وما عليّ إذا لم تفهم البقر

أتساءل أحياناً، خاصة بعد قرارات مجلس التعاون الخليجي، وبعد قرارات وزراء داخلية الجامعة العربية ولاحقاً وزراء خارجيتها، بإعتبار حزب الله تنظيماً ارهابياً، أتساءل ما الغريب أن يصدر عنهم مثل هذا الأمر؟ ما الغريب في زمن الردة والخنوع والإستسلام أن توصف طليعة قوة المقاومة في المنطقة العربية بهذا الوصف؟ ومتى لم تصف قوى الإمبريالية وعملاؤها وأتباعها قوى الثورة بغير هذا الوصف؟ فالأمر كان هكذا ويستمر بنفس الطريقة وسيظل عليها، فمنذ ثورة العبيد “سبارتاكوس” وحتى يومنا هذا تُحارب قوى الظلام القوى الثورية بكل الوسائل والطرق، أهمها إخراجها خارج القوانين المفروضة على”القطيع” الصامت،  أي خارج قوانينها الطبقية السائدة ليسهل تجريمها وملاحقتها ومحاربتها.

الأمر الذي كان ضرورياً إعلانه من قِبَل الجامعةالعربية تمهيداً لإعطاء الغطاء للكيان الصهيوني بضرب حزب الله، كون الكيان ما زال يعتقد أن الحزب ومهما كانت قدرته، فهي تظل قوة موزعة على جبهتين أساسيتين، لبنان وسوريا، وبالتالي فهو يضرب في كل منهما بيدٍ واحدة وليس بإثنتين. وهذا التوقيت وفي هذه المرحلة هو أفضل توقيت للإنقضاض على حزب الله، وفي حال تمت الحرب وسحب قواته من سوريا فهذا يضعف حليفته سوريا التي تُعتبر الأخطر على الكيان في كل المحيط العربي أو بالأصح القول الخطر الوحيد باستثناء حركات المقاومة الذي ما زال قائماً رغم الحرب الكونية عليه. إذن فعلى “لاعبي” دول النفط الخليجي، و”لاعبي” الجامعة العربية تهيئة الكرة للمهاجم الصهيوني.

كما أن حزب الله هو المتصدي الأول والأكثر خطراً على أمن التحالف الصهيوني الإمبريالي الرجعي العربي بقيادة آل سعود، وهو الذي درب وساند وسلح المقاومة الفلسطينية التي تحاول “مملكة الخير” السعودية إدخالها النفق الصهيوني وحرف اتجاه بوصلتها كما فعلت مع سلطة أوسلو، من خلال إغرائها بال”علف” النفطي حتى دخلت النفق.

الأمر الذي أوضحه ملك البحرين الحاكم بأمرالله ،طال عمره، الذي يقتل ويسجن ويذل وينفي ويجرد المواطن من الجنسية ويمنح أي مواطن الجنسية، قائلاً: “اسرائيل قادرة على حماية دول الخليج وإرساء الإستقرار في المنطقة، ودعم الدول المعتدلة”!!! كمقدمة للتحالف المعلن مع الكيان الصهيوني.

