إنها لحظة الحقيقة (8)

يبدو أن تغيير قواعد اللعبة القديمة، التي رسخها حزب الله برده العملي على جريمة القنيطرة (ببيان رقم 1) وبقوله على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله، بدأت تأخذ شكلاً عملياً جديداً، من خلال العملية العسكرية الكبيرة التي يقوم بها الجيش السوري مع حلفائه في جبهته الجنوبية (الذي يمكن اعتباره البيان رقم 2)، والذي يهدف بإصرار على طرد مسلحي التكفيريين من جبهة النصرة من كل حدود المنطقة المحاذية للجولان المحتل.

فهذه المنطقة التي حماها العدو الصهيوني وسهل للتكفيريين البقاء فيها وفي المنطقة منزوعة السلاح بينه وبين سوريا، واشترك بطيرانه أكثر من مرة ليضرب دفاعات الجيش السوري ممهلا انتشارهم في المنطقة كما ساعدهم في خطف قوات حفظ السلام وطردهم من المنطقة ( الذين طالما سجلوا هذا التحالف المشترك بين النصرة واسرائيل) كما هيأ لهم مستشفياته في الداخل التي استقبلت ما يقرب من مئتي جريح، وسرعان ما أقام لهم مستشفى ميدانياً في الجولان المحتل، هذه المنطقة التي كان يهيؤها هذا الكيان لمنطقة عازلة جديدة بحماية (لحد) من النصرة كانت نبع النصرة المستمر في التدفق من الأردن، حيث التدريب والتسليح والتسلل الى سوريا بإشراف غرفة العمليات التي تقودها مخابراته مع المخابرات الأمريكية والسعودية والقطرية والأردنية، وما شعارات محاربة داعش (بجيش بري) بذريعة دماء الشهيد معاذ الكساسبة التي يرفعها النظام الأردني إلا بكذبة كبيرة لتمرير إدخال قوات ارهابية من عشرات الدول مدربة على الأرض الأردنية لمحاربة الجيش السوري، ولخدمة الكيان الصهيوني الغاصب.

ويمكن بسهولة رفع سؤال للنظام الأردني: كيف يمكنه حفظ الحدود مع الكيان الصهيوني وعدم قدرته على ذلك على الحدود السورية؟ ولماذا لم ينتقم النظام الأردني ولا مرة واحدة لشهدائه الذين قتلهم الكيان الصهيوني وظل صامتاً عن دمائهم صمت القبور؟ ولماذا اعتقل هذا النظام على مدى عقود عشرات بل مئات من المناضلين الفلسطينيين الذين حاولوا الدخول لمحاربة الكيان الصهيوني والقاهم في سجونه وما زال حتى الآن؟ وجاءته الشهامة مرة واحدة لينتقم من داعش في سوريا التي لا هي ولا النصرة ولا بقية التكفيريين “من أولوياتهم” محاربة اسرائيل بل اولوياتهم هي محاربة كل ما يمت لمحور المقاومة بصلة تحت شعارات زائفة مثل الرافضة و الشيعة والعلويين والأزيديين والمسيحيين؟ أما الكيان الصهيوني فليس على جدول الأعمال…

الأمر الآخر اللافت للإنتباه في الأيام الأخيرة لتأكيد تغيير قواعد اللعبة هو ما دعا اليه السيد علي خامنائي بارسال قوات ايرانية لمحاربة محور الأعداء أينما تطلب الأمر ذلك، في العراق وسوريا و لبنان، الأمر الذي انعكس على الهجوم الأخير على جبهة سوريا الجنوبية كما يبدو.

ويبدو أن الكيان الصهيوني كمن ابتلع سكيناً، فهو إن ابتلعه أو اخرجه خسران، فإن دافع عن النصرة كما في السابق فلن يكون من المؤكد أنه بمنأى عن التعرض عن مهاجمته وبقوة من محور المقاومة، وإن ابتلع الضربة وسكت كما فعل أمام عملية حزب الله المجيدة فإنه أمام حالة تطوير فتحة الجولان وتصعيد المقاومة بها كما في جنوب لبنان، وهذه المرة من محور المقاومة جميعه، وستتكامل هذه الجبهة مع جبهة الجنوب اللبناني، ولن يطيق تأثيراتها ابداً. ومن هنا يكمن كل هذا القلق من الكيان على نفسه، و القلق الأكبر هو على امتداد هذه الجبهة ليضم الجبهة الأردنية ايضاً، والتي (ربما) لن تظل صامتة فالدور الوظيفي لهذا النظام ربما وصل الى نهاياته، فتدخله السافر يجب و بالضرورة الرد عليه بطريقة لائقة تقلب الموازين كلها في المنطقة، فالمحور المعادي يضرب بكل طاقاته، و الرد عليه من محور المقاومة يجب أن يكون بكامل طاقاته أيضاُ. وعليه، فالقلق الإسرائيلي مبرراً، ومن خلفه القلق الإمبريالي الرجعي العربي.

