بناء نفسه بنفسه، واستخراج ثروات بلاده الهائلة التي هم انفسهم يمنعونه منها .

  • يبدو أن آل سعود سيتحسسون رقابهم أسرع كثيراً مما يتخيلون، وليتذكروا هجومهم مع المخلوع علي عبدالله صالح على الحوثيين أنفسهم سنة 2009 ، لكن قبل ان يصبحوا بهذه القوة، حين كانوا مجرد بضع مئات يمتلكون العزم والإرادة، ولا يمتلكون هذه القوة، وحققوا انتصارات على طائرات آل سعود وجنوده، وطاردوهم محررين أكثر من ثلاثين قرية داخل الجزيرة العربية نفسها، وليتذكر آل سعود كيف أخذوا يوسطون و يترجون، مقدمين التزامات بعدم التدخل في شؤون اليمن الداخلية، مقابل انسحاب الحوثيين الى مواقعهم السابقة في اليمن. وربما لن يعرف آل سعود كيف سينهون الحرب التي عرفوا كيف يبدؤونها بعد أن أخذوا التعليمات من امريكا ومن نتنياهو (القلق من تنامي الحوثيين وأنصار الله في اليمن)، كونه يشعر أن هناك “حزب الله جديد” يكبر ويجب ضربه، فخر آل سعود ساجدين، لكنهم ربما لم يفكروا بأن استحقاقاً آخر ينتظرهم، وهو تحرير مناطق نجران وجيزان وعسير المحتلة من قبلهم، وسيكون أول الغيث تحقيق حلم اليمنيين الذي تغنوا به دائماً:
    ” بالتحالف سنبني كل شي في اليمن من عسير الجميلة لشواطي عدن”

محمد النجار