هذا هو المبدأ العام، أما إذا أردنا الدخول في بعض التفاصيل حول الجامعة العربية ودولها، نكاد نرى وبوضوح كامل، أن هذه الدول والدويلات ليس بإمكانها ولا بإستطاعتها أن تفعل غير الذي فعلته، فلماذا كل هذا الإستغراب إذن؟!!!  فجامعة الدول العربية، هي  التعبير السياسي عن الدول العربية المنضوية تحتها، وأكبر هذه الدول هي الدولة المصرية، التي ما تزال قيادتها مصرة على أن تكون دولة تابعة لأموال النفط الخليجي، عبر سياسة القمع والفهلوة ومد اليد الذليلة لدول النفط، طبعاً نتيجة الإصرار على سياسة التبعية للغرب الأمريكي وصندوق النقد الدولي “الذي لم يدخل بلداً إلا ودمرها” والقيد الصهيوني واتفاقيات “كامب ديفيد” سيئة الذكر، فقيادة هذه الدولة لا تريد التعلم من تجارب الزعيم الكبير جمال عبدالناصر الذي كان يفرض شروط مصر و سياستها بقوة المثال الوطني، وبوضوح الرؤية للصديق والعدو ، وبدعمه لقوى الثورة العربية وخاصة قضية فلسطين، كما ببرامج التصنيع وتأميم الأراضي وكهربة الريف، ورغم كل ما أحاط به من عيوب وأخطاء إلا أنه ظل محاطاً بالجماهير المصرية والعربية التي ظلت ملتفة حوله وترعاه وتدعمه وتحميه حتى في هزيمته عام 1967. لكن نظام الرئيس السيسي، يعتقدأن نظام “الشحدة” هو أنجع من نظام عزة النفس والكرامة، وقيد كامب ديفيد أفضل من نظام الإستقلال السياسي والإقتصادي والوطني، لذلك فهو يريد مهلة حتى سنة 2030 من الشعب المصري كي يعيد مصر الى سكة التاريخ!!! لكن دون أي برنامج اقتصادي، ودون أي خطط عمل، وبتحالف مع الطبقة السياسية الفاسدة من عهدي مبارك ـ مرسي، وبالإعتماد على وعود آل سعود وآل خليفة، والتي لم يُطبق منها سوى أقل القليل، فهذه الدول لا تريد مصر إلا دولة ضعيفة مُهانة تابعة لها، وليس دولة نداً لهم، فيظل الفساد منتشراً، والإفساد التضليلي الديني والسياسي، ونظام التجهيل والتعمية وشراء الذمم والقمع والسجون المفتوحة وتكميم الأفواه، والتركيز على أن المرأة عورة من خلال توظيف الدين، وهي التي تشكل52% من المجتمع المصري، وتطويع القضاء في يد السلطة الحاكمة واستخدامه ضد المنافسين السياسيين، وسياسة “دبّر نفسك” مع انعدام العمل والأفق والأمل من حياة الشباب، لذلك وجدنا هذا النظام يُرشح رجل السياسة الخارجية لنظام مبارك، الرجل الأكثر محبة ومودة من ساسة الكيان الصهيوني، أحمد أبو الغيط، كرئيس للجامعة العربية، وكأن مصر لم تعد تنجب الرجال، وأنه لم يبقَ بها سوى أشباه الرجال والساسة!!! وهنا نترحم على الشاعر الكبير أحمدفؤاد نجم الذي قال:

ما دامت مصر ولادة                                وفيها الطلق والعادة

هتفضل شمسها طالعة                         برغم القلعة والزنازين.

ونستذكر كذلك بيت ا لشعر الذي يقول:

تموت الأسْدُفي الغابات جوعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا          ولحم الضأن تأكله الكلابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا…