فليزدادوا قلقاً… ولنزداد قوة… وكما قال والدي الهرم ذات يوم ” هؤلاء مثل الجوز… لا بد من كسرهم…”

محمد النجار

انها لحظة الحقيقة (6)

بشكل همجي قذر، قتل الدواعش الشهيد معاذ الكساسبة،والكساسبة هو اردني مسلم سني، لم يكن علويا او شيعيا او زيديا او اسماعيلياً،كما انه لم يكن من اهل الكتاب والذمة، هذا للتوضيح فقط وليس كوننا من اصحاب التقسيمات الطائفية البغيضة…….

وان حاولنا معرفة الاسباب التي تجعل الدواعش يقومون بجرائمهم بهذه البشاعة سنصل الى عدة اسباب:

انهم يذكروننا بالعمليات الاجرامية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني لتهجيره واحتلال ارضه، والشهيد أبو خضير الذي حرقه الصهاينة حياً قبل عدة شهور بثبت ما ذهبنا اليه، فالهدف نفسه والمعلم واحد.

ان المعلم الغربي يريد ربط الاسلام بهذا العنف المتوحش،والاسلام والمسلمون في اذهان الراي العام الغربي، يعني العرب ، وبالتالي يجب محاربة العرب “المتخلفين الإرهابيين”.                                                                           الربط بين قوى الثورة القومية والاسلامية وبين هذه المنظمات الداعشية، و خاصة من قبل الكيان الصهيوني، وبالتالي يسهل محاربتها كمنظمات ارهابية تحت أنظار العالم ودون احتجاج.

والاردن كما هو معلوم،تأسس لاسباب سياسية مرتبطة بحماية حدود الدولة العبرية،ولاسباب أخرى مرتبطة بالامر نفسه ،لا مجال لذكرها الان،لكن المهم ان للاردن دور خدماتي واضح ،انتقل من البريطانيين الى الامريكيين. لذلك ظلت علاقاته مع الكيان الصهيوني منذ نشأته ولم تنقطع يوما.

وبتوقيعه على اتفاقية وادي عربه سيئة الذكر،فانه اصبح مقيدا اكثر ،وها هو يعيد سفيره الذي سحبه (احتجاجا   على حرب غزة)، وكأن وقوف الحرب انهت العدوان ونتائجه،كما أن الأردن لم يأخذ من خلال اتفاقية المياه  اي نقطة ماء صالحة للشرب، حثى انه لا يستطيع الإحتجاج على ذلك.

الاقتصاد الاردني الذي ظل تابعا ،ومرتبطا بشكل كامل ومعتمدا على الرشوة الامريكية المسماة زورا بالمساعدة.

كيف يمكن الثأر للشهيد

طالب اهل الشهيد وقوى الاردن الوطنية والاسلامية،والنقابات المهنية بالثأر للشهيد، وكانت كل مفاعيل الشعب على نفس الموجة،كيف لا والالم واحد؟ فكيف يمكن الثار للشهيد والوطن نفسه في آن:

الغاء اتفاقية وادي عربة المذلة وملحقاتها ،واستدعاء السفير الاردني نهائيا،وطرد السفير  الصهيوني.

الغاء غرفة العمليات المشتركة، التي تقودها المخابرات الامريكية الاسرائيلية الاردنية السعودية،والتي تدرب وتفرخ وتصدر داعش الى سوريا ليشكلوا قوة العزل المدافعة عن الكيان الصهيوني في الجولان السوري.

تعزيز ومساعدة ومساندة القوى الوطنية الاردنية والفلسطينية، لتسليح الضفة الفلسطينية للدفاع عن نفسها،امام حالات القمع الفاشي والتهويد والاستيطان.

فتح الجبهة الاردنية كأطول جبهة مع فلسطين،لتتكامل مع جبهتي الجولان وجنوب لبنان،امام المقاومة ،ومع جبهة غزة ايضا.

عدم الدخول مع التحالف الامريكي الصهيوني تحت الشعار المخادع بمحاربة الارهاب دخولا بريا ضد الجيش السوري، يعني حرب امبريالية لتحقق مصالحها ومصالح اسرائيل لكن بدماء اردنية.

هكذا يكون الثأر للشهيد الكساسبة،فهل يقوم الملك وحكومتة بذلك؟

محمد النجار