أما آل سعود فهم “يُعلّمون” العرب جميعاً الآن كيف تكون “العروبة”، و”يصححون” لنا التاريخ، فقبائل “عدنان وقحطان” لم تكن ولم تعش ولم توجد يوماً في اليمن، لذلك فهم لا يقصفون سوى “أعوان ايران وأدوات الفرس والحوثيين” هناك،  وهم الذين حاربوا “عروبة” المرحوم عبدالناصر “بالإسلام”،حيث كانت العروبة “رجس من عمل الشيطان” وكانت “كفراً وضلالاً مبينا”،مما اضطرهم لللإستعانة بشاه ايران المسلم ” ربما لم يكن شيعياً حينها لا هو ولا ايران” لمحاربة عبد الناصر كما محاربة حركات التحرر العربية خاصة التي نشأت عن حركة القوميين العرب في الخليج، مثل الجبهة الشعبية لتحرير عمان، والجبهة الشعبية لتحرير البحرين، والجبهة الشعبية لتحرير الجزيرة العربية، والحزب الإشتراكي اليمني…إلخ، هم أنفسهم الذين يستحضرون العروبة الآن لمحاربة ثورة إيران “الفارسية” بالعروبة التي لم “تعد رجسا من عمل الشيطان”، وفي محاربة حزب الله “الشيعي”، حيث يحاولون تجنب الحديث عن عروبيته. كما وأن آل سعود من مليك وأولياء عهد وأمراء، بمن فيهم ولي العهد المباشر، صاحب جائزة “جوقة الشرف” التي قلده إياها الرئيس الفرنسي أولاند نزولاُ عند طلبه طال عمره!!!، وولي ولي العهد وزير الدفاع،  عندما يقصفون اليمن، فإن صواريخهم وقنابلهم العنقودية المحرمة دولياً، تُميز بين الشيعة والسنة والزيدية والشافعية، وكذلك بين بقايا رجالات القرامطة في اليمن، كما بين اسواقهم ومساجدهم وصوامعهم وبيوتهم وقمحهم ومياههم وسواقيهم وحضاراتهم وآثارههم خير تمييز، فلا تصيب إلا “أعداء الله” وأعداء آل سعود والمؤمنين.

والأمر نفسه تكرر في العراق وسوريا، لذلك انسحب وفد آل سعود من مؤتمر وزراء الخارجية العرب، دون تعليق عند رد وزير خاجية العراق عليهم ، بأن حزب الله هو من حرر الأرض ورفع رأس العرب عالياً، والإرهابي هو مَنْ يصفه بالإرهاب، فآل سعود يريدون “العنب” ولا يريدون “مقاتلة الناطور”، فغطى الوفد على خيبته وغادر الصالة ليوجهوا دعوة رسمية لوزير الخارجية العراقي لزيارة مملكة الخير، ربما ليخفض من صوته قليلاً، وأصحاب السعادة والسمو كرماء طال عمرهم….

أما في سوريا فلا تراجع عن مطلب آل سعود ـ آل صهيون بتدمير الدولة السورية ورئيسها، الذي يشكل الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني كما يؤكدون، لذلك ف”الجبير” عميد السياسة الخارجية لآل سعود طال عمره،  أقسم أغلظ الأيمان وأرفعها، وأطولها وأقصرها، بأن لا يتراجع عن مطلبه هذا أويهلك دونه، “مجبرٌ أخاك لا بطل”، لأنه إن لم يقل ما يُلقنه، سيجعل الأمير ولي ولي العهد يغضب، وربما جاء بوزير آخر من ترشيحات الأخوة الأمريكان، وإن تبدلت السياسة السعودية سيتم التضحية به كخروف العيد، وفي كلا الحالتين، الخازوق راكب، لكن العبد يظل عبداً، حتى ولو حررت رقبته. لذلك ففي سوريا وضعوا “المناضل” الكبير محمد علوش كبير المفاوضين السوريين!!!، فهو لم يفعل أكثر من قصف المدنيين والجامعيين وبعض المدارس، ووضع المدنيين في أقفاص حديدية فوق المعسكرات ومخازن الأسلحة كيلا يتم قصفها، وذبح الأسرى واختطف المدنيين…إلخ ، فهل يُسمى هذا إرهابا؟!!!.

أقول هذا في حالة سوريا، أما في حالةفلسطين، فيا للمفارقة، جاؤوا لنا ب”المناضل” عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي لا يؤمن إلا بالسلمية والمفاوضات طريقاً وحيداً، أتسمعون؟؟ وحيداً ولا طريق غيره لإسترداد الحقوق الفلسطينية، وكلاهما سعودي الهوى والتمويل. فالنظام السوري نظام قمعي فاشي مذهبي فارسي، وليس كنظام بني صهيون الديمقراطي الدستوري الحر. لذلك في سوريا الدمار وعند الصهاينة الحوار.

لذلك فهم في محاولاتهم تغطية أشعة الشمس، لا يقولون سوى ما هو في مصلحة سياساتهم فقط، فلا يأتون على ذكر كلام الدولة الجزائرية مثلاً الموجه لأمريكا والمتسائل: “من أين لداعش صواريخ ستنغر الأمريكية والموجودة على حدود تونس والجزائر مع ليبيا؟” والتي تحاول نقل التجربة الداعشية الى بلاد المغرب العربي!!!  أما الوثيقة التي كشفتها بالأمس وكالة “وكيليكس” ، الخارجة عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، وإعترافها بأن أمريكا خلقت داعش ودعمتها لإثارة حرب سنية ـ شيعية تمتد سنوات وسنوات في سوريا، لأن ذلك يخدم اسرائيل، فيجب عدم نشره لا في الصحف ولا في قنوات التلفاز الصديقة ولا التابعة لآل سعود، كيلا تتفتح عقول “الأغبياء”، لأن الأقلام المشتراة لا خوف منها وعليها من تغيير اتجاهها، لأن الدولار له قيمة أعلى وأرفع من الشرف والعزة والكرامة لديهم هناك، لكن ما يهم آل سعود التعتيم ليظل القطيع قطيعاً. لذلك فهم لا يأتون على ذكر قصف الدواعش في سوريا والعراق بالقنابل الكيماوية والتي أدخلت العشرات للمستشفيات في سوريا والمئات في العراق، حيث فاقوا الألف جريحاً، لاحظوا لا حديث عن الأمر الذي بسبب كذبة حوله تم تجويع العراق وقتل ما يفوق المليون طفل عراقي، ومن ثم تدمير بشره وحضارته،  وتهجير حوالي خمسة ملايين من شعبه في أصفاع الأرض!!! وتم تفكيك جيشه واستقدام القاعدة وداعش للعراق لتدميره بدعم أمريكي ـ صهيوني ـ رجعي عربي، كما وملاحقة وقتل 30 ألف عالم وأستاذ جامعة عراقي، وسرقة الآثار وتهريبها وتدمير الحضارة والتاريخ ونهب النفط وذهب العراق وتعويم العملة، وما زال التدمير مستمراً حتى هذه اللحظة، وما زالت محاولات تعطيل القوى المحاربة لداعش كالجيش الشعبي مستمرة أمريكياً ورجعياً عربياً. وبسبب نفس الكيماوي كانت سوريا قاب قوسين أو أدنى من التدمير الأمريكي رغم أنها لم تستخدمه!!!.

أما “وبلا صغرة” فالدول صغيرة الحجم كبيرة الفعل في الجامعة العربية، والتي تعرض للبيع أي شيء وكل شيء بأبخس الأثمان فهي دولة فلسطين، نعم فلسطين “الثورة والسلطة والثوار” الميامين، فمن بيع دورها في رئاسة الجامعة لحارة الشيخة موزة وولدها حمد الصغير، كي يديرون معركة تدمير سوريا واستجلاب التدخل الأطلسي، الى بيع الموقف من داعش في مخيم اليرموك لآل سعود، الى الموقف من اليمن والان الموقف من حزب الله، بعد أن سلموا المناضل الحجازي الكبير في تابوت في بيروت لآل سعود قبل هذا وذاك؟!!! نعم هؤلاء قتلة ناجي العلي بالأشتراك مع الصهاينة وقتلة عمر النايف بالإشتراك مع نفس الصهاينة، ومُسَلِّمي المناضل أحمد سعدات للصهاينة كما سلموا المناضلين الفلسطينيين في كنيسة المهد وأبعدوهم بصفقة بائسة مثلهم، كما تسليم المناضلين من سجن بيتونيا والمحتجزين لدى الأمن الوقائي للإحتلال، والحبل على الجرار، هؤلاء مؤيدوا آل سعود في الموقف من حزب الله، ضمن سياسة معاداة أى فصيل أو قوة تحرر معادية للكيان الصهيوني، كونهم أصبحوا يشكلون قوة حداد ـ لحد الفلسطينية الحامية لهذا الكيان. هؤلاء أنفسهم الذين عادوا للمفاوضات السريةمع هذا الكيان، وامتنعوا عن أي ضغط عليه، سواء بوقف التنسيق الأمني أو حتى تقديمه لمحكمة الجنايات الدولية، أو مقاطعة بضاعته في أرض السلطة.

يُصرّح رئيس السلطة بأنه لن يسمح بتطوير الإنتفاضة أو تسليحها!!! ويصرح عزام الأحمد بأن إضراب المعلمين تهديد للأمن القومي الفلسطيني، وليس التنسيق الأمني والقمع والفساد والسرقات والمحاصصات المنهوبة من المال العام، ولا مشاريع السلطة التي توزع على الشركات والمكاتب الهندسية بالوساطة والفساد والمعارف.

هذه مجرد نماذج من الدول العربية التي تخر سجوداً للمال السعودي، ف”فرعون” السعودي “تفرعن” لأنه لم يجد من يوقفه عند حده، ومن يرد أن يرى الدم الجاري الذي يحاول آل سعود وجامعتهم العربية تغطيته، يمكنه رؤيته دون عناء، فالخراب والدمار والتدمير والدماء لا يمكن تغطيتها لا “بريالات” آل سعود ولا “بنفط” الحجازيين المنهوب من عائلة القتل والتقتيل، ومن لا يريد أن يرى ينطبق عليه قول الشاعر:

عليَّ نحت القوافي من معــــــــــــــــــــــــادنها                       وما عليّ إذا لم يفهم البقر

محمد النجار

آل سعود …”جكر في الطهارة يشخون في لباسهم”

لبّت دول الجامعة “العبرية”، والتي من المفترض أنها عربية، نداء الإستغاثة مدفوع الأجر الصادر من آل سعود، فتجمعوا وجاؤوا زرافات زرافات، وتقاضوا الأجر وأخذوا التذاكر المحجوزة الى مقر الجامعة”العبرية”، وتوجهوا الى هناك وأخذ كل منهم مقعده، يتصدرهم رئيس الجامعة والذي هو أكبرهم معاشاً، ويقول البعض أنه يأخذ موضوعة استدعاء التدخل الخارجي على الأوطان أو الصراخ على قتلى شعوبنا، وتحويل مقاتلين المرتزقة الى ثوار معتدلين أو لمدنيين فقراء عزل، “مقاولة” يقبض نصف ثمنها مقدماً والنصف الثاني وفوقه علاوة عند انتهاء المقاولة، وهذه الأجرةالمستَحقة يأخذ قسمها الأكبر بسبب موقفه الواضح الراسخ ملتزماً بقرار آل سعود، بعدم ذكر قضية فلسطين لا بشعار ولا بقرار، كون المرحلة الحالية ليست هي “المرحلة الأمثل” لطرحها والحديث عنها، فالمرحلة ليست مرحلة” صغائر الأمور” ولا “التوافه” منها، وما هي القضية الفلسطينية وسط هذا الإعصار من المسائل والحروب سوى قضية “صغيرة تافهة”؟!!!، حتى وإن بدت أنها الخاسر الأكبر مما يجري في هذه الحرب الكونية في المنطقة برمتها.

الأمر الذي يستدعي تصويب “البوصلة” وتعديل “الإتجاه” نحو العدو الحقيقي ألا وهو “ايران”، هذه الإيران التي “تمادت” في دعمها للقضية الفلسطينية في محاولة فاشلة لخلط الأوراق، فقامت بدعم “السنة” في فلسطين لتُشَيّعهم، وتدعم “الشيعة” في لبنان والعراق “لتورطهم” في حروب طويلة بدلاً من “الإنحناء” أمام العاصفة، الأمر الذي جعلهم في لبنان يحررون معظم أراضيهم وأسراهم من الحليفة “اسرائيل” “أطال الله عمرها”، وفي العراق من داعش ومن خلفه ومن يدعمه من حلفاء اسرائيل وامريكا وبمال من آل سعود، الأمر الذي يؤدي الى التدخل في شؤون آل سعود “الداخلية”، ولخلط الأوراق وتشويه صورة الحلفاء في أمريكا واسرائيل، وسيجعل “قليلوا العقل” يعتقدون أن مثل هؤلاء “الرعاع” وإن كانوا مدعومين من دولة “الفرس الشيعية الأيرانية الرافضية المارقة”، يمكن أن تجعل “العين تنتصر على المخرز، أو الدم ينتصر على السيف!!!

لهذا فقد صدق “غلام الملوك” ابن الجبير، الذي يتهمونه زوراً وبهتاناً ب”المثلية”، وهو ليس كذلك، إنه ظل “غلاما” وفياً للملك “المغفور له عبدالله” حتى مات، فانتقل ليكون غلاماً للملك الجديد سلمان، وأخلص ووفى، لكن ما العمل إذا كان مرض الزهايمر قد أخذ عقل مليكه وهرب، مما اضطره ليكون غلام ولي ولي العهد.

نعم صدق حين قال أن مشكلة بلاده مع إيران ابتدأت مباشرة منذ انتصرت ثورتهم، حيث اكتشف حينها  جهابذة المملكة وعلماؤها الأجلّاء وقيادتها المتميزة والحمد لله، أن دولة الفرس هذه ما هي سوى دولة شيعية مارقه “والعياذ بالله”، حيث كان الشاه “سنيًا” متخفياً في زيٍ “شيعي”، وإلا كيف يمكن تفسير دعمه آل سعود ضد عبد الناصر ” الشيعي” المتخفي في زي “سني”، في مصر واليمن، وكيف يمكن تفسير دعمه آل سعود لدعمهم حلف بغداد، وكيف شاركهم ضرب كل القوى والمؤسسات والأفراد الذين حاولوا اسقاط حكمهم العادل أو التأثير عليه طوال فترة وجوده في الحكم، حيث قصفهم وعائلاتهم ومياههم وزرعهم وضرعهم، وشارك في ملاحقتهم واعتقالهم وتسليمهم لقيادة آل سعود “طال عمرهم”.

لذلك قامت هذه الدولة “الفارسية” بالكشف عن انيابها بعد سقوط الشاه مباشرة، وبالتحديد منذ اليوم الذي أنزل “شِيَعَتهم” العلم الأسرائيلي عن السفارة الإسرائيلية وأحرقوه، رافعين العلم الفلسطيني مكانه ومُسَلِّمين السفارة كلها لمنظمة التحرير في محاولة لذر الرماد في العيون. ولمعرفة هذا التاريخ أيدت معظم الدول العربية موقف مملكة آل سعود وملوكها وأمراؤها، ومن حاول الرفض أروه”شيكاً” أو “شمموه” رُزمة دولارات من عملة العم سام فاستفاق وعاد الى رشده.

لكن هناك دول سباقة في “فعل الخير”، وليس في حب المال كما يقول المغرضون، دول مؤثرة في السياسات المحلية والدولية، فجيبوتي ـ بلا صغرة ـ والصومال والسودان، أصحاب المواقف المبدئية، فحكومة السودان ورئيسها وخاصة الرئيس رعاه الله، يُقَسِّم بلاده ويُصَحِّر أرضه ويجوع شعبه، لكنه يهتدي والحمد لله، بعد أن هداه الله، مثل كل “أمة” قيادات الإخوان المسلمين حيث لا عهد ولا وعد ولا ذمَّة ولا ضمير، إلى أن التطبيع مع “إسرائيل” واجب وضرورة للوصول لأموال آل سعود وقلب العم سام، لكنه “والحمد لله” يحاكم امرأة لأنها تلبس بنطالاً، ويُطَلِّق امرأة من زوجها ويقيم عليها الحد لزواجها “الباطل” من مسيحي من أهل الكتاب، ولا يتسامح أبداً في الفسق والفجور!!!

ولا ننسى اللاعب الأكبر والذي يسميه البعض ظلماً وعدواناً، “جبل الأوساخ  والقاذورات المتحرك” وزير الخارجية البحريني، الذي يحاول التطاول غلى قيادة المقاومة، كونه قدم لقضية شعبه ولكل القضايا العربية أكثر بكثير مما قدمته المقاومة وقيادتها، وهو ليس “بقصير يتطاول” كما قال المتنبي، ومن لا يصدق عليه أن يدقق في ديمقراطية الرجل ووطنيته، بدفاعه عن حقوق الإنسان والدفاع المستميت كي لا تسحب الجنسية أو يعتقل المناضلون البحرانيون أو لا سمح الله تطلق النار على المسيرات السلمية الجماهيرية، أو استدعاء قوات درع الخليج من “مملكة الخير” مملكة آل سعود لا قدّر الله.

اما الرئيس الفلسطيني الذي لم يؤمن يوماً بأن هناك مستقبلاً لثورة أو لعمل ثوري، لدرجة أنه عند اجتياح لبنان، وقبل انتهاء القيادة المتفردة والمتنفذة في م .ت. ف. من التفاهم مع فيليب حبيب، وزير خارجية أمريكا آنذاك، للخروج من لبنان، كان قد غادر الى تونس واستأجر بيتاً “لعائلتة المناضلة الكريمة”، وقرر المغادرة حضر “القوم” أم بقيوا، حسب ما قال موضحاً، ويضيف بعض الحاقدين أو الحاسدين : أن الرئيس الذي كان مجرد محاسباً في المنظمة وأصبح والحمدلله مليونيرًا كبيرا جداً مع حاشيته الحالية، ويعرف بوضوح في الرؤية والبصيرة أيضاً، أنه “يا روح ما بعدك روح”و” يُفضّل شعار” مائة جبان على الله يرحمه”،لذلك فهو يحب المال ب”الفطرة” في الوضع العادي، فما بالك اذا كانت الملايين تتراقص أمامه من أولي الأمر “آل سعود”؟!!! فصرح الرجل ليس باسم السلطة وحسب، بل باسم السلطة وم .ت. ف. ، والمقاومة الوطنية والإسلامية في غزة هاشم، وباسم الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، أنه يعلن تأيييده لآل سعود، لأن” كل ما فعلته وتفعله السعودية صحيحاً” كما قال، فرجل السلام مع “اسرائيل” الذي أحبط مائتي عملية “ارهابية” ضد اسرائيل، فقط منذ بدأت الإنتفاضة، لكنه لم يوقف عملية قتل واحدة صهيونية ضد الفلسطينيين!!! كما لم يعتقل أو يكشف أو يحقق مع أي عميل لإسرائيل في السلطة أو بين الشعب!!! لكنه ـ وبحمد المولى ـ يؤيد الحرب على شعب اليمن التي يعترف به كحديقة آل سعود الخلفية، والعراق وسوريا حديقتيهما الجانبية والأمامية، كما أنه يدرك أن أي دعوة لحرب أو “إعتداء”على اسرائيل تُخَسِّرَه، وأي تأييد لحرب على أي دولة عربية، شرط أن تكون معادية أو شبه معادية أو ربما ستكون معادية ولو بعدحين”لإسرائيل”، ويقودها آل سعود ستكون مربحة ومجدية اقتصادياً.

لكن الغريب، لا بل الطبيعي، أن قيادة حماس لم تستنكر ما قاله الرئيس، كونها ترى في القيادة “السعودية” مصدر تمويل اضافي لهم ولحركة الأخوان المسلمين في العالم كله، يضاف لما تتصدق به حارة الشيخة موزه، وواجب شرعي عليهم التمسك به حتى لو على حساب الشعب والقضية، بل التفريط بهذا المال “بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار” و يقول المغرضون أن تبريرهم جاهز وسريع بالطبع، وهو  أن مواقفهم هذه “تكتيك ياجاهل”، أو “أن القضية بحاجة الجميع، وهم لا يدخلون محاور ضد محاور أخرى، ولا يكلف الله نفساً  إلا وسعها، وآيات القرآن والحديث جاهزة.

كما أن آل سعود ومملكة الخير وقيادتها التي تجز رأس أي شخص يرفض مبايعتها ،أو معارضتها والعياذ بالله، وتعتبره تمرد من القطيع لا يعالج إلّا بجز الرؤوس كما فعلت قبل أيام، والجامعة “العبرية”  برئيسها المسمى بالعربي والنبيل، والرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته، يعلمون علم اليقين أن الأمريكي ما زال يغرس أنيابه وأظافره في المنطقة محاولاً التمترس والبقاء، فها هو مثلاُ يحاول إخراج الجيش الشعبي من محاربة داعش في العراق، وضرب “:بالخطأ ” الجيش العراقي وأحياناً السوري، وقطع تقدم الحشد الشعبي الذي كان يتوجه للسيطرة على الحدود العراقية السورية، ويقيم غرفة عمليات في منطقة اليعربية على الحدود، كي توقف زحف الحشد الشعبي وتمنعه من الإنتصار على داعش، وسرعان ما توقف تقدم الجيش العراقي بعد كل معركة ينتصر فيها، بتفاهات وتبريرات تافهة، كي تستطيع نقل قيادة الدواعش الى مناطق أخرى لأستمرار استنزاف الجيوش العربية في المنطقة، وتأخير هزيمتهم ما أمكن في العراق سوريا .

على أي حال فإن هؤلاء “الأعراب” وتوابعهم وكل من التحق بركب “صنادلهم”، كما يقول ويتطاول المتطاولون، مؤكدين أن دولة آل سعود لم ولن يجرؤوا على أن يكونوا مثل دولة “الفرس الرافضية”، لكونها دولة تحترم نفسها، وتقيم اعتباراً لشعبها، وتحترم تاريخها وتعمل لمستقبلها، ويكمل المتطرفون: وهؤلاء الذين يهدمون قوة شعوبنا بأيديهم ويدمرون حضاراتنا بأموال الشعب التي نهبوها، ويقاتلون بأبنائنا ليتسيَّد علينا الصهيو أمريكي، حيث  ندفع نحن الثمن بأموالنا وبدمائنا وهم من يكسبون،  ليس فقط بالحروب المفبركة في المنطقة كلها، بل أيضاً بتخفيض سعر النفط بنسبة تصل الى حوالي 75%، وذلك لضرب الإقتصاد الإيراني والروسي والفنزويلي خدمة لأمريكا، الأمر الذي أدى الى التدمير الذاتي لإقتصاد دولة آل سعود واقتصاد دول الخليج قبل أي اقتصاد آخر، وتعافي الإقتصاد الأمريكي!!! حيث تخسر دول الخليج يومياً، لاحظ يومياً، ما يزيد على 1.5 مليار دولار يومياً من الفرق في أسعار النفط وتربح أمريكا من نفس الفرق في السعر حوالي 700 مليار دولار سنوياً. ما أدى لإنخفاض سعر النفط على الشعب الأمريكي، وغلاءه ما يزيد عن 45% في مملكة آل سعود، وهذا الغلاء سحب بدوره غلاء معظم المواد الإستهلاكية وكذلك الأساسية أيضاً، يعني آل سعود وكما يقول المأثور الشعبي، “جكر في الطهارة يشخون في لباسهم”.

لقدكتب الشهيد غسان كنفاني منذ حوالي نصف قرن ” لا تمت قبل أن تكون نداً…”، ولحسن الحظ أن هذه القيادات مجتمعة  لا تقرأ ، وهي على أية حال لو قرأت لا تعرف التتبيع، ولو تَبَّعت لا تفهم، ولو حاولت الفهم لا تجرأ على التطبيق، نعم، ربما لو قرأ هؤلاء الأقزام لتشوهت وجوه الحروف وتوسخت مخارج الكلمات، فهذه القيادات لا تستطيع إلا أن تكون عبيدا…..

محمد النجار